فيصل المقداد:

مواقف الدول الغربية من الانتخابات الرئاسية منافقة

مواقف الدول الغربية من الانتخابات الرئاسية منافقة
الأحد ١٨ مايو ٢٠١٤ - ٠١:٥٩ بتوقيت غرينتش

قال نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد إن مواقف الولايات المتحدة وأتباعها في فرنسا ودول أوروبية أخرى ضد إجراء الاستحقاق الرئاسي السوري وضد حزمة الإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها الحكومة السورية لتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون والحرية في سورية تدل على "النفاق والتضليل والانتقائية".

وأشار المقداد في مقال له السبت في صحيفة البناء اللبنانية إن "من يتآمر على الانتخابات الرئاسية السورية إنما يتآمر على الديمقراطية والتعددية السياسية وحرية التعبير في سورية وإن من يتآمر على سورية ويعمل على إحداث فراغ قيادي فيها إنما يعمل على تدميرها وتفتيتها وتسليمها لقمة سائغة للإرهابيين وآلاف الكتائب الإرهابية التي تدمر سورية وتستهدف أطفالها وحاضرها ومستقبلها".

وأضاف المقداد أن الولايات المتحدة وأتباعها الغربيين حولوا هذه القيم الديمقراطية كلها التي قالوا عنها إنها قيم كونية إلى مهزلة وحولوا أنفسهم إلى مهزلة أيضا".

وأضاف المقداد أن "الحکومات الغربیة هي هکذا دائما بقیمها الاستعماریة وسیاساتها ذات المعاییر المزدوجة وبفساد قادتها الذین یفضلون التعامل مع أنظمة حکم في دول أخرى تلبي مصالحهم ومصالح إسرائیل على حساب المثل الکونیة والقیم التي نشرتها الحضارة الأوروبیة، أما المقاییس التي أقنعوا الکثیر من دول العالم النامیة بأنها صالحة لإدارة شؤون العباد فیجدون آلاف الذرائع لانتهاکها هنا وفرضها على الآخرین هناک بغض النظر عن صلاحیتها لبعض البلدان".

ولفت المقداد الى إن "الولایات المتحدة وأتباعها الغربیین حولوا هذه القیم کلها التي قالوا عنها إنها قیم کونیة الى مهزلة وحولوا أنفسهم الى مهزلة أیضا"، مشیرا الى أن أفضل علاقات تلك الدول تتناقض بشکل صارخ مع ما یروجون له ویتاجرون به في مواقف سیاسییهم وأجهزة إعلامهم "التي لم یبق فیها من الصدقیة ودقة الخبر وحیادیته وموضوعیته إلا الثرثرة الفارغة".

وأضاف... إن فرنسا وبریطانیا وأحیاناً بعض الحکومات المغلوبة على أمرها في الاتحاد الأوروبي والتي تهرع الى قهر بعض الدول والحکومات في افریقیا وآسیا وحتى أوروبا تحت ذرائع مختلفة ومتناقضة مع قیم شعوبها فإن ذلك مرده الى أن هؤلاء ما زالوا مصرین على رؤیة العالم بعیون عهود الاستعمار والهیمنة والسیطرة على مقدرات الشعوب وخیر مثال على ذلك فرنسا التي تتدخل بشکل منهجي فاضح في شؤون بلدان مستقلة وذات سیادة کانت أیضاً تخضع للاستعمار الفرنسي.

وأوضح المقداد أن قرار "المهزلة" للحکومة الفرنسیة بمنع المواطنین السوریین في فرنسا من ممارسة حقهم الأصیل وواجبهم الوطني في انتخاب رئیس بلدهم الأم من بین عدة مرشحین تتناقض مع "شرعة حقوق الإنسان بعناصرها الأساسیة الثلاثة المتمثلة بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق المدنیة والسیاسیة والعهد الدولي للحقوق الاقتصادیة والاجتماعیة والثقافیة التي تدعي الحکومة الفرنسیة زوراً وبهتاناً تقیدها بها لکنها عملیاً تعمل ضدها في قلب باریس وتعمل الحکومة البریطانیة وآخرون ضدها في وضح النهار"، موضحا أن ذریعة جنیف ساقطة أصلا کون بیان جنیف لا یتطرق الى مسألة الانتخابات السوریة بل یشجع على الحفاظ على استمراریة عمل مؤسسات الدولة السوریة.

