الشيخ سلمان: حراك 14 فبراير أكبر واوسع من انتخابات

الشيخ سلمان: حراك 14 فبراير أكبر واوسع من انتخابات
السبت ٠٥ يوليو ٢٠١٤ - ٠٥:٤١ بتوقيت غرينتش

شدد الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان على أن الحراك السياسي الذي بدأ في 14 فبراير سيتسمر وهو أوسع وأكبر من انتخابات، فهو يطالب باصلاح شامل والانتخابات القادمة لا تمثل جزء من هذا الاصلاح الشامل.

ونقل موقع الوفاق عن الشيخ سلمان قوله خلال اللقاء المفتوح مع أهالي العاصمة المنامة ، أن الانتخابات هو مجرد منعطف من المنعطفات الثورة وستكون فيها المعركة واضحة، فعبر هذه الانتخابات النظام يسعى للقول أن الأمور بخير، وستكون وظيفة القوى الشعبية المختلفة أن البحرين تعيش أزمة سياسية وأن هذه الانتخابات لا تمثل حل.
وشدد على أن الثورة والمطالب لا تعنى بها جمعية او حزب وانما هي مطالب شعب فستستمر مهما تم استهدافه واعتقاله وسجنه، وهذه المطالب تواجهها آلة قمع مدعومة من أنظمة خليجية توفر له الاستمرار في القمع.
وأكد سلمان بالقول: نحن لا نقبل بحكومة التعيين سواء كان خليفة بن سلمان أو غيره. مشيراً إلى أن النظام يفتقد للمناورة السياسية ويدفعنا لمواجهة استبداده.. ومن الآن نقولها ان لم تتغير الدوائر الانتخابية وبقاء دوائر المعارضة كما هي فاعلم أنها ستكون مصفرة.
ولفت إلى أن الكويت تعيش أزمة بسبب تجنيس فئات ضمن حسابات سياسية في فترة من الزمن والآن تدفع ثمن هذه السياسة.
وقال أن حالات الوفاة لمرضى السكلر ناتجة عن اهمال مستمر وهم بحاجة لعلاج سريع، وموت مرضى السكلر ناتج عن الاهمال. وهناك جريمة وضحاياها تتحملها السلطة نتيجة للاهمال المستمر.
حراك 14 فبراير أكبر وأوسع من انتخابات
وفي رده على الموقف من الدخول بالبرلمان الحالي، قال سلمان: هذا البرلمان لن ندخله، ونحن بحاجة إلى إصلاح جذري حقيقي بحيث يمكن الناس في حال دخولهم للبرلمان بأن يشرعون،هذا البرلمان لا يمكن له التشريع، ومن خلاله يفرز بطريقة مباشرة أو غير مباشرة سلطة تنفيذية. ومن خلال تجربتنا السابقة أثبتت عدم جدوى المشاركة في مثل هذا البرلمان.
وحول برنامج قوى المعارضة، أكد سلمان على أن البرنامج السياسي للشعب الجزائري تحت الاستعمار تمحور حول الاستقلال والتخلص من الاستعمار، وليست الجزائر فقط بل كل الشعوب التي عاشت تحت الاستعمار.
ولفت إلى أن النضال في أمريكا انهاء التمييز بين السود والبيض، والنضال عند هذا الشعب انهاء احتكار السلطة المتمثلة عند عائلة واحدة في هذا البلد واشراك الشعب في السلطة. الجهد الشعبي يتركز في انهاء الاستبداد وخلق الديمقراطية البديلة لإدارته الدولة.
وحول خطط المعارضة للمرحلة المقبلة، أكد سلمان على أن المتغيرات المحيطة بالبحرين -وهي عاصفة- من غير المتوقع أن تكون سلبية على طبيعة مطالب شعب البحرين، فتصب في صالح شعب البحرين وتسريع هذه المطالب.
وقال أن رؤية المعارضة في ظل هذه الأوضاع وربطها بالانتخابات.. نعتقد أن الانتخابات هو مجرد منعطف من المنعطفات الثورة وستكون فيها المعركة واضحة، فعبر هذه الانتخابات النظام يسعى للقول أن الأمور بخير، وستكون وظيفة القوى الشعبية المختلفة أن البحرين تعيش أزمة سياسية وأن هذه الانتخابات لا تمثل حل.
وشدد سلمان على أن الحراك السياسي الذي بدأ في 14 فبراير سيتسمر وهو أوسع وأكبر من انتخابات، فهو يطالب باصلاح شامل وهذه الانتخابات لا تمثل جزء من هذا الاصلاح الشامل.

