الشيخ التكفيري الشهال يفتي بقتل شباب لبنان

الشيخ التكفيري الشهال يفتي بقتل شباب لبنان
الخميس ١٠ أبريل ٢٠١٤ - ٠٣:٥٠ بتوقيت غرينتش

لم تذق مدينة صيدا طعم الراحة والهدوء إلا بعد أن أنقذها الجيش اللبناني من عصابات أحمد الأسير، التي كادت أن تشعل نيران فتنة طائفية لا يعرف إلا الله مداها، حتى ظهر "داعي الإسلام الشهال" رفيق درب الأسير، في طرابلس، وهو يرفع نفس الخطاب الفتنوي التحريضي المقيت، وكأن لبنان محكوم عليه البقاء في أجواء الفتنة بعد أن تم زرع أمثال هؤلاء المشايخ في ربوعه.

المدعو شهال هذا، كان يخطط لدفع طرابلس إلى السقوط في أتون الفتنة، مستفيداً من نقاط ضعف رفيق دربه القاتل والهارب عن وجه العدالة أحمد الأسير، الذي أخفق في حرق صيدا بنار الكراهية والتعصب والفتنة، لذلك أعلن الشهال الحرب مباشرة على الجيش اللبناني، الذي تجرأ !! أن يدخل قلاع التكفيريين في طرابلس نزولاً عند إرادة الشعب وأهالي طرابلس لإنقاذهم من العصابات التكفيرية والخارجين عن القانون بهدف إعادة الأمن والاستقرار إلى عاصمة الشمال وإنقاذها من المصير المأساوي الذي رسمه لها الشهال وزمرته.
يبدو أن الشهال اعتاد على مشهد الدم ولم يكفه سقوط نحو ثلاثين قتيلاً ومئات الجرحى، في الجولة الأخيرة من الاقتتال بين أبناء المدينة الواحدة، لذلك وجد في الجيش عقبة كبيرة أمام مخططه الفتنوي، فأفتى مؤسس التيار السلفي التكفيري في لبنان، بضرورة الجهاد واستهداف الجيش اللبناني، متهماً الجيش بصفات طائفية كريهة لا تنطبق إلا على الشهال وزمرته، فقطعت الطرقات وفجرت العبوات الناسفة بالجيش اللبناني وأطلقت النيران على نقاط التفتيش التي أقامها في الشمال، وآخر هذه الاستهدافات كانت حادثة استشهاد ضابط وجندي في الجيش يوم الثلاثاء 8 نيسان/أبريل عندما فتح مسلحون النار على دوريتهما في محافظة عكار بشمال لبنان، كما أصيب جندي ثالث في الهجوم الذي استهدف نقطة تفتيش تابعة للجيش قرب قرية فنيدق الواقعة شرقي مدينة طرابلس الساحلية.
في المقابل أصبحت عزيمة الجيش أقوى كلما تمادت الزمر التكفيرية في غيها في استهداف الجيش، فواصل مداهمة الإرهابيين في أوكارهم في منطقة البرانية في طرابلس وتمكن من توقيف أحمد مشحاوي من مجموعة زياد علوكي وفتح جميع الطرق المغلقة، كما صادرت القوى الأمنية سيارتين تابعتين لموكب خاص للشهال محملة بأسلحة وهي تحاول الوصول الحارة البرانية برفقة الشهال نفسه.
بعد ضبط الشهال بالجرم المشهود لم يجد أمامه من مهرب إلا العزف على وتر الطائفية الكريه وأخذ يتحدث بلغة طائفية لا يحسنها إلا أمثاله من الوهابية، وهي لغة لحسن الحظ لم تعد تقنع حتى البسطاء من أهالي طرابلس، وذلك عندما عقد مؤتمراً صحفياً كرر فيه مقولته البالية وهي أن "هناك مؤامرة على الطائفة السنية"، وتحدث عن وجود "مشروع صفوي في طهران وبغداد والضاحية" وأنه وزمرته لن يستكينوا علی هذا المشروع!!!
