السعودية ومكافحة الارهاب... نموذجا العراق وسوريا+فيديو

الخميس ٠٤ ديسمبر ٢٠١٤ - ٠٩:٣٦ بتوقيت غرينتش

بغداد (العالم) 04/12/3014 - حاول وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل تبرئة بلاده من تورطها بدعم الجماعات المسلحة بالقول انها من اولى الدول التي حاربت الارهاب. مطالبا بالوقت نفسه بدعم الجماعات المسلحة في سوريا وتغيير عقيدة القوات المسلحة في العراق.

ليبقى الموقف السعودي الهادف الى استبدال داعش بجماعات اخرى، مرهونا بالمشاريع الخاصة التي تتبناهها الرياض والتي تتعارض مع محاربة الارهاب في سوريا كما تتاثر بالانجازات التي تحققها القوات لاعراقية على الارض.

فعلى قاعدة الفصل بين الجماعات الارهابية وتمييزها بالتوصيفات، تحاول السعودية اكمال تنفيذ مشروعها بالمنطقة، بعد فشلها وبمشاركة دول اقليمية وغربية في تحقيق هدفها الاول المتمثل باسقاط النظام السوري وتقسيم المنطقة.

القاعدة الجديدة للسعودية والتي شدد عليها وزير خارجيتها سعود الفيصل، لم تنجح في اخفاء التناقض بين الموقف الحقيقي للرياض ازاء الارهاب والموقف المعلن على لسان الفيصل.

ففي الاجتماع الذي عقد بالعاصمة البلجيكية بروكسل لدول التحالف الاميركي قال الفيصل ان السعودية كانت ولا زالت في مقدمة الدول التي تكافح الإرهاب وتجلى ذلك بمشاركتها في التحالف الدولي لمحاربة داعش في العراق وسورية. الفيصل اعلن عزم بلاده وتصميمها على المضي قدماً بمحاربة الإرهاب أيا كانت مصادره.

تلميع صورة السعودية ومحاولة تبرئتها من التورط الذي انغمست فيه بدعم الجماعات الارهابية في كل من سوريا والعراق، سرعان ما اسقطها الفيصل بدعوته الى دعم وتسليح وتدريب ما اسماها القوى المعتدلة في سوريا. ليذهب ابعد من ذلك عبر دعوته لضم هذه الجماعات ضمن قوات نظامية في اطار هيئة الحكم الانتقالي والتي اسقطت من خيارات اي حل محتمل في سوريا.

اما في الشان العراقي فقد دعا الفيصل الى اعادة تشكيل الجيش بعقيدة جامعة وتاهيله ليشمل كافة المكونات العراقية مع ازالة مظاهر ما اسماها الميليشيات المسلحة خارج اطار الدولة.

وبينما تظهر الاعلانات الاولى في كلمة السعودي صورة مقبولة للعالم، تكشف دعواته فيما خص العراق وسوريا النوايا الحقيقية لبلاده.

فالجماعات التي دعا لدعمها وتسليحها انشأت لتنفيذ المشروع نفسه، اي تامين مصالح الدول التي اوجدتها. وبالتالي فان التفريق بينها وبين داعش لا يغير في الود قضية بالنسبة للمراقبين، ويصب في الخانة نفسها التي عملت داعش والنصرة لخدمتها اي اسقاط النظام في دمشق مهما كلف الامر بالنسبة للسعوديين وحلفائهم.

يضاف لذلك تناسي الرياض للانجازات التي حققها الجيش العراقي وبمساندة قوات الحشد الشعبي والعشائر. ما يشير الى رفض سعودي اقليمي غربي لهذه الانجازات كونها تنتج التفافا اوسع حول الجيش وتعزيزا للوحدة بين العراقيين بمختلف اطيافهم لمواجهة خطر جماعة داعش الارهابية.

وعليه يقول متابعون ان خطوة السعودية لوضع نفسها بمصاف الدول التي تحارب الجماعات الارهابية لم تنجح في اخفاء موقفها الحقيقي والذي يكشف تورطا بالدعم والتسليح والتمويل مع هذه الجماعات بدءا من سوريا وصولا الى العراق.

وحول تصريحات وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل وتبرئة بلاده من تورطها بدعم الجماعات المسلحة، قال عبد الكريم خلف الخبير الامني والاستراتيجي العراقي: "ان السعودية لم تكن ضمن التحاللف الدولي الذي يشترك في مكافحة داعش على الاراضي العراقية، السعودية تعمل الان في الاجواء السورية ولم يسمح العراق للدول العربية بالتدخل العسكري الجوي على الاراضي العراقية".

واضاف خلف في لقاء خاص مع قناة العالم الاخبارية: "دعوة الوزير السعودي تنطلق من رؤية السعودية للتوازانات حول دول جوار العراق والتي ربما من الطبيعي ان تسعى لتأمين مصالحها بطريقة او باخرى...".

12:30 - 12/05 - IMH