خلافات إسرائيلية عميقة بسبب الفشل في تقدير قوة حماس العسكرية

خلافات إسرائيلية عميقة بسبب الفشل في تقدير قوة حماس العسكرية
الخميس ١٠ يوليو ٢٠١٤ - ١٢:٤٧ بتوقيت غرينتش

كشف محلل الشؤون السياسية في القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي، أودي سيغال، كشف النقاب، نقلاً عن مصادر عليمة جداً في تل أبيب، عن وجود خلاف عميق بين سلاح الجو في جيش الاحتلال من ناحية، وبين شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش (أمان) وجهاز الأمن العام (الشاباك) من جهة أخرى.

وقالت المصادر عينها للتلفزيون الاسرائيلي إن قائداً رفيع المستوى في سلاح الجو قال في جلسات مغلقة في اليومين الماضيين إن الأجهزة الاستخبارية في كيان الاحتلال لم يقم بجمع معلومات كافية عن البنية التحتية لحركة المقاومة الإسلامية في قطاع غزة، مشدداً على أن بنك الأهداف انتهى.
وتابعت المصادر قائلة إن هذه الأقوال أثارت حفيظة قادة أمان والشاباك، الذين أعربوا عن سخطهم الشديد من هذه التصريحات، التي وصفوها بأنها غير صحيحة، ولكن هذا الخلاف الذي طفا على السطح، يؤكد على أن الخلاف داخل المنظومة الأمنية الإسرائيلية في ما يتعلق بالعدوان الأخير على غزة بدأت تطفو على السطح، خصوصاً وأنه على الرغم من الضربات الشديدة التي يتعرض لها القطاع، تواصل المقاومة الفلسطينية دك العمق الإسرائيلي بالصواريخ.
ولفتت المصادر إلى أن حالة من الإرباك تسود المستويين الأمني والسياسي في تل أبيب بسبب وصول صواريخ المقاومة إلى أهداف تبعد عن غزة أكثر من مائة كيلومتر، مثل الخضيرة وضواحي حيفا في شمال الاراضي المحتلة . وعلى صلة بما سلف، قال المحلل السياسي المقرب من المنظومة الأمنية الإسرائيلية ران أدلست، إنه لا يمكن لحكومة مفككة ومشتتة، أي حكومة بنيامين نتنياهو، اتخاذ قرار بالدخول في عملية عسكرية برية إلى قطاع غزة حتى ولو كان هناك إجماع على القرار.
وأضاف المحلل في مقال نشره اليوم الخميس في صحيفة (معاريف) إن قراراً كهذا نابع من تفكير غير عقلاني، وأن قرار الزج بقوات الجيش الإسرائيلي إلى قطاع غزة سيكون قراراً عديم الفائدة.

وساق المحلل قائلاً إنه بشكل عام توجيه ضربة لحركة حماس في غزة على غرار عملية السور الواقي (عام 2002 في الصفة الغربية المحتلة)، فكرة مبالغ فيها وكاذبة، فالهدوء بالضفة ليس بسبب تلك العملية، وإنما بسبب التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية وشجاعة محمود عباس في إحباط الهجمات الفلسطينية ضد إسرائيل.
وتابع قائلاً إن الأزمة الحالية تعرض وجود عباس للخطر حيث تركت انطباعاً بأن حماس تطلق النار بسبب دوافع وطنية رداً على الأحداث وحالة الغليان ضد الكيان الإسرائيلي في القدس والضفة الغربية، ولن تتوقف حتى تجر قوات مدرعة إلى غزة، على حد وصفه. أما المحلل عمير راببورت، رئيس تحرير موقع (Israel Defense)، المختص بالشؤون الأمنية فقال نأمل بأن لا يدخل الجيش الإسرائيلي في عملية عسكرية برية إلى قطاع غزة لأن احتمالات التورط كبيرة ولأن الجيش لم يجهز نفسه لفترة طويلة مثل عملية الرصاص المصبوب عام 2008-2009.
في السياق ذاته، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر وصفته بأنه رفيع المستوى توقعه أن لا تستمر العملية العسكرية ضد قطاع غزة أكثر من أسبوع، وفي ذات الشأن قال المًحلل في صحيفة (هآرتس) للشؤون الإستراتيجية، أمير أورن إن كل ما يبدو حالياً من عمليات عسكرية في غزة تمثيلية، وكل من يقول إنه يمكن القضاء على البنية التحتية لحركة حماس في غزة كاذب.