الناتو يخرج من أفغانستان بعد خسارة 3500 عسكري

الإثنين ٢٩ ديسمبر ٢٠١٤ - ٠٧:٣٤ بتوقيت غرينتش

نظم حلف الناتو مراسم عسكرية في العاصمة الأفغانية كابول بمناسبة الانتهاء من القتال بشكل فعلي وبدء مهمة التدريب اعتباراً من الشهر المقبل.. وبذلك ينهي الحلف عملياته العسكرية في أفغانستان بعد ثلاثة عشر عاماً من الغزو وخسارته نحو 3500 عسكري.

ثلاث سنوات وعشر أخرى كاملة، لم تكف حلف شمال الأطلسي لتحقيق نصره المنشود.. لكنه مع ذلك احتفل في العاصمة الأفغانية كابول بتسليم المهام الأمنية للقوات الأفغانية، بل إن التحضير للحدث ذاته بعد طول انتظار، قد جرى هو الآخر بشكل سري خشية وقوع هجمات من طالبان، والتي اعتبرت مهمة الأميركيين والناتو فاشلة بامتياز، في إشارة إلى رمزية الاحتفال بسحب الجنود في ظروف أمنية سيئة.
ينتهي إذن قتال القوات الدولية الأطلسية.. بحلول أول يوم من أيام العام الجديد، ليتم إبدالها ببعثة عسكرية مهمتها التدريب والإسناد حصراً، وهو ما تقوم به القوة المتبقية لاحقاً في أفغانستان، دون الانخراط في عمليات قتالية مباشرة، أما تعدادها فيصل إلى 12500 جندي أجنبي، بينما يتم خفض التواجد العسكري الأميركي إلى النصف مع نهاية العام المقبل، قبل أن يقتصر على قوة لحماية السفارة مع نهاية 2016.
غير أن الولايات المتحدة ستواصل توفير دعم جوي للجيش الأفغاني، وقد توسع عملياتها إذا اقتضت الحاجة لذلك درءاً لأي تقدم سريع من جماعة طالبان، فقد استهدف عدد من الهجمات الأخيرة في كابل بعثات دبلوماسية وحافلات عسكرية، كما ازدادت وتيرة أعمال العنف والتفجيرات بأفغانستان، في مؤشر على فشل التدخل الأجنبي رغم المزاعم الغربية بإضعاف عناصر طالبان.
وقائع تضع الحرب الأميركية المزعومة على الإرهاب أمام تساؤلات كبيرة بحجم الفشل في تحقيق الأهداف المعلنة مطلع القرن الحالي.. فعلى الصعيد العسكري، تشير الأرقام الرسمية إلى مقتل قرابة الـ3500 جندي من القوات الأطلسية، وهو الرقم المعترف به منذ العام 2001، وقد يكون دون الحصيلة الحقيقية للجنود القتلى الأجانب في أفغانستان.
وفي مقابل الخسائر البشرية للقوات المحتلة الأجنبية، لم تتمكن الأخيرة من استعادة الأمن أفغانياً، بل حتى في قلب العاصمة كابل، فوحدها قوات الأمن الأفغانية شرطة وجيشاً تكبدت ما لا يقل عن 4600 قتيل خلال الأشهر العشر الأولى من العام الجاري، بينما تقول الأمم المتحدة إن عدد القتلى من الضحايا المدنيين، قد سجل رقماً قياسياً خلال هذا العام، مرتفعا بنسبة 19 بالمائة إلى قرابة 3200 قتيل مدني مع نهاية الشهر الماضي.
أما سياسياً، فقد فشلت المساعي الحثيثة لاستدراج طالبان إلى التخلي عن سلاحها، كما أن الغرب يشتكي من إنفاقه مليارات الدولارات لتحسين البنية التحتية الأفغانية، دون أن يكون لذلك أثر فعلي في حياة الناس البسطاء، متهما غول الفساد الإداري الأفغاني بالتهام تلك الأموال الطائلة، قبل وصولها إلى المواطن العادي الذي بات رهينة لحرب مدمرة وفقر مدقع.