احرار البحرين: الثوار سيواصلون ثورتهم في العام الجديد

احرار البحرين: الثوار سيواصلون ثورتهم في العام الجديد
الجمعة ٠٢ يناير ٢٠١٥ - ١٠:٢٦ بتوقيت غرينتش

بمناسبة بدء العام الميلادي الجديد اصدرت حركة احرار البحرين اليوم الجمعة بيانا اكدت فيه على ان العام الجديد عام واعد بالنصر مؤكدة ان الثوار في اقصى درجات التاهب لمواصلة الثورة.

وقال البيان: شاء الله ان يكون عيد الشهداء قريبا من نهاية العام الميلادي من كل عام، ليودع الثوار عامهم وهم في اقصى درجات التأهب لمواصلة الزحف الثوري نحو النظام العادل الذي يمنح الشعب حريته وحقوقه. ولم يخيب المواطنون شهداءهم، فقد أحيوا المناسبة بأفضل ما يمكن عمله في ظروف القمع الخليفي الشرس. فنظموا المسيرات والوقفات والندوات، وكتبوا الشعارات وهتفوا بسقوط الحكم الخليفي، وعاهدوا الله والشهداء على تصعيد المقاومة المدنية حتى يسقط الحكم التوارثي الاستبدادي. واضاف البيان : استذكر الثوار ما جرى للهانيين قبل عشرين عاما، وكيف ان رصاص الغدر الخليفي قتل اكثر من اربعين مواطنا في انتفاضة التسعينات المباركة. واستحضروا كذلك الخدعة التاريخية التي فرضها الطاغية الحالي على الشعب بعد وفاة ابيه في مارس 1999، والتفافه على المطلب الرئيس آنذاك، اعادة العمل بدستور1973 واستبداله بميثاقه الذي ما ان استدرج المواطنون لاقراره حتى تخلى عن بنوده. ثوار البحرين لا ينسون ما فعله الديكتاتور الحالي من جرائم لم يجرؤ أسلافه على ارتكابها وفي مقدمتها البدء بتنفيذ مشروع إبادة السكان الاصليين واستبدالهم بالاجانب.
وتابع البيان : شعب البحرين ما برح يعارض الاستبداد ويتصدى للاحتلال كما فعل منذ اكثر من تسعة عقود. وطوال تلك الحقب كان يقف صفا متماسكا بشيعته وسنته، بعلمانييه واسلامييه، ضد الهيمنة العائلية واساليبها القمعية. ويسجل التاريخ ان التحالف بين الاسلاميين والليبراليين في 1974 افشل مشروع قانون امن الدولة الذي سعت العصابة الخليفية لفرضه على البلاد. يومها كان السني يقف بجانب الشيعي، والعلماني مع الاسلامي، كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات، لمنع تقنين القمع. فما كان من الخليفيين الا ان حلوا المجلس الوطني وعلقوا العمل بدستور البلاد، ويكفي ذلك لتحميل رئيس الوزراء الخليفي مسؤولية ما وصلت البلاد اليه من اضطراب امني وسياسي طوال العقود الاربعة الماضية.
واضاف : ثقافة الثورة تختلف عن الفكر الجامد او المعلومات الميتة التي لا تدفع حاملها لأداء الشهادة وحمل الامانة وتبليغ الرسالة التوحيدية التي يتصدر اهدافها اقامة العدل وإزالة الظلم. ومن ثمرات الثورات المتعاقبة والتجربة السياسية التراكمية توفر مناعة لدى الجيل الحالي ضد محاولات التهميش او التجهيل او الاستغباء او الاستغشام او الاستحمار. ويتميز الثوريون بامتلاكهم بصيرة نافذة تكسر نصال الطاغية واساليبه وتكتشف خدعه بسرعة فائقة. ولذلك استمرت ثورة البحرين المظفرة برغم كافة المعوقات ومنها الاحتلال السعودي والقاعدة الاميركية والتدخل الامني البريطاني. بينما لم تتوفر ثورات الربيع العربي الاخرى على ذلك الوعي، فأمكن استدراج رموزها لانصاف الحلول والقبول بتغييرات في رأس الهرم مع الابقاء على النظام السابق الذي كان اسقاطه هدف كافة الثورات. وكادت ثورة البحرين تقع ضحية الخداع والوعود الكاذبة ومظاهر التغيير