نعيم قاسم :الصراع بالمنطقة بين مشروع المقاومة ومشروع أميركا و"إسرائيل"

نعيم قاسم :الصراع بالمنطقة بين مشروع المقاومة ومشروع أميركا و
السبت ٠١ نوفمبر ٢٠١٤ - ٠٣:٥٤ بتوقيت غرينتش

اكد الامين العام المساعد لحزب الله لبنان الشيخ نعيم قاسم ان ما تشهده المنطقة ، هو صراع بين مشروع المقاومة ، و مشروع أميركا و «إسرائيل» ومعهما دول كبرى وإقليمية ، الذي اراد إسقاط سوريا المقاومة باعتبارها بوابة لتغيير خارطة الشرق الأوسط بأكمله ، لمصلحة إنشاء نظام جديد يكون مواليًا لـ«إسرائيل» ، مشددا على اليقظة والحكمة والوحدة وتكاتف الجهود لإسقاطه هذا المشروع .

و قال في تصریح خاص لوكالة "تسنیم" الدولیة : "أصبح معروفًا بأن التنافس الكبیر الموجود في منطقتنا هو بین مشروعین : مشروع المقاومة الذي یمتد من إیران إلى سوریا و حزب الله وحماس والجهاد والعراق وغیرها من البلدان والمنظمات ، والمشروع الآخر هو مشروع أميركا و«إسرائیل» ومعهما دول كبرى وإقلیمیة ، تؤمن بضرورة أن تكون «إسرائیل» قائمة كفزاعة في المنطقة ، وكامتداد لمشروع السیطرة على منطقتنا" .

واضاف الشیخ قاسم : "ان هذا التنافس بین المشروعین على أشده ، ومن الطبیعي أن یتأثر لبنان بشكل كبیر من هذا التنافس لأنه في قلب المواجهة ، فلبنان احتُلَّت أرضه من قبل «إسرائیل» ووصلت إلى عاصمته بیروت سنة 1982 ولم تخرج من لبنان إلاَّ ذلیلةً في سنة 2000م بفعل ضربات ومواجهة المقاومة الإسلامیة مقاومة حزب الله لهذا المشروع الخطیر . لكن بطبیعة الحال لا یمكن أن یستسلم المشروع الآخر بعد هذه الضربة الكبیرة ، وجاءت بعده ضربات أخرى تمثلت بفشل العدوان «الإسرائیلي» سنة 2006 على لبن ان، وفشل الحروب الثلاثة التي خاضتها «إسرائیل» ضد غزة بفعل مواجهة الشعب الفلسطیني والمقاومة الفلسطینیة الباسلة لهذا المشروع" .

ورأى الشیخ قاسم ان مشروع ضرب سوریا كان یستهدف الالتفاف على مشروع المقاومة وتغییر خارطة المنطقة ، واردف قائلا : "كان لا بدّ من طرق أخرى للمواجهة ، ومن اكتشاف أسالیب یمكن أن تساعد على الالتفاف على مشروع المقاومة وضرب مشروعها ، وهنا جاء مشروع ضرب سوریا وإسقاطها منذ ثلاث سنوات ونصف تقریبًا بحجة الإصلاحات السیاسیة ، لكن تبیَّن أن سوریا هي بوابة لتغییر خارطة الشرق الأوسط بأكمله، ولإسقاط النظام السوري وسوریا المقاومة لمصلحة إنشاء نظام جدید یكون موالیًا لـ«إسرائیل» ، ویترك بصماته وانعكاساته على كل المنطقة بما فیه لبنان . وقد تمَّ استقدام التكفیریین من ثمانین دولة من العالم لأجل قتال النظام السوري ومن یؤیده بحجة إجراء تعدیلات وتغیرات یحتاجها الشعب السوري، ولكن الأمر واضح جدًا فهذه ضربة قاسیة لمشروع المقاومة، لأن سوریا تمثل خط الإمداد والوصل بین إیران ولبنان وفلسطین، وكذلك تمثل الخلفیة لحمایة المقاومة في لبنان، وبالتالی ضرب سوریا یعني توجیه ضربة قاسیة لمشروع المقاومة، وذلك كتمهید لإعادة رسم خارطة الشرق الأوسط الجدید".

