النظام الخليفي في البحرين والسباحة في بحر اللامعقول

النظام الخليفي في البحرين والسباحة في بحر اللامعقول
الثلاثاء ٠٢ ديسمبر ٢٠١٤ - ١٠:٥٤ بتوقيت غرينتش

اذا ما استثنينا الكيان الصهيوني، لا يمكن مقارنة أي نظام في العالم مع النظام القائم في البحرين، فهو نظام يتميز بخصائص شاذة لاتوجد في أي نظام في العالم، وبعض هذه الخصائص لو توفرت في أي نظام آخر لانهار وتلاشى، بينما النظام البحريني الذي يجمع في داخله كل تلك الخصائص، ما زال قائما بفضل عناصر خارجية، تضغط على تلك العناصر للتقليل من تاثيرها.

من أهم تلك الخصائص التي ينفرد بها النظام في البحرين ، وهي خصائص ، يعترف بها حتى حلفاء البحرين الدوليين والاقليميين ، هي:
-الاسرة الحاكمة في البحرين، ليست بحرينية ، بل تسللت الى البحرين من السعودية قبل مئتي عام، في ظروف تاريخية معروفة.

-يحكم البحرين الى جانب الملك ، عمه الذي يشغل منصب رئيس الوزراء منذ اكثر من 43 عاما وبشكل متواصل ودون توقف.

-الاسرة الحاكمة، تعتمد سياسة طائفية كريهة ضد الغالبية العظمى من أبناء الشعب البحريني.

-النظام البحريني يسعى ومنذ عقود الى تجنيس الهنود والباكستانيين والبنغال وباقي الاسيويين ، من أجل تغيير التركيبة السكانية للبحرين طائفيا ، وهو ما يعترف به العالم اجمع.

-يحكم النظام البحريني بالحديد والنار على الغالبية العظمى من الشعب البحريني ، وفي حال اعتراضها على الظلم الذي يلحق بهم ، تتهم بأنها طابور خامس لايران!!.

-كل المناصب العليا والمهمة في البلاد هي للمقربين من الاسرة الحاكمة والانتهازيين والمتجنسيين ، بينما لا يحصل 73 بالمائة من الشعب سوى على 17 بالمائة من هذه المناصب.

-النظام الحاكم يحارب كل من يتظاهر ضده في رزقه ، ويعتمد سياسة التجويع ضد المعارضين.

-النظام عندما يعجز عن إسكات صوت الشعب رغم كل قسوته ، نراه يفتح الحدود للقوات السعودية لتحتل البلاد كما حصل عام 2011.

-النظام البحريني الذي لا يمثل حتى الاقلية التي يدعي تمثيلها في البحرين ، ويمنع وبشكل استفزازي وبقوة السلاح قيام الغالبية العظمى للشعب البحريني بمراسمها الدينية.

-النظام هدم أكثر من ثلاثين مسجدا وحسينية ، وقتل وأصاب آلالاف من أبناء الشعب البحريني ، بهدف دفع الشعب البحريني للخروج من اطار تحركه السلمي ، بهدف دمغ ثورة الشعب البحريني المظلومة بدمغة الطائفية ، وتبرير احتلال البلاد من قبل القوات السعودية المحتلة ، وتبرير عمليات القتل والتعذيب الممنهج ضد الغالبية العظمى من الشعب البحريني.

-النظام يعتمد سياسة ظالمة تتمثل باسقاط الجنسية عن ابناء البحرين الاصلاء ، في مقابل منح هذه الجنسية وبعشرات الالاف للدخلاء وشذاذ الافاق.

-التعرض للرموز الدينية البارزة للغالبية العظمى للشعب البحريني ، كما تعرض مؤخرا لعالم الدين البارز العلامة آية الله الشيخ عيسى قاسم ، بهدف استتفزاز الشعب ، الذي جعل النظام يصاب بهستريا دائمة بفضل سلمية وحضارية حراكه.

