بالفيديو والصور.. مجنون يقدم ابنه وجبة للتماسيح

الأحد ٠٥ أكتوبر ٢٠١٤ - ٠١:٣٧ بتوقيت غرينتش

عرضت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فيديو وصورا أثناء تقديم رجل مجنون أو شجاع يدعى "ستيف إيروين"، ابنه الصغير بوب ليواجه أحد التماسيح العملاقة الذي يقوم بتربيتها في حديقة الحيوان الأسترالية.

حيث تثير تلك اللحظات المثيرة الرعب أمام أعين كل من يشاهدها، ومن الوهلة الأولى نتخيل أن ذلك التمساح العملاق سوف يهجم على الابن الصغير بوب ليلتهمه، ولكن وضح بعد ذلك أنه متدرب على كل تلك الحركات الخطيرة منذ أن كان طفلا رضيعا.

ومن ناحية أخرى، كان يمسك إيروين بقميص ابنه بإحكام أثناء تقديم اللحوم للتمساح الضخم، وكان من الواضح أنه على الرغم من أنه يخاطر بحياة ابنه ولكنه يأمنه في الوقت نفسه؛ لأن مثل تلك الحيوانات المفترسة لا يمكن التنبؤ بما ستفعله قادما.

ولكن كان بوب شجاعا للغاية وجريئا، لا يخاف من ضخامة ذلك التمساح الشرس.

والاسترالي ستيف ايروين، صانع الافلام الوثائقية الاكثر شهرة في العالم، كان متخصصاً في تصوير الحياة البرية، بمختلف ابعادها وخصائصها وتجلياتها. لم يتردد يوماً في اي من اعماله التي لا تحصى، في ان يركب المخاطر القاتلة ليوفر لملايين المشاهدين في العالم افلاما وثائقية نادرة بمضمونها، غنية في مادتها الانسانية، مدهشة في تفاصيلها السينمائية. أطلق عليه لقب "صائد التماسيح"، نظرا الى ولعه الشديد بهذه المخلوقات سيئة السمعة. غير انه لم يتعامل معها على هذا الاساس. بدا قريبا منها ومتفهماً لطبيعتها الشرسة. لذلك لم يقدم أبدا على عرض شجاعته، وكانت من الصنف المذهل، كما لم يكن معتداً ابداً بمهاراته في التعامل مع الحيوانات الشرسة. كان يستهدف، بالدرجة الأولى، اعادة اللحمة بين الانسان والطبيعة البرية المتوحشة.

لم تكن الشجاعة المفرطة التي تميز بها ستيف اروين، هي ما جعلته واحداً من كبار المشاهير في العالم. بدا واضحا انه استحوذ على هذه الصورة المثيرة للاعجاب، من خلال اتقانه صناعة الافلام الوثائقية. استخدم خبراته "البطولية"في تطوير مهنته السينمائية. لا بل انه تعرض مئات المرات لموت محقق، في الادغال المرعبة والمستنقعات المريبة، لو لم تنجده العناية الالهية وفريق عمله. والغريب، وفقا لكل الذين رافقوه في مغامراته الغامضة، انه لم يكن يخشى الموت من لسعة افعى او نمر جائع او تمساح ضخم. كان همه الاول والاخير محصورا في انجاز اعماله الوثائقية على نحو من الدهشة لإرضاء الملايين من مشاهديه.

كان رجلا اسطوريا، بهذا المعنى، لا يقنع بالحياة الاعتيادية، لذلك راح يلقي بنفسه في صراعات وأزمات مردها الى الافخاخ القاتلة التي تدافع بها الحياة البرية عن نفسها. والاهم انه قدم الغابات بكائناتها والصحارى بصمتها والبحار بغموضها. وكأنها مجالات لم تكتشف بعد. لذلك غالباً ما كان يلجأ، في اعماله السينمائية، الى تقنيات تكشف عن الحياة البرية او المتوحشة بشيء كثير من روعة السحر وجاذبية الخرافة. كان عملاقا في هذا المجال وصانع افلام وثائقية من الطراز الاول، لم يتجرأ احد على مضاهاته في تجيير الشجاعة الفائقة للارتقاء بالعمل السينمائي. ومع ذلك، بدا موته من نسيج حياته، صاخباً ومثيراً للجدل والاعجاب. والارجح انه لم يكن يتوقع في قرارة نفسه، ان يموت الا ميتة الابطال التراجيديين.

يذكر ان اروين توفى في 4 سبتمبر 2006، حيث ثُقب حتى الموت في الصدر من قبل سمكة من نوع stingray، بينما كان يغوص في شعاب Queensland المرجانية العظيمة. كان يُصور قطعة لمسلسل ابنته التلفزيوني القادم.