و تابع الشیخ قاسم : "هنا لبنان یعتبر محطة مهمة في هذه الخطوات التي تُتخذ من المشروع المعادي للمقاومة . وعندما وجد حزب الله بأن الخطر في سوریا هو خطر كبیر جدًا لیس على سوریا فقط ، و إنما على مشروع المقاومة بأسره وعلى حزب الله بالتخصیص أیضًا بسبب مجاورة سوریا للبنان وتأثر لبنان بسوریا وأحداثها وما یجري فیها ، اتخذ حزب الله قرارًا بالدفاع والعمل الوقائي في سوریا فی مواجهة المشروع التدمیري لسوریا ، الذي ترعاه أميركا و«إسرائیل» ومن معهما ، وأُضیف إلیه الخطر الجدید المتمثل بالتكفیریین، الذي أصبحوا جزءًا لا یتجزأ من هذا المشروع ، ویتربون ویأخذون الأموال والإمكانات والدعم من أميركا و«إسرائیل» ومن معهما ، وبالتالي أصبحنا أمام مشروع ثلاثي الأطراف : الأميركي «الإسرائیلي» التكفیري ، وهذا ما زاد من التحدي وأهمیة المواجهة انطلاقًا من كل واقع المنطقة وخاصة من واقع لبنان" .

واكد الشیخ قاسم : "الحمد لله تنبه حزب الله مبكرًا لمشروع الفتنة التكفیریة، وأعلن السید حسن نصر الله في كلمات عدة بأن هذا المشروع خطر على لبنان وعلى المنطقة فی آنٍ معًا ولن ینجو منه أحد ، وكنا كحزب الله قد اتخذنا قرارًا بمواجهة هذه الفتنة بطرق عدة :

- الطریق الأول الدعوة الإیجابیة لتأكید الوحدة بین المسلمین، وأن ما یجري هو محاولة لشق الصف.
- ثانیًا : التكفیریون لیسوا محسوبین على أهل السنة في مقابل الشیعة، وإنما هم فتنة ضد السنة وضد الشیعة على حدٍ سواء، فهم لا یقبلون أحدا.
- الأمر الثالث: أن مواجهتهم العسكریة للحد من انتشارهم ونفوذهم وقدرتهم هو أمرٌ ضروري وواجب على الجمیع، وهذا ما حصل .

وبالفعل كان لتدخل حزب الله في سوریا ضد التكفیریین ، وخاصة في المناطق المحاذیة للحدود اللبنانیة السوریة وبالأخص المواجهات التي حصلت فی مدینة القصیر وریفها ، وكذلك في منطقة القلمون وریفه، وهما منطقتان محاذیتان للحدود الشرقیة للبنان من جهة البقاع، كانت للمواجهات هناك وتسدید الضربات القاسیة للتكفیریین السبب الرئیس لإیقاف إرسال السیارات المفخخة من سوریا إلى لبنان، وكذلك لتحجیم قدرة هؤلاء ما جعل حركتهم في لبنان أضعف وتواصلهم مع سوریا أكثر تعقیدًا ، وبالتالي أصبحوا فی لبنان من دون تواصل متكامل مع سوریا وعلیهم أن یعتمدوا على قدراتهم في داخل لبنان ، وهم وجدوا أن مستوى البیئة الحاضنة في لبنان لیس كما یریدون ، خاصة مع وعي الجیش اللبناني وانتباه الأجهزة الأمنیة، والمطاردة الدائمة التي حصلت لأعمالهم التخریبیة، ما جعل مشروع الفتنة من خلال التكفیریین محجمًا ومقیدًا بالتكاتف اللبناني الواسع، وعلى الرغم من صدور بعض الأصوات التي تعطی غطاءًا لهؤلاء التكفیریین لكن موجة الدعم للجیش اللبناني كانت أكبر، وأعمال التكفیریین الإجرامیة التي لم توفر أحدًا من كل أفراد الشعب اللبناني، فلم یلتفتوا إلى مذهبه أو انتمائه أو منطقته إنما واجهوا الجیش اللبناني، وواجهوا كل من یقف في طریقهم وهذا ما جعلهم محاصرین كتكفیریین، وأدَّى الإجماع اللبناني لتهیئة مناخات كافیة للضربة الأخیرة التي حصلت لهم في الشمال" .

