علماء المقاومة..

التصنيف المذهبي للمقاومة يصب في خدمة الإرهاب التكفيري

التصنيف المذهبي للمقاومة يصب في خدمة الإرهاب التكفيري
الثلاثاء ٢١ أكتوبر ٢٠١٤ - ٠٨:٥٧ بتوقيت غرينتش

شدد المشاركون في مؤتمر الهيئة التأسيسية للاتحاد العالمي لعلماء المقاومة على ضرورة الوحدة بين كافة أطياف الأمة الإسلامية بكل أبعادها من أجل التصدي للتحديات؛ محذرين من أن التصنيف المذهبي للمقاومة إنما يصب في خدمة الإرهاب التكفيري.

وفي كلمته بالمؤتمر شدد رئيس المجلس الأعلى للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية آية الله الشيخ محمد علي التسخيري على أن الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة لا يهدف إلى أن يكون بديلاً عن الاتحادات الإسلامية الأخرى.
 

الشيخ محمد علي التسخيري

وقال التسخيري "شهدنا الكثير من علماء المساومة ممن يبررون للعملاء مواقفهم." محذراً من خطط واسعة لتغييب العلماء عن الساحة الاجتماعية.
وفيما وصف المقاومة بأنها تعد هدفاً أصيلاً من أهداف خط الشهادة لتطبيق الشريعة؛ أكد الشيخ التسخيري أن المقاومة تقف في الصميم من أهداف العلماء.
وفي كلمته شدد نائب الأمين العام لحزب الله لبنان الشيخ نعيم قاسم على الوحدة السنية الشيعية بكل أبعادها من أجل التصدي للتحديات.
وحذر من الأمن الطائفي والمذهبي؛ مؤكداً على أن دعاة الفتنة هم "فريقان: حكام مستبدون وخوارج" وأضاف: عندما توفر أميركا الدعم للتكفيريين فإن ذلك يعني أنهم أدوات لها.
ولفت إلى أن المواجهة في العالم اليوم باتت سياسية "بين محور المقاومة ومحور أميركا وإسرائيل"
وحذر نعيم قاسم من أن التصنيف المذهبي للمقاومة يقدم خدمة للإرهاب التكفيري؛ وأضاف قائلاً: إن المقاومة جهاد وأي جهاد يتفرع عن المقاومة هو جهاد أصيل.. والمقاومة في عصرنا مقاومة إسرائيل لتحرير فلسطين والقدس.
 

الشيخ نعيم قاسم

وأشار إلى أن اتحاد علماء المقاومة مبني على الإسلام الأصيل والوحدة والمقاومة؛ مؤكداً أن إيران تمثل المقاومة في لبنان وفلسطين ومناطق أخرى من العالم؛ ووصف لبنان بأنها موقع مركزي للمقاومة والوحدة.
من جانبه قال المفتي العام ورئيس مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا الشيخ أحمد بدرالدين حسون في كلمته بالمؤتمر: لا نسعى لمناصب أو مكاسب وإنما لقداسة الأديان وكرامة الإنسان. محذراً من أن القادم هو وأد المسلمين جميعا.
وشدد حسون على أن المقاومة "ستبقى إلى يوم القيامة بنص رسول الله صلى الله عليه وآله" مؤكداً أن منهج المقاومة هو المنهج الذي قدمه الإمام الحسين عليه السلام.
وفيما أشار إلى أن كلمة المقاومة أقوى من كل سلاح؛ قال "اليوم مقاومتنا ندعو لها كل العالم وليس المسلمين وحدهم."
وقال مفتي سوريا: إنتصر لبنان يوم انتصرت المقاومة في سوريا. مؤكداً أن ذنب سوريا الوحيد هو وقوفها إلى جانب المقاومة. ودعا علماء العالم إلى حلب "ليروا ما صنع بها من سموهم ثوارا!"
 

