من خطب الإمام الحسين (ع)

من خطب الإمام الحسين (ع)
الأربعاء ١٥ أكتوبر ٢٠١٤ - ١٢:٤٢ بتوقيت غرينتش

خطبة الإمام الحسين (عليه السلام) في حث الناس على المكارم
قال (عليه السلام) :
أيّها الناس: نافسوا في المكارم، وسارعوا في المغانم، ولا تحتسبوا بمعروف لم تعجلوا، واكسبوا الحمد بالنجح، ولا تكسبوا بالمَطل ذمّاً، فمهما يكن لأحد عند أحد صنيعة له رأى أنّه لا يقوم بشكرها فالله له بمكافأته، فإنّه أجزل عطاء وأعظم أجراً، واعلموا أنّ حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم، فلا تملّوا النعم فتحور نقماً.واعلموا أنّ المعروف مُكسِب حمداً، ومُعقِب أجراً، فلو رأيتم المعروف رجلاً رأيتموه حسناً جميلاً يسرّ الناظرين، ولو رأيتم اللُّؤم رأيتموه سمجاً مشوّهاً، تنفر منه القلوب، وتغضّ دونه الأبصار.

أيها الناس : من جاد ساد، ومن بخل رذل، وإنّ أجود الناس من أعطى من لا يرجوه، وإنّ أعفى الناس من عفا عن قدرة، وإنّ أوصل الناس مَن وَصَل مَن قَطَعه، والأصول على مغارسها بفروعها تسمُو، فَمَن تعجّل لأخيه خيراً وجده إذا قدم عليه غداً، ومن أراد الله تبارك وتعالى بالصنيعة إلى أخيه كافأه الله بها في وقت حاجته وصرَفَ عنه من بلاء الدنيا ما هو أكثر منه، ومَن نفَّس كُربَة مؤمن فرَّج الله عنه كُرَب الدنيا والآخرة، ومن أَحسن أحسن الله إليه، والله يحب المحسنين.

خطبة الإمام الحسين(عليه السلام) في منى

قبل موت معاوية بسنتين حجّ الإمام الحسين (عليه السلام)، فاجتمع عليه بمنى أكثر من ألف رجل، فقام الإمام الحسين (عليه السلام) فيهم خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال:
أمّا بعد، فإنّ الطاغية قد صنع بنا وبشيعتنا ما قد علمتم، ورأيتم وشهدتم وبلغكم، وإنّي أريد أن أسألكم عن أشياء فإن صدقت فصدّقوني، وإن كذبت فكذّبوني، اسمعوا مقالتي واكتموا قولي، ثمّ ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم، من أمنتموه ووثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون، فإنّي أخاف أن يندرس هذا الحقّ ويذهب، والله متمّ نوره ولو كره الكافرون.
فما ترك الإمام الحسين(عليه السلام ) شيئاً أنزل الله فيهم من القرآن إلاّ قاله وفسّره، ولا شيئاً قاله الرسول (صلى الله عليه وآله) في أبيه وأمّه وأهل بيته إلاّ رواه، وكلّ ذلك يقول الصحابة: اللّهمّ نعم، قد سمعناه وشهدناه، ويقول التابعون: اللّهمّ قد حدّثنا من نصدّقه ونأتمنه حتّى لم ترك شيئاً إلاّ قاله.
ثمّ قال :(أنشدكم بالله إلاّ رجعتم وحدّثتم به من تثقون به)، ثمّ نزل وتفرّق الناس على ذلك.

خطبة الإمام الحسين(عليه السلام) ليلة عاشوراء

روي عن الإمام زين العابدين(عليه السلام) أنّه قال: جمع الحسين(عليه السلام) أصحابه، بعد ما رجع عمر بن سعد، وذلك قرب المساء، فدنوت منه لأسمع، وأنا مريض، فسمعت أبي وهو يقول لأصحابه:
أثني على الله تبارك أحسن الثناء.. أما بعد: فإنّي لا أعلم أصحاباً أولى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عنّي جميعاً خيراً، ألا وإنّي أظن يومنا من هؤلاء الأعداء غداً، ألا وإنّي قد رأيت لكم، فانطلقوا جميعاً في حلّ، ليس عليكم منّي ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملاً، وليأخذ كلّ رجل بيد رجل من أهل بيتي، ثمّ تفرّقوا في سوادكم ومدائنكم، حتّى يفرّج الله، فإنّ القوم إنّما يطلبونني، ولو قد أصابوني لهوا عن طلب غيري.
فأبوا ذلك كلّهم.


 

كلمات دليلية :