"سميح القاسم"، وداعا...

الأربعاء ٢٠ أغسطس ٢٠١٤ - ١٢:٥٦ بتوقيت غرينتش

في خضم معاناة غزة والشعب الفلسطيني، وبعد صراع طويل مع السرطان، توفي امس "سميح القاسم" ، شاعر فلسطين وتاريخها ومقاومتها.

كتب سميح القاسم قصائد معروفة تغنى في كل العالم العربي، منها قصيدته التي غناها اللبناني مرسيل خليفة، ويغنيها كل أطفال فلسطين وتغنى في كل مناسبة قومية "منتصب القامة أمشي.. مرفوع الهامة أمشي.. في كفي قصبة زيتون.. وعلى كتفي نعشي، وأنا أمشي وأنا أمشي".
ولد سميح القاسم في 11 ماي 1939 في بلدة الرامة شمال فلسطين، ودرس في الرامة والناصرة، واعتقله الإسرائيليون مرات عدة ، وفرضوا عليه الإقامة الجبرية بسبب مواقفه الوطنية والقومية، وقد قاوم التجنيد الذي فرضته إسرائيل على الطائفة الدرزية التي ينتمي إليها.
شكل القاسم مع الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، عصب أدب المقاومة الفلسطينية، وتوأم مسيرة حافلة بالنضال والإبداع والحياة.
تنوعت أعمال القاسم بين الشعر والنثر والمسرحيات، وبلغت أكثر من سبعين عملا، كما اشتهر بكتابته ومراسلاته للشاعر محمود درويش والتي ضمّنت في مؤلف بعنوان "كتابات شطري البرتقالة". ووصف الكاتب عصام خوري هذه المراسلات بأنها "كانت حالة أدبية نادرة وخاصة بين شاعرين كبيرين قلما نجدها في التاريخ".

ونقدم لكم مقتطف من احدى اشعاره المعروفة عن فلسطين و المقلومة بعنوان: خطاب في سوق البطالة (يا عدو الشمس)

ربما أفقد –ما شئت- معاشي

ربما أعرض للبيع ثيابي وفراشي

ربما أعمل حجاراً، وعتالاً، وكناس شوارع

ربما أبحث، في روث المواشي، عن حبوب

ربما أخمد عريانا، وجائع

يا عدو الشمس لكن لن أساوم

وإلى آخر نبض في عروقي سأقاوم

 

ربما تسلبني آخر شبر من ترابي

ربما تطعم للسجن شبابي

ربما تسطو على ميراث جدي

من أثاث وأوان وخواب

ربما تحرق أشعاري وكتبي

ربما تطعم لحمي للكلاب

ربما تبقى على قريتنا كابوس رعب

يا عدو الشمس لكن لن أساوم

وإلى آخر نبض في عروقي سأقاوم