لماذا غيروا مواقفهم ؟

لماذا غيروا مواقفهم ؟
الخميس ٢٩ مايو ٢٠١٤ - ١٢:٥٩ بتوقيت غرينتش

يا سبحان الله، ان يغير المرء رأيه بين عشية وضحاها، فهذا في غاية البله والسفاهة، ان تظل تدعم القتلة والارهابيين طيلة اكثر من ثلاث سنوات، وتغير موقفك بين ليلة وضحاها تبعا لمواقف أسيادك، فهذا ما لا يقبله عقل سليم.

ان تقوم بتأييد ودعم القتلة وآكلي الاكباد وقاطعي الرؤوس البشرية، طوال اكثر من ثلاث سنوات، بتدبيج المقالات، ومهاجمة الاخرين، والتنديد بهم، لانهم فضحوا الجهة التي تقف وراء كل هذه الجرائم، ومليارات الدولارات التي دفعتها لهؤلاء الوحوش البشرية، فهذا لا يمكن الدهشة منه، لانك معروف امام الجميع بالتوقيع بالعشرة على قرارات أسيادك، ولان كلامك وسلوكك ومظهرك يدل على انك متشبع بتعاليم اسيادك واسياد اسيادك الذين احلوا طوال التاريخ قتل الابرياء الذين لا لذنب لهم، الا لانهم يختلفون مع تعاليمهم وافكارهم البالية.
كيف يمكن ان تتراجع أيها الكاتب الكبير عن دعم الارهابيين القتلة وتندد بهم وتستخدم انواع الاوصاف بحقهم وتصنفهم بأنهم ينتمون الى "المنظمات الارهابية والجهادية الاجيرة التابعة لبعض الدول والتي تعمل وفق أجندات عربية أو دولية - أي مسيّسة مطوعة - متقيدة بالأوامر، أي أغلب المنضوين تحتها رعاع، همج، اختلط على أغلبهم ادعاء الجهاد وطلب الشهادة وطلب الشهرة والزعامة وحب إراقة الدماء، والتفنن فيها".
هل من المعقول ان تتراجع عن كل افكارك التي كنت تفخر بها وتؤكد على تبعيتك لفتاوي شيوخ السلف القابعين في قصورهم الفارهة في الجزيرة العربية، كما كنت تشير الى دعمك المستمر لهؤلاء القتلة المجرمين الذين كنت تطلق عليهم لقب المجاهدين الذين يحاربون في سوريا لتخليص شعبها من الديكتاتور.
كيف انقلبت على افكارك بين ليلة وضحاها؟، ما سر هذا التغير في افكارك؟، هل هداك الله؟، ام ان الاوامر صدرت اليك والى امثالك من كتاب الصحف الصفراء، ان الخطر محدق  باسيادك فعليك ان تغير الجهة والبوصلة، وان تكف عن دعم المجاهدين سابقا والارهابيين لاحقا، لانهم سيعودون قريبا الى المملكة كما فعل الافغان العرب بعد حرب افغانستان.
نعم، عرفت السر؟ أيها الكاتب الكبير، لقد غير أسيادك موقفهم من المجاهدين سابقا والارهابيين لاحقا، فهم الذين أصدروا الاوامر الى الجهات العليا في المملكة ان ضعوا المنظمات الارهابية: النصرة وداعش والقاعدة و.. على قائمة المنظمات الارهابية واعتقلوا من يريد ان يخرج الى الجهاد في سوريا؟
لم يكتف هؤلاء بهذه الاوامر الى السلطات الامنية في بلادهم، بل اوعزوا الى كتابهم و مقدمي البرامج ومنهم داود الشريان مقدم برنامج الثامنة للتنديد بالشيوخ السلفيين أمثال محمد العريفي وسلمان العودة وعدنان العرعور على انهم هم الذين غرروا بالشباب السعودي للذهاب الى سوريا للقتال هناك.
ولم يتساءل أحد عمن دفع مليارات الدولارات الى زعماء النصرة وداعش والقاعدة لتوظيف الشباب وزجهم في اتون الحرب في سوريا من اجل تحقيق مصالح عليا للزعماء السعوديين؟ ولم يسأل أحد عن مسؤولية الامير بندر بن سلطان رئيس المخابرات السعودية ومسؤوليته في الملف السوري.
نعم الكل يندد بالعريفي والعودة و العرعور لانهم غرروا بالشباب السعودي للذهاب الى سوريا للقتال هناك والاستشهاد في سبيل ان تحصل المملكة على الريادة والسيادة في الشرق الاوسط.
ان برنامج الثامنة لداود الشريان ندد بالعريفي والعرعور لانهما كما قال أحدهم وإسمه مسفر تأثر ببعض الدعاة وتغريداتهم في موقع التواصل الاجتماعي في تويتر ومنهم الشيخ العرعور ومقاطعه التي غزت اليوتيوب وتغريداته في تويتر وهو يدعو ويحرض للجهاد في سوريا وعدة مشايخ. وأضاف مسفر أن هناك سعوديين في داعش يقتلون سعوديين في جبهة النصرة. وأضاف: ذهبت لتركيا وقبلها كنت مرتباً مع شخص سوري في تويتر وأعطاني رقم جواله في تركيا ووعدني بإدخالي لسوريا وبعدها قابلني مهرب وقام بإدخالي لسوريا مقابل ألفي ريال.

وأكمل قائلاً: بعد ما وصلت لسوريا وشفت الدماء والأشلاء مخيفة جداً، وبعض من كان معي سعوديون، لافتاً إلى انضمامه لحركة أحرار الشام وكانوا يأخذون غنائم من قتال جيش النظام والجماعات الأخرى ومنها خمور وكانوا يشربونها ومنهم من كان يحضر النساء.
ماذا ستفعل السعودية بالعرعور والعريفي والعودة وغيرهم الذين شجعوا الشباب السعودي والعربي للذهاب الى سورية وعاد عؤلاء الشباب اشلاء هامدة الى بلادهم، هل هم قاموا بهذه المهمة من دون تنسيق مع الزعماء السعوديين الذين ارادوا اسقاط النظام السوري وفشلوا فشلا ذريعا؟


* شاكر كسرائي