وقال المقداد إن "اجتماع البعض أو إحضار بعضهم الآخر بالقوة والتهدید والابتزاز في عاصمة الامبراطوریة الاستعماریة البائدة لاستصدار ورقة ضد الانتخابات الرئاسیة السوریة لا تساوي قیمة الحبر الذي ستکتب به... هي أوراقهم الصفراء السابقة یتم تداولها بین عواصمهم لإعادة التأکید على قراراتهم التي أفلست في تحقیق أي من أهدافها".

وأضاف أن الترکیز من الآن ولأکثر من نصف شهر سیکون على الإساءة للانتخابات الرئاسیة السوریة التي ستتم في الثالث من حزیران المقبل ولن نفاجأ بهذا النوع من الفجور والتدخل السافر من قبل دول تدعي أنها دیمقراطیة أو من قبل دول لا تعرف معني الدیمقراطیة أصلا لمنع إجراء انتخابات ذات طبیعة تعددیة تخدم مسیرة الإصلاح السیاسي التي بادرت إلیها القیادة السوریة في إطار توجه شامل والتزام صادق منها لتحقیق تطلعات الشعب السوري وحاجاته.

وشدد المقداد على أن المسؤولین الفرنسیین وغیرهم في أي بلد یقف ضد الدیمقراطیة وعنوانها الأساسي الانتخابات یؤکدون بموقفهم هذا دعمهم للإرهابیین والقتلة الذین سفکوا دماء السوریین من دون رحمة وبدعم من مشایخ الإخوان المسلمین وفي مقدمتهم أردوغان وأجهزة استخباراته والسعودیون الذین استولدوا من رحم الوهابیة جمیع حرکات التطرف والتکفیر والإجرام.

وأکد المقداد أن الحماقة الأوروبیة الغربیة والأمیرکیة وعملاءهما من الأنظمة العربیة وصلت الى "حد الفضیحة" من خلال دعمهم للإرهابیین لأن سوریا هي آخر معاقل الوطنیة والعروبة والالتزام بقضایا الأمة وخاصةً القضیة الفلسطینیة والوقوف مع سائر شعوب العالم في نضالها لأجل السیادة والحریة والاستقلال لافتا الى أن المسؤول عن قتل عشرات الآلاف هم هؤلاء الذین قدموا المال والسلاح والإیواء والدعم الى عصابات الإرهاب الذین قطعوا میاه الشرب عن أطفال ونساء حلب وشیوخها لمدة عشرة أیام.

وختم المقداد مقاله بالقول.. إذا کانت الأحقاد والکراهیة هي التي تدفع بعض الحکومات الأوروبیة والأمیرکیین لاتباع سیاسة عمیاء ودمویة ضد سوریا للوصول الى أهدافهم خدمة لاسرائیل فإن من حق الناخب الأوروبي أن یحاکم حکامه وقد فعل فأین شیراك وبلیر وجورج بوش الإبن وسارکوزي، ویکفي القیادة السوریة شرف تحمل المسؤولیة في مواجهة الإرهاب والصمود في وجه کل من أراد النیل من سیادة سوریا واستقلالها وحریتها موضحا أن التاریخ سیسجل للسید الرئیس بشار الأسد أنه صمد في وجه الإرهاب وألغي تحت أقسى الظروف قانون الطوارئ وأصدر قوانین "الإدارة المحلیة والتعددیة الحزبیة والدستور السوري وحریة الإعلام وإجراء الانتخابات البرلمانیة".