-النظام باع البلاد لكل من امريكا واسرائيل والسعودية ، بهدف الاستقواء بها في مقابل الشعب البحريني المنتفض.

-يجري النظام انتخابات يقطاعها اكثر من 70 بالمائة من ابناء الشعب البحريني ، ولا يشارك فيها الا المغلوب على أمرهم من ابناء البحرين ، بعد التهديد والوعيد ، وكذلك المتجنسين والمحسوبين على النظام.

-رغم نتائج الانتخابات الفضيحة ، يأمر الملك عمه بتشكيل حكومة ، يقودها منذ نحو نصف قرن!!.

هذه الخصائص الشاذة التي تميز النظام في البحرين ، هي التي تجعله يتخذ مواقف شاذة على الصعيد الاقليمي والدولي ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ، سنمر على موقفين اتخذه النظام خلال الايام القليلة الماضية ، وهما موقفان يكشفان مدى شذوذ هذا النظام والهوة التي تفصله عن الشعب البحريني.

في الوقت الذي ذُهل العالم من الحكم الذي أصدره القضاء المصري والقاضي ببراءة الدكتاتور حسني مبارك من جرائم قتل المتظاهرين وقضايا الفساد، وهو حكم تجاهلته الانظمة الخليجية ومرت من أمامه مرور الكرام ، الا ان النظام البحريني شذ كعادته حيث هنأ ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة هاتفيا، الدكتاتور حسني مبارك بحكم برائته.

وذكرت وسائل الاعلام أن حمد اتصل هاتفيا مع "أخيه الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك اطمأن على صحته وهنأه بصدور حكم البراءة من القضاء المصري".

وعبر حمد ، حسب وسائل ، خلال الاتصال الهاتفي ، "عن تقديره لمواقف مبارك المشرفة تجاه مملكة البحرين وجهوده في تطوير العلاقات بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية الشقيقة في المجالات كافة ، معرباً عن تمنياته لمبارك بموفور الصحة والسعادة".

هذا الشذوذ في المواقف سببه شذوذ النظام نفسه ، الذي يبحث دوما عن عناصر قوة خارج الحدود ، للاستقواء بها على الشعب البحريني الرافض لحكم أسرة آل خليفة.

اما الموقف الثاني للنظام البحريني الشاذ فكان أكثر شذوذا من الاول ، وهو الموقف الشاذ والمخزي لوزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد ، وذلك عندما ندد بالعملية البطولية التي نفذها شابان فلسطينيان في القدس المحتلة ضد مستوطنين صهاينة ، واصفا العملية الفدائية بانها "جريمة قتل الأبرياء في الكنيس اليهودي".

وكتب بن أحمد عبر حسابه على "تويتر" أن" ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل وتهجير للأبرياء لا يقابل بجريمة قتل للابرياء في دار للعبادة".

هذا الموقف الشاذ والعار للنظام البحريني ، يندرج ايضا في اطار سياسة الاستقواء بالخارج على الشعب البحريني ، فهذا النظام يعتقد ان التملق والتزلف وتقبيل ايدي الصهاينة ، تقربهم زلفى من اللوبي الصهيوني في امريكا وبالتالي سيحصلون على دعم "القوة الاكبر في العالم" حسب اعتقادهم ، والتي ستكون لهم عونا على الرفض الشعبي لابناء البحرين لحكم الاسرة الخليفة.

ان التجربة التاريخية تؤكد بما لا يقبل الشك ان من الصعب جدا الابقاء على المثلث واقفا على رأسه ، بفضل المجالات المغناطيسية التي قد تحيط به ، ولابد يوما تختفي هذه المجالات المغناطيسية ويستقر المثلث على قاعدته العريضة ، كما هي طبيعة الاشياء ، فالسباحة في بحر اللامعقول لن توصل الى اي ساحل.

بقلم: سامح مظهر