العلاقات الايرانية الخليجية على ضوء زيارة امير الكويت لطهران

العلاقات الايرانية الخليجية على ضوء زيارة امير الكويت لطهران
السبت ٣١ مايو ٢٠١٤ - ٠٤:٤٨ بتوقيت غرينتش

يبدا أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح يوم الاحد زيارة لايران يجري خلالها محادثات مع المسؤولين الايرانيين حول العلاقات الثنائية والعلاقات الايرانية الخليجية.

وكانت انباء قد تحدثت سابقا عن وساطة قامت بها الكويت بين طهران والرياض ، فيما اعرب مساعد وزير الخارجية الكويتي عن استعداد بلاده للوساطة بين ايران والسعودية.

وللكويت علاقات مميزة مع ايران كما هو الحال بالنسبة لعلاقات ايران مع كل من الامارات وعمان وقطر ومن المنتظر ان تتحسن العلاقات الايرانية الخليجية بعد زيارة امير الكويت لطهران.

فايران اعلنت على لسان رئيسها الدكتور حسن روحاني بعد تسلمه منصبه عن رغبتها في تعزيز علاقاتها مع الدول الخليجية كافة ولا سيما السعودية التي اتخذت خلال السنوات الاخيرة مواقف سلبية من ايران ، بينما تحاول ايران تحسين علاقاتها مع الدول الخليجية جميعها ، اذ ان  تحسين العلاقات الايرانية الخليجية ستكون في صالح شعوب المنطقة وسيؤدي ذلك الى تعزيز الاستقرار والامن في المنطقة بأسرها .

و قام وزير الخارجية الايراني بزيارة لكل من الكويت والامارات وقطر وعمان معلنا فتح صفحة جديدة في العلاقات مع هذه الدول معربا عن رغبة بلاده بتعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية معها.

ايران تنتظر من السعودية وبعض البلدان الخليجية تغيير مواقفها منها ، اذ انها تذرعت بالمفاوضات النووية بين ايران ومجموعة 5+1 والحوار الايراني الامريكي لتتخذ مواقف سلبية او بالاحرى عدائية من طهران .ولكن الموقف السعودي تجاه طهران ، لم يكن في صالح السعوديين ، بل ان الامريكيين نصحوا القادة السعوديين بعدم الافراط في اتخاذ مواقف متشددة من ايران.

فالسعودية التي تعتبر نفسها دولة كبيرة في المنطقة عليها ان تنظر الى ايران كبلد جار ومسلم لا يريد التدخل في شؤون دول المنطقة ولا يسمح للاخرين  بالتدخل في شؤونه ، فالبرنامج النووي الايراني برنامج سلمي ، لا يستهدف الاخرين بل انه يهدف من وراء  استخدامه توفير الطاقة ولاغراض مدنية ، وان من يقوم بالتهويل من دور ايران في المنطقة يهدف الى اثارة التوتر وعدم الاستقرار في منطقة الخليج الفارسي فايران بسبب موقعها الاستراتيجي ودورها الرئيسي تحظى باهتمام القوى الكبرى ولا سيما الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وتعمل جميعها على اقامة علاقات سياسية واقتصادية معها ، وهذا ما يثير حنق وغضب اعداء ايران الذين لا يريدون لهذا البلد المسلم ان يقوم بدوره الطبيعي في المنطقة.بل يريدون ايران ضعيفة تستجدي المساعدات من القوى الكبرى وتخضع لارادتها وتمتثل لاوامرها.

ان ايران بقدراتها الذاتية عملت على تجنيب المنطقة التدخل الخارجي ولا سيما التدخل العسكري ولكن الكيان الصهيوني الذي يرى وجود ايران قوية ومستقلة خطرا على مصالحه يعمل على تخويف دول الجوار من ايران ويزعم بان ايران تريد صنع القنبلة النووية .

ان على الدول الخليجية ان تشعر بالامن والامان بسبب وجود ايران قوية الى جانبها والتي تعتمد على نفسها في صنع اسلحتها وتدافع عن نفسها اذا ما تعرضت لعدوان خارجي كما حصل مع عدوان صدام حسين على الاراضي الايرانية .

فالدول الخليجية  اختبرت ايران طوال العقود الماضية ، فوجدتها صامدة في وجه كل معتد ، ولكنها وقفت الى جانب من تعرض الى العدوان ولا سيما الكويت التي تعرضت لعدوان صدام حسين وهي التي قدمت اليه مع الدول الخليجية الاخرى مليارات الدولارات في حربه ضد ايران ولكن ايران غضت الطرف ووقفت الى جانب الكويت ونددت بالعدوان الصدامي على الاراضي الكويتية .

ان موقف ايران من القضايا العربية واضح بين لا يشوبه اي شائبة ، فايران وقفت الى جانب لبنان حين تعرض للعدوان الصهيوني ووقفت الى جانب الشعب الفلسطيني في العدوان الاسرائيلي المستمر ولن تزايد ايران على العرب في القضية الفلسطينية  خاصة وان الحكام العرب هم الان منشغلون عن فلسطين في حربهم ضد سوريا وقد زودوا الارهابيين بمليارات الدولارات لضرب سوريا وتدميرها بذريعة  مساعدة الشعب السوري وها هو الشعب السوري مشرد في الدول المجاورة و المدن السورية مدمرة بفعل تدخل جيرانها العرب .ولا يزال الحكام العرب  يواصلون الخراب والدمار لسوريا من اجل بناء امجادهم على  اطلال هذا البلد .

ايران وقفت الى جانب الشعب البحريني عندما تعرض للعدوان الخليفي ولا يزال يتعرض للعدوان منذ اكثر من ثلاث سنوات بدعم من القوات السعودية التي تحاول القضاء على انتفاضته  وقمع حركته ووأد مطالبه الحقة .

السعودية تقف الى جانب الارهابيين في العراق وتزود اعضاء جماعة داعش بالمال والسلاح لكي يقفوا في وجه الحكومة الشرعية وليعيدوا حكم البعث مجددا الى العراق بذريعة بناء الدول الاسلامية فيه . فالسعودية لا ترضى ان يوجه احد النقد لتدخلها الغاشم في العراق فهي تعطي الحق لنفسها في التدخل في شؤون الدول العربية وتتهم ايران بالتدخل في شؤون دول المنطقة.

ان المراقب المحايد يتمنى ان تساعد زيارة امير الكويت لايران ، على حل الخلافات الايرانية الخليجية وان يدرك حكام الدول الخليجية بان ايران لا تريد الشر بهم ولا تتدخل في شؤونهم وتريد اقامة علاقات ودية معهم . ان عليهم أن يضعوا نظارات التشاؤم جانبا وينظروا الى ايران نظرة الجار لجاره ولا يكترثوا للاعداء الذين يثيرون المخاوف من ايران وخاصة الكيان الصهيوني وهؤلاء لا يريدون لدول المنطقة وشعوبها الامن والاستقرار .
*شاكر كسرائي