"ثوار" أميركا والسعودية يقاتلون مع "القاعدة" في سوريا

الجمعة ٠٤ أبريل ٢٠١٤ - ٠٩:٥٢ بتوقيت غرينتش

أقام الاعلام العربي الخليجي وخاصة السعودي والقطري، الدنيا ولم يقعدها على مدى ثلاث سنوات ، في الحديث عن اعتدال المجموعات المسلحة التي تقاتل في سوريا وبعدها عن التطرف والمتطرفين ومن المجموعات المرتبطة بالقاعدة.

من أكثر هذه المجموعات التي تم الترويج لاعتدالها من قبل اميركا والسعودية والاعلام الخليجي هي "جبهة ثوار سورية" بقيادة جمال معروف، التي كانت تعتبر أمل الغرب في التخلص من المجموعات الارهاربية والتكفيرية في سوريا، حتى تم اختيار جمال معروف ضمن وفد المعارضة السورية في مؤتمر جنيف 2 ، كأحد الوجوه المعتدلة بين المجموعات المسلحة داخل سوريا.

المعروف ايضا ان "جبهة ثوار سوريا" تلقت مبالغ ضخمة وعتاد عسكري ودعم لوجستي وتغطية اعلامية ضخمة من قبل امريكا والسعودية والدول الخليجية، حتى ان الكثير من الاصوات المعروفة والمؤثرة في هذه الدول، وخاصة في السعودية، قد تعالت لتقديم اسلحة ثقيلة ومتطورة لهذه الجبهة بهدف تغيير موازين القوى في الحرب الدائرة في سوريا، متعهدين بمنع وصول مثل هذه الاسلحة الى المجموعات المرتبطة بالقاعدة مثل "جبهة النصرة" و "داعش" وغيرها.

وقد حث زعماء السعودية، الرئيس الاميركي باراك اوباما، خلال زيارته الاخيرة الى الرياض، على تقديم اسلحة ثقيلة للمجموعات المقاتلة في سوريا، او على الاقل ان يسمح للسعودية بتقديم مثل هذه الاسلحة ، مكررين مقولتهم القديمة من انهم لن يسمحوا بوصول هذه الاسلحة الى التنظيمات المرتبطة بالقاعدة.

رغم ان الكثير من المراقبين للمشهد السوري حذروا من خطورة تسليح المعارضة المسلحة التي تصنف بالمعتدلة، بسبب عدم قدرة اية جهة كانت ان تحول دون وصول هذه الاسلحة الى مقاتلي التنظيمات التكفيرية المرتبطة بالقاعدة ، الا ان مثل هذه التحذيرات كانت تصنف عادة في خانة دعم النظام السوري، الى ان فجر قائد "جبهة ثوار سوريا" جمال معروف قنبلة مدوية، وذلك عندما كشف في حديث مع صحيفة (اندبندنت) في عددها الصادر يوم الخميس 4 نيسان / أبريل، بأن قواته تقاتل جنبا الى جنب مع مقاتلي "جبهة النصرة" الفرع الرسمي للقاعدة في سوريا، ضد قوات النظام السوري ، وانه لن يقاتل القاعدة ابدا ، بل قام ويقوم بتقديم مختلف الاسلحة لمقاتليها.

وكشف معروف ايضا في حديثه للصحيفة، أن "جبهة ثوار سوريا تقاسمت الأسلحة مع جبهة النصرة في معركة يبرود"، واضاف "إذا كان الناس الذين يدعموننا يطلبون منا ارسال الأسلحة إلى جماعة أخرى فسنقوم بإرسالها لهم، وطلبوا منا قبل شهر ارسال الأسلحة إلى يبرود فقمنا بإرسال الكثير منها إلى هناك"، والمعروف ان مقاتلي جبهة النصرة هم الذين كانوا يشكلون العمود الفقري للمجموعات المسلحة في يبرود.

واوضح أن "جبهة ثوار سوريا" حصلت على مساعدات مالية من الولايات المتحدة والسعودية، "لتسديد الرواتب وتكاليف غرفة العمليات المشتركة في الأردن للجبهة الجنوبية في سوريا".

المعروف ان معروف هذا هو عامل بناء سابق وعمره 36 عاما ، تثار حوله الكثير من الاتهامات مثل التورط بسرقات وجمع ثروة وامتلاك مجموعة كبيرة من السيارات الفاخرة لاستخدامه الشخصي من وراء الحرب الدائرة في سوريا ، الا انه نفى كل تلك الاتهامات في مقابلة مع صحيفة “ديلي تليغراف” الشهر الماضي، بيد انه اعترف بتلقيه مبالغ ضخمة من السعودية واميركا.

المعلومات الخطيرة التي كشف عنها قائد "جبهة ثوار سوريا" ، وان كانت غير مفاجئة للعارفين بخفايا الحرب الدائرة على سوريا ، الا انها جاءت هذه المرة على لسان قائد "كبير" من قادة هذه المجموعات، لتفضح جوقة التطبيل الاعلامي الخليجي وتلك الاصوات النشاز التي كانت تتعالى بين وقت وآخر في الدول الخليجية واميركا وتركيا ، الداعية لتسليح "المجموعات المعتدلة " داخل سوريا . كما يجب ان تكون هذه المعلومات حافزا للاسرة الدولية لكي تتعامل مع الازمة السورية على أنها أزمة إرهاب عابر للدول والقارات، ولابد من التصدي له قبل ان يتفشى اكثر مما هو الان، ومثلما لم يبق الارهاب محصورا في دائرة العراق وقبله في دوائر افغانستان وباكستان والصومال، فانه لم يبق محصورا في دائرة سوريا، اذا لم تكن هناك إرادة دولية جادة لاستئصاله من جذوره هذه المرة.

نبيل لطيف ـ شفقنا