الدول الكبرى ترتبط بمصالحها الذاتية
وأكد سلمان على أن هناك علامة نجاح قلما تجدها في الشعوب الأخرى، الأخوة في الكويت وايقاعها لا تجد حراكاً مشابه لما تعيشه البحرين كذلك مصر مقارنة بعدد شعبها الكبير. الواقع الذي يعيشه شعب البحرين ومطالبه بالتحول الديمقراطي فهو يعيش حركة نشطه مستمرة، وهذه الأساليب الرئيسية من وقفات تضامنية ومسيرات ليل نهار والاعتصامات هي مرتكز الحراك.
وحول موقف الوفاق من تأخير تشييع الشهيد العبار، قال سلمان أن تشييع الشهيد شأن خاص بعائلة الشهيد كبقية الشهداء والوفاق تساهم في تسهيل ما يناسب العائلة.
وعن طريقة التعاطي مع الدول الكبرى، قال سلمان: على المستوى الدولي.. من يتوقع بأن الدول ستقدم الأخلاقيات على مصالحها فهو متفائل لخيرية هذه الدول، لازالت الدول بالرغم من حديثها عن حقوق الإنسان ونشر الديمقراطية لازال مرتبط موقفها بمصالحها الذاتية والاقتصادية.
وعلى الرغم من هذه الحقيقة إلا أن شعب البحرين استطاع أن ينتزع من هذا العالم مواقف ثابتة، على المستوى الحقوقي نجد 47 دولة توقع على بيان ادانة الشديدة للنظام وبالرغم من مصالح النظام مع هذه الدول إلا أن عدالة شعب البحرين وجهد الحقوقيين وتوثيق الناس لقضاياهم.. كل هذا استطاع ان ينتزع على المواقف.
وأردف: نجد الصحافة المحلية تهاجم منذ عامين السفير الأميركي، لان شعب البحرين استطاع ان ينتزع من الأمريكيين موقف أن شعب البحرين مطالبه محقه وعادله ولابد من تحقيق حوار ذي مغزى ومجدي.
واستدرك سلمان بالقول: هذا غير كافي.. وكنا نكرر ونقول في اللقاءات الخاصة أن هذه الدعوات غير كافية وعليكم ان تخطو خطوات للأمام كما تدعمون الشعوب الأخرى في حقها باختيار سلطتها التنفيذية.
ولفت بالقول: في جنوب أفريقا احتاجوا إلى سنوات.. والعلم عند الله ولكن نحن نسير بخطى ثابتة لتحقيق مطالبة المشروعة وهذا مسار التاريخ عند جميع الشعوب.

