مداهمة مكتب المرجع السيستاني.. لا نهاية لشذوذ نظام آل خليفة

مداهمة مكتب المرجع السيستاني.. لا نهاية لشذوذ نظام آل خليفة
الثلاثاء ١٥ أبريل ٢٠١٤ - ٠٥:١٩ بتوقيت غرينتش

مداهمة قوات الأمن البحرينية مكتب الشيخ حسين النجاتي وكيل المرجع الديني السيد علي السيستاني واستدعاء اثنين من العلماء العاملين في المكتب لحضور التحقيقات الجنائية والتحقيق معهما لمدة 6 ساعات، تعرضا فيها إلى الإهانات والاستفزاز، هي إجراء آخر يؤكد عمق الهوة التي تفصل بين هذا النظام والغالبية العظمى من ابناء الشعب البحريني.

الاجراءات التي يتخذها النظام البحريني والتي تجاوزت حدود المعقول ، في استهداف رموز الطائفة الشيعية وحسينياتها ومساجدها وحتى شعائرها ، وقبل ذلك استهدافهم في لقمة عيشهم وحرمانهم من العيش الكريم عبر طردهم وفصلهم عن اعمالهم لأتفه الاسباب ، والاستعانة بالمرتزقة الاجانب لقمعهم وتعذيبهم ومطاردتهم ، كل ذلك يؤكد ان النظام المنبوذ من هذه الغالبية لن يكف عن ممارسة هذه السياسة ، لانه ببساطة يعرف جيدا ان لا مكان له في البحرين في حال سمح لهذه الاغلبية ان تعبر عن مواقفها وآرائها بشكل حر ودون ضغوط.

هذا الهاجس هو الذي يبرر خوف النظام البحريني وأسرة ال خليفة، حتى من الاصوات التي تدعو للوحدة الوطنية وتغليب لغة العقل والحكمة والمطالبة بالحقوق المشروعة بالوسائل السلمية الحضارية وعدم مواجهة عنف ووحشية قوات الامن المدعومة من الاحتلال السعودي والمرتزقة الاردنيين والباكستانيين والاماراتيين، كما كان يدعو الشيخ حسين النجاتي وكيل المرجع السيستاني في البحرين ، الا ان النظام تعامل مع الشيخ النجاتي بطريقة غير لائقة وظالمة عبر ممارسة شتى صنوف الضغوط عليه لدفعة لترك البلاد بعد ان سحبت وزارة الداخلية الجنسية البحرينية منه ومن أفراد أسرته في سبتمبر/ أيلول 2010 وهو المولود في البحرين ومن اكثر الشخصيات البحرينية وطنية بذريعة انه حصل على جواز سفر بحريني هو وزوجته وأولاده بالمخالفة لأحكام قانوني الجنسية وجوازات السفر.

كما قلنا ان نظام آل خليفة اخشى ما يخشاه هو المعارضة العقلانية والوطنية الهادئة، فهذه المعارضة هي التي تعريه على حقيقته، وهي حقيقة طائفية بغيضة، لذلك يحاول أن يدفع هذه المعارضة الى اتخاذ مواقف طائفية ، لتكون مبررا له ولاسياده في السعودية في التمادي بممارسة كل صنوف الظلم والاضطهاد ضد الغالبية العظمى من الشعب البحريني ، لذا فهو يرى في الخط الحكيم والاسلامي الجامع لمختلف الطوائف الاسلامية ، والذي يمثله مرجعية السيد السيستاني ، التي وقفت امام كل مخططات الزمر الارهابية لضرب وحدة العراق عبر دفعه الى حرب اهلية طائفية، وهو ما يفسر حقد وغضب الزمر التكفيرية وداعميها من الانظمة العربية الرجعية على مرجعية السيد السيستاني ووكلائه في مختلف انحاء العالم وخاصة في البحرين.

