المفاوضات النووية إلى أين؟ وما هي نقاط الخلاف بين الطرفين؟

الأحد ١٨ مايو ٢٠١٤ - ٠٣:٥٠ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) – 18/5/2014 – أكد عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الاسلامي في ايران حسين نقوي حسيني، أن إيران مع المفاوضات لكنها لن ترضخ للضغوط واطماع الغرب، مشيرا إلى دلائل ظهور الاختلافات في المفاوضات النووية مع مجموعة 5+1.

وفي تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية اليوم الاحد، أوضح نقوي حسيني أنه بعد الاتفاق المبدأي في جنيف والوصول إلى مرحلة تدوين نص الاتفاق النهائي في المفاوضات النووية الرابعة، ظهرت خلافات كبيرة بين طرفي المفاوضات، مشيرا إلى أن حق التخصيب، ونسبة تخصيب اليورانيوم، ونشاطات مصنع أراك للماء الثقيل، إضافة إلى مواضيع غير نووية لم تكن ضمن المفاوضات، كالمنظومات الصاروخية والدفاعية للبلاد، هي من المواضيع التي تختلف فيها إيران مع 5+1.

ووصف نقوي حسيني الاختلافات بانها "عميقة جدا"، مؤكدا أن هذه الاختلافات ظهرت بسبب الاستعلاء وعدم الوفاء بالعهود، والاطماع المتزايدة للغرب، مشددا على أن الفريق المفاوض الايراني لن يرضى بالاطماع التي يتوقع منه الطرف المقابل في المفاوضات.

إستمرار المفاوضات رغم الخلافات الموجودة

وأشار عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني إلى إتفاق الطرفين حول الإستمرار في المفاوضات، موضحا أن طهران وافقت على الإستمرار بالمفاوضات رغم الخلافات الموجودة، وذلك بسبب أن الغرب سعى إلى أن يبين للرأي العام العالمي عبر وسائل الاعلام التي يسيطر عليها بأن إيران لاتسعى إلى المفاوضات.

وأضاف نقوي حسيني أن الغرب يسعى إلى أن يحرف الحقيقة للرأي العام بأن إيران لاتسعى إلى المفاوضت بسبب أن لديها نشاطات نووية مشبوهة تخفيها عن العالم، مؤكدا أن الجانب الايراني دخل بصورة فعالة في هذه المفاوضات ليبين للعالم بأن النشاطات النووية الايرانية نشاطات سلمية بحتة وأنه لايوجد اي نشاط تخفيه عن العالم.

إيران غير متفائلة بنتائج المفاوضات

هذا وقال نقوي حسيني؛ إن "إيران غير متفائلة بنتائج المفاوضات لانها على معرفة تامة بما يسعى اليه الاعداء"، مؤكدا ان الغرب، يكذب في إدعائه بانه يسعى الى المفاوضات، وأن القوى الغربية لن تلتزم بنتائج المفاوضات.

وأشار عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني، إلى أنه بعد الاتفاق المبدأي في جنيف، بدأت تظهر علامات للقوى الغربية تشير إلى عدم رضاهم في إستمرار المفاوضات، ووقعوا تحت تأثير ضغوط الكيان الاسرائيلي لوقف المفاوضات.

نص الاتفاق النهائي باللغتين الفارسية والانكليزية

وفي جانب آخر من حديثه أكد نقوي حسيني على ضرورة تدوين نص الاتفاق النهائي حالما يتم الاتفاق عليه، باللغتين الفارسية والانكليزية في الوقت نفسه، حتى لايمكن تفسير المفردات اللاتينية حسب رؤى الغرب فقط، مشيرا إلى أنه في الاتفاق المبدأي الذي تم تدوينه باللغة اللاتينية فقط بعد ترجمته بالفارسية ابدى الاميركيون وبعض الجهات الاوربية إعتراضهم على بعض المفردات بأن المراد منها غير ذلك.

الخطوط الحمراء

وأضاف عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، أن المفاوض الايراني لن يساوم على حقوق الشعب ولن يسمح للغرب بتجاوز الخطوط الحمراء، مشددا على حق إيران في إمتلاك الطاقة النووية لرفع إحتياجات البلاد، والتحقيقات العلمية النووية، والاستفادة من الاجيال الجديدة لأجهزة الطرد المركزي، وصناعة السفن في المستقبل التي تحتاج إلى وقود مخصب بنسبة عالية، وأكد أن المفاوض الايراني لن يقبل بأي شروط لا تسمح لايران بتخصيب اليورانيوم.

طرح مواضيع لا ترتبط بالمفاوضات النووية

وأشار نقوي حسيني إلى طرح الغرب لمواضيع لا ترتبط بالملف النووي، كدعم إيران لحركة المقاومة في لبنان وفلسطين، في المفاوضات النووية، مؤكدا أن المفاوضات النووية، وحقوق الانسان والارهاب، ما هي إلا ذرائع إتخذها الغرب لكي تتنازل إيران عن شعاراتها الثورية في مقارعة الظلم والاستبداد في العالم.

وشدد نقوي حسيني على أن إيران مستمرة في الدفاع عن حقوق المظلومين في العالم، وتعتبر ذلك من أحد وضائف الثورة الاسلامية في إيران تجاه المسلمين في العالم، ولن ترضخ لضغوط القوى الغربية.

السعودية في الفخ الاميركي والإسرائيلي

وفي جانب آخر من حديثه أشار نقوي حسيني إلى الدعوة السعودية لوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لزيارة المملكة، مؤكدا أن إيران والسعودية هما من الدول الكبرى في المنطقة والمؤثرة في العالم الاسلامي، وأن التعاون الثنائي بين هذين البلدين يصب بمصلحة العالم الاسلامي.

وأكد أن إيران دائما تسعى إلى توطيد العلاقات الثنائية مع دول الجوار، وخصوصا الدول العربية في الخليج الفارسي، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الاميركية والكيان الإسرائيلي يسعيان إلى تأمين منافعهما الاستكبارية عبر بث الفرقة بين شعوب المنطقة، وأضاف أن القوى الإستكبارية أوهمت السعودية بأن إيران بدأت تكبر وتسعى إلى أن تفرض هيمنتها على المنطقة وتحد من مكانة السعودية في الشرق الاوسط.

وإعتبر نقوي حسيني "أن السعودية وقعت في الفخ الاميركي الاسرائيلي"، مؤكدا أن السعودية اذا ما تنظر بنظرة واقعية للأمور في المنطقة فأنها ستدرك أن ايران هي بلد مسلم وصديق يمكن أن تسهم توطيد العلاقات الثنائية معها في حلحلة الازمات في العالم الاسلامي والمنطقة.

وأعرب نقوي حسيني عن أمله بأن تدرك السعودية هذه الحقيقة بأن "تواجد إيران والسعودية مع بعضهما البعض لن يسمح للقوى الاستكبارية أن تتجاوز على حقوق الشعوب الإسلامية في المنطقة".