نجاح سياسة ايران في تصفير المشاكل مع الجيران

نجاح سياسة ايران في تصفير المشاكل مع الجيران
الإثنين ٢١ أبريل ٢٠١٤ - ٠٨:٣٠ بتوقيت غرينتش

اخيرا توصل السعوديون الى القرار الصائب وهو التفاهم مع ايران حول قضايا المنطقة بعد ان كانوا يصرون على الاحجام عن التفاوض مع ايران والاستمرار في اتخاذ مواقف عدائية تجاهها.

هذا التحول في سياسة السعودية الخارجية جاء بعد هزائم متتالية للسياسة الخارجية السعودية وعدم الامساك باي انجاز يذكر في الاستمرار بسياسة العداء للجمهورية الاسلامية .
ويبدو ان زيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما للسعودية كانت لها الاثر الكبير في تليين الموقف السعودي من ايران ، لان اوباما اطلع الملك عبد الله بن عبد العزيزعلى نتائج الحوار الامريكي الايراني مؤكدا على ان هذا الحوار لن يكون على حساب دول المنطقة وان الملف النووي الايراني لن يكون ضد مصالح العرب وعلى السعودية ان تكف عن وضع العصى في دولاب العلاقات مع طهران لانها لن تحصل على اي مكسب من خطواتها هذه .

ويبدو ان النصيحة الامريكية كان لها الاثر الكبير في تخفيف الاصرار غير المنطقي من جانب السعودية وتليين الموقف السعودي الذي انعكس ايجابيا على مقالات الكتاب السعوديين في صحفهم الصادرة في لندن ودعوتهم الى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الرياض وطهران.

الموقف الايراني المبدئي لا يزال على حاله ،  فطهران  اعلنت منذ تولي الرئيس حسن روحاني منصبه ، انها تمد يدها لجميع دول الخليج الفارسي ومنها السعودية وتعمل على تعزيز العلاقات معها .

وكانت تصريحات الرئيس الايراني لدى استقباله للسفير الجديد في طهران عبد الرحمن الشهری وتأكيده على التعاون مع السعودية  قد طمأنت السعوديين من جديد  بان ايران مصرة على ازالة كافة الخلافات  الطارئة واعادة العلاقات بين البلدين الى طبيعتها  .

وقد عقدت سلسلة اجتماعات دوریة بین السفير السعودي  و عدد من المسؤولین الإیرانیین، حسب مصادر مطلعة  ناقشت سبل إعادة بناء مناخات جدیدة من الثقة بین البلدین وصولا إلی حصول زیارات متبادلة بین المسؤولین السعودیین والإیرانیین.

وذكرت صحيفة السفير نقلا عن هذه المصادر : «إن کبار المسؤولین الإیرانیین أبلغوا کل من راجعهم بأنهم یرحبون بتعزیز علاقاتهم مع کل دول المنطقة لا سیما السعودیة".

ولهذا السبب اتفق البلدان على ان يقوم مسؤول فی وزارة الخارجیة الإیرانیة قریبًا بزیارة للسعودیة، فی إطار «خطوات بناء الثقة»، تلیها زیارة أخری یقوم بها وزیر الخارجیة محمد جواد ظریف للریاض.

وكان وزير الخارجية الايراني قد زار الكويت وقطر والامارات وسلطنة عمان  لاظهار حسن نية طهران تجاه جاراتها الخليجيات ، وكانت تصريحات محمد جواد ظريف دليل على حسن نية طهران تجاه دول الجوار. وقد اطمأن القادة الخليجيون من ان ايران تريد الخير لهم ولا تريد اي توتر في المنطقة وهذا قد انعكس على تصريحات المسؤولين في عدد من الدول الخليجية التي زارها ظريف.

ويبدو ان السعوديين قد اقتنعوا بان عليهم ان يغيروا مواقفهم العدائية تجاه ايران ، ويمدوا ايديهم الى القادة الايرانيين لتصفير الخلافات والمشاكل ، خدمة لشعوب المنطقة التي لا تقبل باستمرار التوتر في العلاقات بين الجيران  .

*شاكر كسرائي