شذوذ ممارسات نظام ال خليفة بان وبشكل واضح في استهداف الشأن الديني الصرف للغالبية العظمى من الشعب البحريني ، كما في مداهمة مكتب وكيل المرجع السيستاني ، وهو ما اشار اليه بيان "المجلس الإسلامي العلمائي" وهو أعلى هيئة دينية للطائفة الشيعية في البحرين ، الذي وصف هذه الممارسات بـ"الأساليب المشينة التي تتعامل بها السلطة مع علماء الدين، وطريقة المداهمات والاستفزازات غير اللائقة لرجال العلم في هذا البلد المسلم"، معتبرًا ما حدث "حلقة من سلسلة مساعي السلطة في البحرين لمحاصرة الشأن الديني، وتكميم الأفواه، وتدجين العمل الديني والعلمائي، وتطويعه لمصلحة السلطة".

وقال المجلس "إن محاولات إرهاب العلماء وثنيهم عن القيام بدورهم الرسالي لن تنجح أبدًا، ولا يوجد ما يقوم به العلماء في الخفاء، حتى يتم التعرض لهم بهكذا أساليب تتنافى وحق الحريات الدينية".

لا نتهم ولا نظلم نظام ال خليفة عندما نصفه بالشاذ، ليس فقط لانه يمارس ظلما كبيرا على الغالبية العظمى من الشعب البحريني ويحاربها في مذهبها، بينما هو لا يمثل حتى الاقلية المذهبية التي يدعى تمثيلها، بل بسبب سماحه دخول قوات اجنبية لاحتلال البلاد لقمع الشعب تحت مسميات وعناوين لا تقنع حتى الناس البسطاء والسذج ، كذلك باستقدام الالاف من المرتزقة الذين يمتلكون خبرة في القتل والتعذيب ، لقمع الشعب البحريني، وهو ما تأكد بالوثائق والارقام وحتى من خلال اعتراف النظام نفسه ، عندما كشف عن وجود مرتزقة اردنيين واماراتيين وحتى من فدائيي صدام المقبور، اما من الأسيويين فقد اعترف كبار المسؤولين الباكستانيين عن وجود مرتزقة باكستانيين في قوات الامن والجيش في البحرين.

الملفت ايضا ان نظام ال خليفة لا يستخدم هؤلاء المرتزقة في قمع الشعب البحريني ، بل يستخدمهم ايضا عبر تجنيسهم لتغيير التركيبة السكانية، بينما يقوم وبوقاحة اسقاط الجنسية عن خيرة ابناء البحرين الاصلاء، وهو ما أثار حفيظة العديد من المنظمات الدولية التي دعت نظام ال خليفة للكف عن هذه السياسة غير الانسانية.

ان شذوذ نظام ال خليفة لا يقتصر على استقدام المرتزقة وتجنيسهم بل، اخذ يغازل حتى الكيان الصهيوني والذي يشبه نظام ال خليفة في بعض جوانبه ، يستجدي منه الدعم والقوة للبقاء في الحكم ، عبر مغازلته وبشكل مشين، فهذه الإذاعة الإسرائيلية العامة تعلن أن فنانين من البحرين شاركوا في معرض للرسوم افتتح يوم السبت الماضي في المركز اليهودي العربي (بيت الكرمة) في حيفا، والمعروف ان هذا المعرض هو قطرة من بحر العلاقات التي اخذت تتوطد بين اسرة آل خليفة والكيان الصهيوني خلال السنوات الأخيرة، حيث بدأت أخبار زيارات المسؤولين الإسرائيليين للبحرين واللقاءات البحرينية الإسرائيلية في محافل دولية يتم تداولها وبشكل علني .

هنا نتساءل هل هناك نظام في العالم اجمع يمكن ان يشبه نظام آل خليفة في البحرين؟، اذا لم يكن هناك مثل هذا النظام فمن حقنا اذن وصفه بالشاذ وهو حقيقة شاذ، فالى متى يمكن ان يستمر هذا نظام في الحكم مستعينا بالمحتلين والمرتزقة؟، كيف يمكن ان تقود اسرة صغيرة لا تمثل حتى الاقلية، بلدا يرفض غالبيته حكم هذه الاسرة ؟ ان منطق الاشياء يرفض ديمومة مثل هذا النظام، فمصيره لا محالة الى زوال حتى لو استقدم كل مرتزقة العالم.

سامح مظهر- شفقنا