أميركا وتداعيات فتوى الجهاد في العراق

أميركا وتداعيات فتوى الجهاد في العراق
الأربعاء ١٨ يونيو ٢٠١٤ - ٠٩:٢١ بتوقيت غرينتش

من السذاجة ان نشك بعدم وقوف حلفاء أميركا خلف الارهاب الضارب في العراق والمنطقة بأسرها، ومن السذاجة ايضاً أن نصدق حديث "الشيطان الاكبر" في الحرب على الارهاب، لاعتبارات بسيطة للغاية يمكن الوصول اليها من خلال تحليل يقوم على شبكة العلاقات والاجابة على تساؤل: من المستفيد من العمليات الارهابية وبالتالي من المتضرر؟

 

ولأن جميع الدول الراعية للارهاب وللجماعات التكفيرية الارهابية والظلامية في المنطقة هي حليفة (بل لصيقة) السياسات الأميركية، دول كالاردن وتركيا والكيان الصهيوني والسعودية وقطر وليبيا ثورة الناتو... هذه الدول تأتمر بالقرار الأميركي في كل شئ وتتمسك به "حتى الثمالة" فلماذا لا تأخذ بتعاليم البيت الابيض فيما يتعلق بالارهاب الذي تدعي الولايات المتحدة الأميركية منذ الحادي عشر من ايلول سبتمبر 2001 محاربته وجعله في سلم اولوياتها؟!

واذا اضفنا الى ذلك ان الجماعات الارهابية التكفيرية الحالية هي صناعة غربية اقليمية مشتركة شاركت في انتاجها الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الخليج الفارسي العربية وباكستان.. سوف تتضح معالم اللعبة اكثر واكثر.

ثم نأت الى السؤال الأهم، وهو: من المستفيد من الأرهاب ومن هو المتضرر منه؟ ومن معرفة المتضررين والمستهدفين بالارهاب نعرف من هو المستفيد:
 

1. عراق مابعد التغيير، مخاصة مناطق المكون الاكبر(اتباع مدرسة أهل البيت).
2. سوريا بالممانعة والصمود.
3. المقاومة الاسلامية في لبنان وحواضنها الجماهيرية.
4. الاحزاب والقوى الافغانية الشيعية المجاهدة وحواضنها في كابول وباميان.
5. الحراك الشيعي في باكستان واليمن والبحرين و...
6. روسيا والصين حايفتا سوريا وايران والعراق.

أليس من حق المتابع ان يسائل: لماذا لايستهدف "الجهاديون" الكيان الصهيوني؟ ولماذا لايستهدفون الاردن الذي يصدر ارهابييه السلفيين الى البلدان الاخرى ويهدد بهم؟! ولماذا لاُتستهدف الامارات وقطر والكويت والسعودية أم الفساد والافساد الارهابي؟! ولماذا يستثني "الجهاديون" تركيا العلمانية والتي ترتبط بالكيان الصهيوني وعضو حلف الناتو من انشطتهم "الجهادية"؟!

واذا كانت أميركا بريئة من الدم العراقي فالتوعز لحليفها الاردني الذي يبتلع النفط العراقي باسعار رمزية بطرد او تجميد نشاط أيتام البعث الصدامي وارهابیي حارث الضاري والجنابي وغیرهم... ألا یمكنها فعل ذلك؟!

العراق لیس بحاجة الی طائرات "الدرونز" او 4000 جندي أميركي لا یقاتلون الاّ بشروط وتوصيات أثبتت فشلها على مدى سنوات الاحتلال حتى 2011، فالفتوی المباركة بالجهاد عبأت ملایین الابطال الذین لا یحتاجون الا الی الامداد بالسلاح والعتاد والتدریب...


بالعكس أری أن الحماس الأميركي بعد فتوی سماحة السید السیستاني انما هدفه وأد مشروع الامن الذاتي العراقي والاجهاز علی مشروع القوات الشعبیة الكفیلة بتأمین الامن في جمیع ربوع العراق.. نعم لیس من الصحیح رفض المساعدة الأميركیة لكن لابد ان تكون المساعدة الأميركیة او أیة مساعدة اخری ضمن سیاق المشروع العراقي الذاتي وفي اطاره ولیست بدیلة عنه، وكما یقال " الحمل الثقیل لا ینهض به الاّ اهله ".. ولتكفینا أميركا شرور حلفاءها وسیاساتها فقط.. فلو لا سیاسة الغرب وحلفاءه في سوریا لما وصل دخان الأرهاب ثانیة الی ارض العراق الذي بدأ يستعید عافیته قبل هجوم الارهاب الأخير، وبدأ يبتعد عن أجواء الحروب والصراعات المسلحة.


ان عراق ما بعد الفتوی وفي حال استفادة الحكومة والقوى الفاعلة مما خلقته الفتوى من اجواء ایجابیة وتماسكیة سیكون بالتأكید مختلفاً عما قبله، علی أكثر من مستوی، شریطة ان تكون نفس هذه الاجواءهي التي تسیطر علی عملیة تشكیل الحكومة التي لابد ان تری النور بأسرع ما یمكن ووفق آلیات دیمقراطیة تعطي الأولویة لمن كسب ثقة الناخب العراقي.

بقلم: علاء الرضائي