تحدي الجيش في لبنان.. هل من ينتبه؟

تحدي الجيش في لبنان.. هل من ينتبه؟
الجمعة ٢٦ سبتمبر ٢٠١٤ - ٠٤:١٧ بتوقيت غرينتش

لا يغادر أي مجلس منذ أكثر من سنة في لبنان حديث الارهاب والارهابين، وعند هؤلاء ينقسم المتحدثون الى أقسام ثلاثة، قسم أول يتحدث عنهم بوصفهم أصحاب مشروع في لبنان وتكسيراً لاهدافهم التوسعية الكبيرة، تم الالتفاف عليهم في مواقعهم، منعا لتغلغلهم داخل الساحة اللبنانية، ويضيف هؤلاء أن رجالاً من لبنان قدموا ارواحهم ثمناً لمنع هؤلاء الارهابين من تنفيذ مخططاتهم عبر تحويل لبنان الى عراقٍ آخر.

يرفض القسم الثاني هذا المنطق، هم يحاججون أصحاب الرأي الاول عندما يبادرون بالحديث السابق بأن جهات سياسية  لبنانية وتحديداً حزب الله هو من استقدم هؤلاء الارهابيين بارهابهم  اللامحدود الى شوارع لبنان، ويكملون مبررين بأن خروج الحزب لقتالهم هو الذي ادى الى تفجير ارهابهم في لبنان واضعين في نفس السياق استباحة هؤلاء الارهابين  بلدة عرسال  البقاعية قبل حوالي الشهرين، واحتلالها  وخروجهم منها لاحقا مدججين بـ 36 عنصرا من الجنود  اللبنانيين المختطفين من داخل البلدة. 
ويقف قسم ثالث "وان كان لا يرقى الى حجم القسمين الاولين"، متفرجاً على الاثنين معا، لا يهم هذا القسم الاسباب والنتائج، كفره بالسياسة في لبنان دفعه الى الوقوف على حدة، في كل شيء حتى في منطق القبول او الرفض لهذا التبرير او ذاك، حتى السياسيين باتوا بالنسبة لهذا الفريق لعنة لبنان الدائمة.

اتفاق مشترك نادر

الجيش اللبناني


لكن على إختلاف الاراء الثلاثة يتفق هؤلاء على شيءٍ نادرٍ وهو نجاح الإرهابيين في تمرير الرسالة للجميع ، سياسة اللعب على وتر الحرب النفسية مرت باتجاه الكل.
فالسياق المختلف للامور من وجهة نظر هؤلاء لم يقسم وجهة نظرهم  حول هؤلاء الارهابين ، إتفقوا على أنهم يستهدفون تخريب لبنان إسلامياً ومسيحياً ، وهم فعلوا ذلك برسائل التهديد الموجهة  للطرفين معاً.
بقي الاتفاقُ هذا نقطة الاشتراك الوحيدة بين الأراء قاطبةً في لبنان ، فحتى عند قضية مصيرية تواجه لبنان حكومةً وبلداً وشعباً مثل الاختطاف، لم يعرف من هنا الاتفاق على آلية للخروج من عنق الزجاجة ، فما يجري هنا حقيقة مناورات ومحاولات للتذاكي على خاطف باللحم الحي وليس اكثرَ من ذلك.

لبنان وجه لوجه مع الارهاب


فللساعة  تقفُ الحكومة اللبنانية عاجزةً ومن خلفها شعب بكامله أمام ذل هؤلاء الارهابين، عناصر الجيش اللبناني وحدَهم في الميدان ، لا يعرفُ أي منهم ساعة مواجهة هؤلاء ولا ساعة وقوعهم بين أيديهم على اعتبار أن المواجهة  القائمة معهم تفترضُ امكانية ذلك  .
الاحتمال هذا يضعه كل جندي لبناني في حساباته وهو ينظر اليوم الى زملاء له يذبحون واحداً تلو الاخر ، وهم ينتظرون كيف ستنتهي هذه الامور يستمعون الى قائدهم جان قهوجي وهو يبرر لمفتي الجمهورية اللبنانية السني الهوية  "إن الجيش اللبناني حريص كل الحرص على أمن وسلامة عرسال ولا يوجد أي حصار على المدينة  واهلها، وما يقوم به الجيش هو منع المسلحين المتواجدين في جرود عرسال من الدخول الى المدينة  والاعتداء على المواطنين فيها".

التحدي الكبير

الجيش اللبناني

ويكملون الانصات الى قهوجي وهو يضيف "إن الجيش اللبناني يعمل بكل جد لتأمين أمن اللبنانيين في جميع المناطق اللبنانية بدون تفرقة ولا تمييز". يعرفون أن قهوجي يريد أن يُفك اسر جنوده  وتحريرهم من أيدي خاطفيهم ، صعبة القضية بلا شك لكنها  تطرح صدقيته كقائد للجيش قبل الجميع  في هذا الملف الذي يعرف هو  قبل غيره خباياه منذ لحظة الاختطاف الاولى .  قد يكون نسي  الرجل في العلن أن يذكر هؤلاء المخطوفين ، لكنهم انفسهم  كجنود لا يعرفون هل ستستطيع هذه القيادة التي أخذت على عاتقها حماية القرى والبلدات والعناصر ، ان تساند ابناءها حتى الرمق الاخير، إنه تحدي الجيش هذه الايام لا بل تحدٍ لقيادته في لبنان فهل من ينتبه؟

فاطمة عواضة- بيروت
25/9/2014