مع استمرار النزعة العنصرية لدى شرطة الولايات المتحدة..

تظاهرات في نيويورك اثر خنق شرطي ابيض معتقلا اسود

تظاهرات في نيويورك اثر خنق شرطي ابيض معتقلا اسود
الخميس ٠٤ ديسمبر ٢٠١٤ - ٠٤:١٦ بتوقيت غرينتش

تظاهر الآلاف من الأمريكيين في مدينة نيويورك إحتجاجا على عدم محاكمة شرطي أبيض خنق معتقلا أسود حتى الموت.

وأفاد موقع (اي 24 نيوز) ان المئات من المتظاهرين تجمعوا في مدينة سياتل "ويستليك"، بينما حجب الآلاف شوارع مركزية في مدينة نيويورك إحتجاجا على قرار هيئة محلفين موسعة رفضت الاتهامات الموجهة للشرطي الذي قتل المعتقل الأسود إريك غارنر حتى الموت أثناء محاولة إعتقاله في شوارع مدينة نيويورك. وكذلك قرار شرطة نيويورك بعدم توجيه اتهام للشرطي.

وأكدت الشرطة الأمريكية أنها اعتقلت 16 متظاهرا في ميدان روكفيلر المركزي بالمدينة، فيما حجب المتظاهرون أيضا الشارع السريع في "ويست سايد" وشارع 51 في نيويورك.

وأعلنت زوجة الشاب القتيل اريك غارنر أنها لا تقبل أعذار، ندم وصلوات الضابط الأبيض الذي قتل زوجها. فيما دعا القس آل شاربتون الناشط في حقوق السود بالولايات المتحدة الى تنظيم مسيرة الى البيت الأبيض في واشنطن في الثالث عشر من كانون الأول/ ديسمبر المقبل. مطالبا الشرطة بالكف عن عنفها تجاه المتظاهرين مؤكدا "نحن لا نستعمل العنف".

وأكدت أرملة القتيل إريك غارنر، ايساو غارنر في مؤتمر صحافي عقدته عقب صدور القرار أن الشرطي لا يزال يعمل وفي الخدمة في سلك الشرطة، "هو لا يزال يطعم اولاده، بينما زوجي وارى الثرى. كان يتوجب أن يكون هنا معنا يحتفل بعيد الميلاد وعيد الشكر مع أولاده وأحفاده. ولكنه لا يستطيع. لماذا؟ لأن الشرطي ارتكب خطأ".

واتهمت أرملة غارنر والقس آل شاربتون في المؤتمر الصحافي المشترك هيئة المحلفين بتلقي تعليمات من المدعي العام الذي يعمل مع الشرطة بشكل دائم، في اتهامات مماثلة وجهتها عائلة الشاب مايكل براون في فيرغوسون ميزوري، في حادثة مشابهة عندما قتل شرطي أبيض شابا أسود أعزل ولم توجه له أي تهمة.

وطالبة والدة القتيل غارنر، غوين كار المتظاهرين بالسلمية وعدم الإنجرار لأعمال عنف. مؤكدة: "أنا محبطة جدا من قرار هيئة المحلفين هذا المساء. لا أعرف على اي شريط فيديو كانوا يتطلعون، لكنه لم يكن الفيديو ذاته الذي شاهده بقية العالم"، في إشارة للفيديو الذي نشر عبر وسائل التواصل الإجتماعي ويظهر الضابط دانييل بانتاليو وهو يقبض على إريك غارنر ويمسكه من عنقه بشدة في 17 تموز/ يوليو المنصرم، مؤديا الى وفاته بعد ايام من الاختناق، ويظهر فيه غارنر يقول بوضوح "لا أستطيع التنفس".

وقالت الشرطة إنه تم اعتقال غارنر البالغ 43 عاما للاشتباه به ببيع سجائر غير خاضعة للضريبة في ستاتن أيلاند في نيويورك.

وفي تعقيبه على قرار هيئة المحلفين وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما كلمة مقتضبة قال فيها "نحن نرى العديد من الحالات حيث لا يشعر المواطنون بالثقة بأنه تتم معاملة الناس بشكل عادل". مضيفا: " في بعض هذه الحالات، اعتقادات خاطئة، ولكن بعضها واقعي، يتوجب علينا جميعا كأمريكيين أن نعترف بانها مشكلة أمريكية وليست مشكلة السود أو البنيين".

وكانت هيئة محلفين في سانت لويس ميزوري، قد رفضت توجيه تهم للشرطي الأبيض البشرة الذي قتل الشاب مايكل براون - أسود البشرة في التاسع من آب/ أغسطس في بلدة فرغوسون القريب. ما أدى لاندلاع موجة من الغضب الشعبي والاحتجاجات من قبل مجتمع الأفارقة الأمريكيين (سمر البشرة) في الولايات المتحدة إحتجاجا على معاملتهم بعنصرية ممنهجة.

من جانبه عقّب عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو على القرار بالقول: "نتيجة اليوم كانت أمرا لم تكن ترغب به مدينتنا"، فيما دعا مفوض شرطة نيويورك بيل براتون المواطنين للتظاهر، مؤكدا "ولكن اذا قاموا بتدمير الممتلكات العامة فسيتم اعتقالهم".