هذا الخطاب الطائفي لداعي الفتنة الشهال، هو خطاب شاذ، لم يألفه الشعب اللبناني من قبل ظهور شخصية الشهال في طرابلس، فالوهابية بذلت جهوداً كبيرة لزرع أمثال الشهال و الأسير وغيرهما بين أهالي لبنان، الذين لم يعرفوا الوهابية والسلفية المتكلسة قبل ظهور هذه النماذج، ويمكن تلمس أثر الوهابية في زرع شيخ الفتنة هذا في طرابلس، عبر تصفح المواقع الإلكترونية لجماعة الشهال والمواقع المناصرة له والمتعاطفه مع نهجه، حيث تتفق جميعها على تأثير شيخ الوهابية ابن باز على نشأة وإعداد الشهال، وتقول هذه المواقع بالنص: "كان له (أي الشهال) مع الشيخ ابن باز رحمه الله علاقة مميزة تمثلت بتزكيات ولقاءات عامة وخاصة ومراسلات وتشجيع وتثبيت رعاها الإمام ابن باز رحمه الله تنم عن أبوة الشيخ الرعوية وغيرته وحكمته رحمه الله والحرص على خدمة الإسلام والمسلمين في كل مكان جزاه الله خيراً وأسكنه الفردوس الأعلى"، وكان الشهال "يثمن كثيراً منهجية الإمام ابن باز رحمه الله تعالى العلمية والعملية".
إن من يتخذ شيخ الوهابية ابن باز إماماً وهاد لايمكن إلا أن يترشح عنه ما ترشح عن الشهال وهو يرى الجيش يداهم أوكار عصابته التي عاثت في طرابلس فساداً كقوله إن "هناك مؤامرة على الطائفة السنية التي يريدونها أن تستكين من أجل المشروع الصفوي في طهران وبغداد والقرداحة والضاحية "، مهدداً أنه سيصدر "فتوى جهادية بحق المتطاولين على الطائفة السنية!!"
هذا الهذيان قوبل باستنكار من علماء السنة الذين طلبوا من الشهال الكف عن هذا الخطاب العقيم الذي لا يجلب سوى الدمار والخراب للبنان خدمة للكيان الصهيوني والمتربصين بلبنان وأهله، فهذا إمام مسجد "سيدنا إبراهيم" في صيدا الشيخ صهيب حبلي، لفت إلى أن "الكلام التحريضي ضد المؤسسة العسكرية التي تعتبر صمام أمان الوطن مرفوض جملة وتفصيلاً عن أي جهة صدر"، معتبراً أن "موقف مؤسس التيار السلفي في لبنان الشيخ داعي الإسلام الشهال الأخير يندرج في إطار التحريض الذي يمارسه ضد الجيش اللبناني وعناصره".
كما رفض حبلي في تصريح له، "كلام الشهال عن المؤامرة ضد أهل السنة والتي يلوح بها عند كل حادثة فردية"، معتبراً أن "أهل السنة براء من أولئك الذين يسعون للنفخ بنار الفتنة وبوق المذهبية البغيض".
وسأل حبلي أنه "بعد تطبيق الخطة الأمنية رأينا كيف بدأت عاصمة الشمال تتنفس الصعداء، فلماذا يسعى البعض إلى توتير الأجواء؟ ولماذا التحريض على التحركات المناهضة للجيش الذي يقوم بمهامه الأمنية في حفظ الأمن والإستقرار؟ وهل الشهال وأمثاله باتوا متضررين من عودة طرابلس إلى حضن الدولة؟ وهل تتوقف رواتبهم اذا توقفت الفتنة؟"
يبدو أن الشهال ومن على شاكلته ينفخون في بالون مثقوب، فلم يعد لخطابهم من تأثير، وقد آن الأوان أن تلفظ المدن والبلدات والقرى اللبنانية شيوخ الفتنة وزمرهم، قبل أن ينزل بلبنان ما نزل بالبلدان الأخرى التي سمحت مجتمعاتها للعصابات التكفيرية الوهابية من التسلل إليها، فأصابت هذه المجتمعات بأمراض اجتماعية خطيرة، لم تتخلص منها حتى بعد مرور عقد طويلة من الزمن.

* سامح مظهر- شفقنا