الشيخ أحمد بدرالدين حسون

وفي كلمته أمام المؤتمر أشار المفتي العام للجمهورية التونسية الشيخ حمدة سعيد إلى أن مسؤولية العالم ليس الخطابة وحدها وإنما ولاية الأمر؛ وأضاف أن مسؤولية العلماء تتمثل في إصلاح الحكام والأمة؛ داعياً علماء الإسلام إلى أن تكون لهم الكلمة الأولى والأخيرة.
وقال الشيخ حمدة سعيد إن "من سعادة العالم أن يرتقي إلى مستوى العضوية في مؤسسة تتولى المقاومة."
وأضاف: لا نقصد بالمقاومة الاعتداء على أحد باعتبار أولوية قاعدة السلم. وقال إن"بيت المقدس جرح في قلوبنا وكل شيء يهون حتى تحرير القدس.. وتحرير فلسطين وبيت المقدس اهتمامنا الأول."
وشدد أمين عام جماعة العلماء ومثقفي العراق الشيخ خالد الملا في كلمته على أن حفظ الدين والتشريع لا يتم إلا بالمقاومة وقال إن "خلاصنا من كل المصائب تكون بالمقاومة."
 

الشيخ حمدة سعيد

ولفت الملا إلى أن آية الله السيستاني بدعوته للدفاع عن شرف العراق قد أنتج الحشد الشعبي الذي فك الحصار عن آمرلي.
وأكد أنه رغم كل ما يجري في العراق من تحديات ومخاطر قد وقف العراقيون بشجاعة ليوقفوا زحف الدواعش إلى بغداد.
وفي جانب آخر من كلمته صرح خالد الملا أن عودة الاحتلال إلى العراق إنما كان بسبب جماعة داعش الإرهابية. مبيناً بالقول: جئتكم من بلد يقتل أهله وتهدم مساجده وكنائسه بيد داعش ومن تحالف معه.. جئتكم من بلد كان محتلاً فوقفت المقاومة بوجهه فخرج الاحتلال مذعوراً مكسوراً؛ لكنه عاد من جديد بسبب الدواعش.
وبين أن بعض دعاة الفتنة قد انتشروا في العراق فحرضوا على القتل واستباحة الحرمات؛ وأضاف: إن وقوفنا بوجه المحتلين والغزاة أمانة.. وموقفنا العادل والصريح والشجاع أمام الأمة أمانة.
وفي كلمته أمام المؤتمر دعا إمام مسجد القدس الشريف الشيخ ماهر حمود علماء الدين إلى معالجة ضعف الأمة؛ وقال: إن

الشيخ خالد الملا

عجز الفقه عن توحيدنا فلتكن المقاومة هي من توحدنا. داعياً لكي تكون المقاومة باباً لتوحيد الأمة وتوحيد العلماء.
وفيما قال الشيخ ماهر حمود "سنكون مع من يقاوم مهما كان مذهبه أو دينه." شدد على أن: مقياس إسلامنا هو فلسطين.. ومن صدق في هذا الطريق فنحن معه. وأضاف أنه: ليس على الأرض من يرفع لواء المقاومة وزوال "إسرائيل" إلا إيران.
وأشار الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت الشيخ محمد حسن أختري إلى أن الإمام الخميني تمكن من فتح طريق المقاومة في عصرنا هذا؛ داعياً العلماء لكي يتحركوا ويحركوا الأمة.
وأوضح أن الأمة الإسلامية باتت اليوم في حالة صحوة رغم كل المؤامرات التي

الشيخ ماهر حمود

تحاك ضدها؛ وقال إن المقاومة حية حتى في نيويورك.
وأشار إلى أن المقاومة غيرت الكثير من المعايير بحيث بات كيان الاحتلال الإسرائيلي يعيش اليوم حالة الضعف والانهيار.
وبين أن المقاومة حققت اليوم إنجازات كبيرة وعظيمة. وقال إن: فكر المقاومة يعم الضفة الغربية وغيرها لكنها بحاجة إلى دعم.
وخلص إلى القول إن: المقاومة اللبنانية خرجت مرفوعة الرأس ومنتصرة في الحروب مع الكيان الصهيوني.
وإلتأمت صباح اليوم الثلاثاء في بيروت أعمال مؤتمر الهيئة التأسيسية لـ"الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة" الذي أعلن عن تأسيسه في "المؤتمر الدولي لعلماء الإسلام لدعم المقاومة" الذي عقد في طهران يومي التاسع والعاشر من أيلول/سبتمبر الماضي.
 

الشيخ محمد حسن أختري

وعقدت الجلسة الافتتاحية برئاسة الأمين العام لـ"المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية" آية الله الشيخ محسن الأراکي، ومشارکة الأعضاء المؤسسين، وحضور حشد کبير من العلماء المسلمين والمفکرين وقادة هيئات وحرکات إسلامية وعلمائية وشخصيات سياسية من إيران ولبنان وسوريا والعراق وترکيا والسنغال وماليزيا ومصر وأستراليا وتونس.