لانقبل بحكومة التعيين أبدا
 

وحول الموقف من الحكومة، أشار إلى أن خليفة بن سلمان يشكل الحكومة المعينة منذ 43 سنة وفي حد هذا هو عيب سياسي ومحل تنذر وضعف عند النظام، فمجرد القول أن رئيس الوزراء منذ 1973 تكسب جولة رحيله.. نحن لا نقبل بحكومة التعيين سواء كان خليفة بن سلمان أو غيره.
وأردف: أما بخصوص الحوار.. أنت تحتاج لتقنع الدول الغربية والشرقية بأن هذا الشعب لن يخضع لإرادة هذه الدول فنحن لدينا مطالب ونسعى لها، ولكن سنتواصل مع هذه الدول كأمريكا وبريطانيا حتى تقتنع أن لا قيمة لمثل هذه الحوارات الشكلية.
وأكد على أن المعارضة مدركة ماذا تريد أن تحقق من خلال مسيراتها أو دخولها الحوار أو سفراتها لجنيف او غيرها من الدول.. لن يستطيع الأمريكي أو النظام أن يلتف حول مطالب شعب البحرين.
الثورة لايعنى بها جمعية وحزب.. وإنما شعب بأكمله
وحول الموقف من إلغاء بلدي العاصمة، قال سلمان: بالرغم من أن بلدي العاصمة صلاحياته محدودة، إلا أن إلغاء مؤسسة منتخبة لمؤسسة معينة هو تراجع.
وأوضح: الالتقاء بولي العهد كان في 15 يناير ولكن لم تصل هذه اللقاءات لنتيجة، وفكرة اللقاءات سواء مع ولي العهد أو غيره.. وهي أن اذا كنا بحاجة إلى إصلاح جذري علينا أن نتوافق عليه كشعب ونظام.
وقال أن الثورة والمطالب لا تعنى بها جمعية او حزب وانما هي مطالب شعب فستستمر مهما تم استهدافه واعتقاله وسجنه، وهذه المطالب تواجهها آلة قمع مدعومة من أنظمة خليجية توفر له الاستمرار في القمع.
وأردف: وبين استمرار الشعب في ثباته وصموده واستمرار قمع النظام.. النظام يفتقد للمناورة السياسية ويدفعنا لمواجهة استبداده.. ومن الآن نقولها ان لم تتغير الدوائر الانتخابية وبقاء دوائر المعارضة كما هي فاعلم أنها ستكون مصفرة.
أعطينا من الشهداء والسجناء ما يكفي بأعداد هائلة
وقال سلمان: رحمة الله على شهدائنا فنحن لسنا طلاب دم وقد اعطينا من الدم والسجن والفصل ما يكفي ولكن مقارنة بأعداد الشهداء والقتلى في المحيط فهي أعداد هائلة.
وأردف: لكن بهذه العدد من شهداء البحرين والمعتقلين باتت قضية البحرين دولية وهي ممثلة بأهم خطاب دولي لأكبر دولة غربية وهذا ما وجدناه في خطاب أوباما.
ولفت إلى أن ذلك يدل على أن الشعب نجح في توصيل حراكه للمستوى العالمي الإنساني والكلفة هي كل قطرة دم غالية، وكل قطرة دم يجب أن لا تبذل في غير مكانها.

مرضى السكلر يعانون الإهمال وأرقام الضحايا بإزدياد
وحول مرضى السكلر، قال سلمان أن 18 ألف مصاب تقريبا في هذا البلد الصغير منهم، ومعدل الوفيات الأعوام الماضية ما بين 24-28 ضحية ويمكن هذا العام يتجاوز هذا العدد وفي شهر أبريل بلغنا الضحية 21.
وقال أن حالات الوفاة لمرضى السكلر ناتجة عن اهمال مستمر وهم بحاجة لعلاج سريع، لو توفر بروتوكول خاص لعلاج مرضى السكلر وهو عالمي لكان وضع مرضى السكلر أفضل.. ولكن موت مرضى السكلر ناتج عن الاهمال. هناك جريمة وضحاياها تتحملها الدولة نتيجة للاهمال المستمر.

