مدرسة رمضان ؛ التقوی

مدرسة رمضان ؛  التقوی
الأحد ٠٦ يوليو ٢٠١٤ - ٠٤:٤٦ بتوقيت غرينتش

ما تعلّمنا هذه المدرسة الروحانیة

مدرسة رمضان

التقوی:

هاهو رمضان ... قد جاءبنوره وعطره ، وخيره وطهره ،  قد جاء ليربي في الناس قوة الإرادة ورباطة الجأش ، ويربي فيهم ملكة الصبر ، ويُعودُهم على احتمال الشدائد، والجَلد أمام العقبات ومصاعب الحياة .
فالتقوى لغة تعني الحذر، فتقوى اللَّه تعني الحذر والخوف من اللَّه، والحذر من اللَّه يعني اتباع ما يرضيه واجتناب ما يسخطه، وهذه هي التقوى حسب المرتكزات الشرعية.

التقوى تعني أمرين :

الأول: الاتيان بما يصلح الإنسان من خلال الإلتزام بأوامر اللَّه.

الثاني: الامتناع عما يضرّ الإنسان من خلال الانتهاء عن نواهي اللَّه.

وكلاهما يساعدان على بعضهم بعض، فكلما أطاع الإنسان اللَّه من حيث الأوامر كلما ساعده ذلك على الانتهاء عن النواهي، والعكس صحيح.

والتقوى (خوف اللَّه والحذر منه) فرع الإيمان باللَّه وبالآخرة (حيث العقاب والثواب)، فكلّما كان إيمان الإنسان أقوى، كلما كان خوفه من اللَّه والحذر منه أقوى، مما ينعكس على سلوك الإنسان، فيصبح مستقيماً صالحاً.

فالمطلوب لكي تتحقق صفة التقوى في الإنسان، أن يؤكِّد صفة الإيمان باللَّه وبالآخرة في قلبه.

وهذا المعنى أي ترتب التقوى على الإيمان باللَّه وبالآخرة نراه في الآية الكريمة: ﴿الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ﴾(البقرة:4-1).

التقوى في القران :

• دعوة إلى تقوى اللَّه
﴿وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾(البقرة:196)،

﴿وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾(البقرة:203)،

﴿وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ...﴾(البقرة:223)،

﴿وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾(البقرة:231)، ﴿وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾(البقرة:233)، ﴿وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾(المائدة:7).

التقوى فرع الإيمان (لا يكفي الإيمان)
﴿قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾(المائدة:112)،

﴿يا أيها الذين امنوا اتقوا اللَّه وابتغوا إليه الوسيلة﴾(المائدة:35).

لا تكفي الصلاة والعبادة
﴿وَأَنْ أَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾(الأنعام:72)،

﴿وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ﴾(العنكبوت:16).

من ثمرات التقوى

﴿يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً﴾(الأنفال:29)،

﴿وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ﴾(البقرة:282)،

﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾(الطلاق:2).

ما يساعد على التقوى :

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾(البقرة:21).

﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾(البقرة:183).

﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾(البقرة:179).

﴿كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾(البقرة:187).

﴿وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾(الزمر:27-28).

من صفات المتقين :

﴿لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾(البقرة:177).

لا تكتفوا بالحدِّ الأدنى من التقوى
﴿اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾(آل عمران:102).

إن أكرمكم عند اللَّه أتقاكم
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾(الحجرات:13).

المتقون في الآخرة
﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴾(الذاريات:15). ﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ* َذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ*مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ *لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾(ق:31-35). ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ * فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ﴾(الطور:17-20).

ما يساعد على التقوى:

عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذراً لما به بأس".

رسول اللَّه في وصيته لأبي ذر "لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك لشريكه، فيعلم من أين مطعمه، ومن أين مشربه، ومن أين ملبسه، أمن حلّ ذلك، أم من حرام".

مقياس الشرف والكرامة التقوى :

لمّا دخل رسول اللَّه صلّى الله عليه وآله البيت عام الفتح، ومعه الفضل بن عباس وأسامة بن زيد، ثم خرج فأخذ بحلقة الباب وقال: "الحمد للَّه الذي صدق عبده، وأنجز وعده، وغلب الأحزاب وحده، إن اللَّه أذهب نخوة العرب وتكبرها بابائها، وكلكم من ادم، وادم من تراب، وأكرمكم عند اللَّه أتقاكم".

 الطريق الوحيد إلى المقامات والمدارج الإنسانية :

1- فعل الواجبات.

2- الاجتناب عن المحرمات، بحيث إن من يواظب عليهما يكون من الناجين السعداء، وأهمهما هي التقوى من المحرمات، وأن أهل السلوك يحسبون هذه المرحلة مقدمة على المرحلة الأولى، إذ يتضح من الرجوع إلى الأخبار والروايات وخطب نهج البلاغة أن المعصومين كانوا يعتنون كثيراً بهذه المرحلة.

إذاً، أيها العزيز، بعد أن عرفت بأن المرحلة مهمة جداً، ثابر عليها بدقة، فإذا أنت خطوت الخطوة الأولى وكانت صحيحة، وبنيت هذا الأساس قوياً، كان هناك أمل بوصولك إلى مقامات أخرى، وإلا امتنع الوصول، وصعبت النجاة.

رزقنا الله وإياكم صدق الصائمين .. وإقبال القائمين .. وخصال المتقين ..
آمین یا رب العالمین
 

تصنيف :