وفي حديث للصحيفة السعودية يقول الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية حمود الزيادي أن تقديرات مراكز الأبحاث والرصد تشير إلى أن عدد المقاتلين السعوديين يبلغ حوالي 2500 عنصر،غالبيتهم من الفئة العمرية التي تترواح بين 18 و 25 سنة، ،وهم ينضوون ضمن صفوف تنظيم "داعش" وآخرون في صفوف "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة".
ويقول الزيادي إن شبكات التواصل الاجتماعي ، وفي مقدمتها "تويتر" و"يوتيوب" باتت "تشكل أهم المحاضن ووسائط الحشد والتعبئة والتجنيد، سواء للعناصر السعودية، أو حتى على مستوى الاستقطاب العالمي".
ولفت إلى ما وفرته التقنية من "إمكانات هائلة وظفتها تلك التنظيمات، خصوصاً "داعش" بشكل لافت، في إيصال رسائلها المقصودة بسرعة وكفاءة فنية عالية، إضافة إلى ما توفره من أمان نسبي في التواصل، مقارنة بالوسائط التقليدية، وخلق بيئات افتراضية، تتحول لاحقاً إلى بيئات حقيقية تنشط على الأرض. وقد تقوم بعمل إرهابي منفرد، من خلال عنصر أو عنصرين، لمصلحة هذا التنظيم الإرهابي أو ذاك، من دون أن يكون هناك ارتباط عضوي مباشر في التنظيم."
واعتبر الباحث السعودي أن الهدف من تجنيد هؤلاء هو "الإفادة من قدرة العناصر السعودية على التمويل المالي، سواء من طريق تلك العناصر مباشرة، التي ينتمي بعضها إلى أسر ميسورة تجارياً، أو عبر علاقاتهم بمؤسسات خيرية، أو رجال أعمال، وقوى مجتمعية، قد لا تعلم الأسباب الحقيقية لوجهة التبرّع. والأهم وهو الأخطر تهيئة تلك العناصر لتكون بمثابة نواة لتشكيل خلايا إرهابية تنشط لاحقاً في الأراضي السعودية، لاستهداف أمنها واستقرارها".
كما لفت إلى مسألة "دخول المرأة أخيراً على خط الاستقطاب. لأن تلك التنظيمات تسعى إلى الإفادة من سهولة حركة المرأة في المجتمع السعودي، والسرية التي تسبغ تنقلاتها وتواصلها، لتكون مصدراً مهماً في التمويل والحشد التعبوي، فضلاً عن قدرتها في التأثير في محيطها العائلي والدوائر الأسرية الضيقة، ولا سيما الأطفال والمراهقين، وشحنهم إيديولوجياً وعاطفياً لنصرة التنظيمات الإرهابية."