التجنيس لن يحمي النظام وسيدمر البحرين
ولفت إلى أن التجنيس السياسي لن يحمي هذا النظام وهو مشروع يعمل على تدمير البحرين وتوفير فرص حقيقية للعنف.
وأردف: هناك تجربة قريبة جدا.. الكويت تعيش أزمة بسبب تجنيس فئات ضمن حسابات سياسية في فترة من الزمن والآن تدفع ثمن هذه السياسة.
وقال أن النظام بسياسة التجنيس فتح الباب على مصراعيه والملف الأمني غير محمي بوجود خليط من بلدان مختلفة، ولن يجدي نفعا المال السياسي في حفظ الأسرار الأمنية لدى البحرين.
من حقنا أن نتظاهر في أي مكان وفق المرجعيات الدولية
ولفت إلى أن المخالفات الشرعية في الحراك السياسي.. لا يمكن ان تسيطر على حراك شعب ويمكن ان تجد تجاوزات هنا أو هناك.. ولكن بالانصاف لن تجد حركة سلمية على المستوى العربي مثل حركة شعب البحرين، والحالة العامة هي حركة منضبطة ومن أرقى الحركات التي ظهرت في العالم العربي.
وقال سلمان: شكرا لأهالي العاصمة وخصوصا من يصر على البقاء في هذه العاصمة، والعاصمة لم تلغى من حسابات المعارضة وفي أي وقت تجد المعارضة من الممكن استخدامها كورقة ستفعلها.. وكل خطوة لها كلفتها وفيما لو وجدنا ضرورة لاستخدامها سنستخدمها.
وشدد سلمان على أن المرجعية للتجمعات وحرية التعبير وتنظيم الجمعيات والأحزاب هي المواثيق الدولية، ونحن نقول بأن من حقنا ان نتظاهر في أي مكان وفق القوانين الدولية ولا يجوز الإستسلام باسم القانون المحلي.

“حسن الخلق” عنوان إسلامي نحتاجه بالعمل السياسي
وتحدث سلمان عن (حسن الخلق)، مشيراً إلى أن هذا العنوان الإسلامي الأصيل نحتاجه في عملنا الشامل والسياسي كما يحتاجه الإنسان في عمله اليومي، كما يقيم الإنسان عندما يُسأل عنه وعن أخلاقه فيوصف بحسن الخلق.. الحراك السياسي أيضا يمكن وصفه بحسن الخلق أو نقيضه.
ولفت إلى أن رسول الله -ص- وهو معالم هذا العنوان، وهو تأمل بسيط حيث يقول انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، وهو خاتم الأنبياء والمرسلين.
وأردف: (وجادلهم بالتي هي أحسن)..هناك جدال فض وهناك جدال بالتي هي أحسن ونحن مأمورين بذلك، ومن أبرز صفات رسول الله -ص- بالصادق الأمين قبل الدعوة وبعدها.. اذا كنت فض لا تستقطب الناس لك أما رقة القلب والرحمة هي من تستقطب المؤمنين والناس.
وقال سلمان: يبعث الله سبحانه وتعالى إلى أحد النماذج الشاذة في المسيرة الإنسانية ومدعي الإلوهية -فرعون- ويدعي أنه رب الناس الأعلى.. تجد القرآن يأمر نبيه بأن يقول له قولا لين.
وأكد على أن حسن الخلق طريق لقبول دعوتنا، ونحن نحمل دعوة إصلاح وخير لهذا المجتمع ولايمكن توصيلها بالسباب والشتيمة.. وانما بالكلمة الطيبة وحمل الخير في قلوبنا للآخرين.
وشدد على أن حمل الخير في قلوبنا أمضى وأفضل من حمل الشر في قلوبنا، سواء للخصم أو من يشترك معنا الهم والمهمة.
وقال أن الرفق وحسن الخلق ليست عملية ثانوية وهامشية يمكن أن نتبعها أو نتركها كيفما نشاء.. خصوصا ونحن حركة إسلامية، وكل من ينتمي لهذه المدرسة عليه أن يضع أمام نصب عينه (الإيمان قبل الفتك).
وأوضح: لا يعني حسن الخلق السذاجة والتنازل عن الحقوق، فالتفريط في حقوقك لا يرضاه الله سبحانه وتعالى.