وسلط نائب الامین العام لحزب الله الاضواء على جوانب من ابعاد المشروع التكفیري واغراضه ، وقال : "كان المشروع التكفیري كما ذكر قائد الجیش العماد قهوجي، وكما ذكرت جهات عدة هو إقامة إمارة إسلامیة تمتد من البقاع إلى الشمال وصولًا إلى البحر في منطقة طرابلس ، لتكون إمارة مترابطة لها منفذ بحري وعلى الحدود مع سوریا ، لكن بسبب المعارك التي حصلت في منطقة عرسال وجرودها وجوارها والخسائر الكبیرة التي مُني بها التكفیریون في القلمون والقصیر، أصبح وضعهم هناك وضع استنزاف وعدم استقرار كافٍ، ومن ناحیة أخرى كانت حركتهم في الشمال تفتقر إلى البیئة الحاضنة الملائمة، وارتكبوا مجموعة من الحماقات، واعتدوا على أفراد وضباط الجیش وهم ینتقلون من أماكن سكنهم إلى أعمالهم، ما جعل الهجمة علیهم قویة في الشمال، فالضربة التي وجهها لهم الجیش اللبناني كانت قاسیة، وبالتالي منعت إمكانیة إیجاد التواصل بین الشمال والبقاع، وعطَّل هذا الأمر فكرة الإمارة الإسلامیة على الأقل في هذه المرحلة، لأننا یجب أن نبقى متیقظین لأن الفتنة لم تنته وإن كانت تلقت ضربة قاسیة، وهؤلاء سیحاولون دائمًا أن یتحركوا عندما تسنح لهم الفرصة، لكن التماسك اللبناني وانكشاف الجماعات التكفیریة من العوامل المساعدة على تقیید حركة هؤلاء وعدم قدرتهم على فعل ما یطمحون له" .

وخلص الى القول : "الفتنة التكفیریة خطرٌ كبیر على لبنان والمنطقة ، لكن یمكننا أن نهزم هذا الخطر ، بالوحدة والتعاون و الالتفاف حول الجیش اللبناني، وتحقیق الإجماع الوطنی الذي یساعد على محاصرة هؤلاء وعدم توفیر البیئة الحاضنة لهم" .

واضاف : "علینا أن نبقى یقظین ومنتبهین لأن جهات خارجیة تعمل لتدعم هذا الاتجاه والتأیید الكبیر موجود من أميركا و«إسرائیل» ومن معهما ، وهناك جهات داخلیة تعتقد أنها تستفید من التكفیریین ، لكنهم واهمون لأن التكفیریین هم الذین یستفیدون من الجمیع ولا یستفید منهم أحد، فهؤلاء یرفضون ما عداهم" .

واكد نائب امین عام حزب الله : "نحن أمام فتنة تحاول أن تطل برأسها، وكلما سددنا لها ضربة كلما أفقدناها قدرة من قدراتها ، ویجب أن نستمر على هذا المنوال" .
و اضاف : "نحن ندعو إلى عدم تعظیم الخطر التكفیري، وفی آنٍ معًا إلى عدم استسهال وجوده ضمن المشروع المعادي ، إذا كنا نعمل دائمًا بیقظة وحكمة ووحدة إسلامیة وتكاتف الجهود فإن بإمكاننا أن نسدد ضربات متتالیة لها المشروع تمهیدًا لإسقاطه إن شاء الله تعالى في لبنان وفي المنطقة" .

كلمات دليلية :