ما الهدف من اجتماع جدة الذي ترعاه اميركا؟

الخميس ١١ سبتمبر ٢٠١٤ - ١٢:٥٣ بتوقيت غرينتش

عقد وزير الخارجية الاميركية جون كيري اجتماعا في مدينة جدة السعودية يضمه الى نظرائه من 11 دولة ويستثني روسيا وإيران وسوريا لبحث مواجهة جماعة داعش الارهابية .

وشارك في الاجتماع الذي وصفه كيري بانه مهم جدا كل من السعودية والولايات المتحدة والامارات والكويت والبحرين وقطر وسلطنة عمان والاردن ومصر والعراق ولبنان اضافة الى تركيا.

وكان كيري التقى نظيره السعودي سعود الفيصل لدى وصوله الرياض عقب جولة في العراق والاردن في سعيه لحشد التأييد الدولي لتشكيل تحالف دولي لمحاربة داعش.

وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما كشف عن خطته لاضعاف جماعة داعش الارهابية دون ان تتضمن نقاطاً للقضاء عليها، والتي تشمل توجيه ضربات داخل الاراضي السورية، اضافة لتعزيز الضربات ضد داعش في العراق.

واكد انه سيرسل 475 مستشارا اميركيا اضافيا الى العراق، وتعهد بضرب مواقع داعش في سوريا، معلنا تدريب المعارضة المعتدلة هناك وتسليحهم.

من جانبها، اتهمت إيران عبر الناطقة باسم الخارجية مرضية أفخم بعض الدول المشاركة في ما يسمى بالتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب بالتقصير في مواجهته واصفة التحالف بالحركة الاستعراضية لتحسين تاريخ دول معروفة بدعم الإرهاب ودعت أفخم دول التحالف إلى الابتعاد عن ازدواجية المعايير.

ويهدف الاجتماع بحسب واشنطن الى وضع اللمسات الأخيرة على ما تسميه اميركا "التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب" تجتمع الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون والأردن وتركيا على مستوى وزراء الخارجية في مدينة جدة غرب السعودية حيث ستتكفل الدول النفطية بتمويل مخططات التحالف المفترض والذي بدأت ملامحه بالتبلور شيئا فشيئا.

فالتحالف هذا لا يملك أي حيثية قانونية دولية تمنحه الحق بالقيام بنشاط عسكري عابراً للحدود إلا أنه وبالرغم من ذلك منح نفسه الحق بانتهاك سيادة الدول وتجاوز أبسط مبادئ القانون الدولي بحسب ما يعترف بها عرابه قبل أن يرى النور حتى.

ثاني انتهاكات هذا التحالف ما كشف عنه مسؤول أميركي حول موافقة السعودية على استضافة معسكرات تدريب للجماعات المسلحة في سوريا فيما يشبه تقديم أوراق اعتمادها لدى واشنطن لتلتحق بركب التحالف.

وأتى الإعلان عقب محادثة هاتفية بين الملك السعودي عبد الله والرئيس الأميركي باراك أوباما حيث اتفق الرجلان على استخدام جماعات مسلحة يعتبرانها معتدلة لمقاتلة داعش والدولة السورية في آن معاً.

التحالف الذي تشوبه الكثير من علامات الاستفهام حول دور أعضائه بالأمس القريب في دعم الإرهابيين الذين يريد اليوم قتالهم يواجه أزمة ثقة لدى شعوب المنطقة فهو يسيس الملف ويجعله أداة لتنفيذ مشاريع عجزت الإدارة الأميركية عن تحقيقها خلال أكثر من عقد من الاحتلال وما تلاه من هزائم واستبداله بالقتال عبر أدوات ممولة من جيوب دول في المنطقة.. فاستبعاد روسيا وإيران وسوريا الدول ذات الباع الطويل في مواجهة التطرف والجماعات الإرهابية لا يصب إلا في هذا السياق فضلا التمييز بين إرهاب وإرهاب ما يعزز شكوك هذه الشعوب بالنوايا والخلفيات التي تدفع هذه الدول لتشكيل التحالف.