السطحية، لولا الرحمة الالهية. وما حدث في تونس مؤخرا من عودة اركان النظام السابق الى مواقع النفوذ في السلطة كرئاسة الدولة وعضوية البرلمان الا تأكيد لمقولة ان قوى الثورة المضادة تمكنت من احتواء الثورات ونتائجها باساليب بعيدة عن الاخلاق والقيم. لقد شنت هذه القوى عدوانا وحشيا على امة العرب والمسلمين فاحدثت فيها القتل والسلب بايدي مجموعات ترفع راية الاسلام وتمارس اعمالا مشينة تسيء للاسلام. وبذلك اصبحت الحرب ضد الثورات ومحاولات التغيير تستهدف الامة في وجودها وتماسكها ووحدتها من جهة، والاسلام كدين يدعو للرحمة والرأفة والحب والتآخي والتواصل من جهة اخرى. الامر المؤسف ان تغيب هذه الحقائق عن النخبة القيادية للحركات الاسلامية التي كان عليها ان تقف موقفين ثابتين: دعم كافة الثورات السلمية التي انطلقت بهدف التغيير، ورفض المشروع الطائفي جملة وتفصيلا. وهذا ما لم يحدث. فسرعان ما سقطت  تلك النخب في حبائل قوى الثورة المضادة واصبحت سيفا لها على الثورات  ومحاولات التغيير والاصلاح.
وصرح البيان : شعب البحرين كان الاكثر ثباتا على خط التغيير، والاكثر تحضرا وسلمية وحضورا في الميادين، والاوعى لخطط قوى الثورة المضادة، فدعم كافة الثورات التي سعت للتغيير باساليب سلمية وبدون الاعتماد على الخارج، وأصرت على وحدة الامة ورفضت الطائفية بشكل مطلق، وواصلت المشوار حتى هذه اللحظة. ولذلك تلاشت كافة الثورات وبقيت ثورة البحرين متحركة لا تلين ولا تهين ولا تتراجع. فكان اعداء التغيير لها بالمرصاد. كان حريا بقيادات الحركة الاسلامية دعم شعب البحرين في ثورته اولا، وفي صموده ضد الاحتلال السعودي ثانيا. وحيث لم تفعل تلك النخب والحركات ذلك فقد ساعدت اعداءها على نفسها، وشجعت السعودية وحلفاءها على مواصلة مشروعها المضاد للثورات، فدعمت الانقلاب العسكري في مصر واسقطت حكم الاخوان المسلمين، وتدخلت في ليبيا لاعادتها الى منظومة الحكم المنسجمة مع ما هو سائد في بلدان الاستبداد، وتهديدها بالعنف الذي تمارسه مجموعات التطرف والارهاب المدعومة بالمال النفطي. واخيرا تدخلت في تونس بعد ان ساهمت في تمييع سياسات الاسلاميين ومواقفهم، فاستطاعت بذلك احداث انقلاب "سلمي" اسقط حركة النهضة واعاد اركان النظام السابق الى مواقع النفوذ والسلطة. نقطة البدء كانت في منتصف مارس 2011 حين شنت السعودية والامارات عدوانهما على شعب البحرين وارسلتا قواتهما، بموافقة ودعم ضمنيين من قوى الغرب، لقمع ثورة الشعب، وساهمتا في الجرائم التي ارتكبها الخليفيون كقتل الابرياء وهدم المساجد وسجن الاطباء والرياضيين والمعلمين والنساء. وخلال العام الماضي واصلت تلك القوى دعمها غير المحدود ماليا وعسكريا وسياسيا وامنيا للعصابة الخليفية التي احتلت البحرين بالقوة واستقدمت الاجانب لدعم وجودها. بل ان ديكتاتور البلاد استدعى بشكل وقح الاستعمار البريطاني بعد 43 عاما من رحيله. فقررت الحكومة البريطانية بناء قاعدة بحرية في البلاد، بعد ان اظهرت الولايات المتحدة رغبتها في البحث عن  قاعدة اخرى لاسطولها الخامس.
واضاف البيان : وما كاد العام ينتهي حتى أصدر الديكتاتور اوامره باعتقال سماحة الشيخ علي سلمان، الامين العام لجمعية الوفاق. واعتبر ذلك القرار محاولة يائسة لكسر شوكة المعارضة والتظاهر بالسيطرة على الامور. كان يريد ان يقول ان اعتقال الشيخ في ديسمبر 1994 ادى لحدوث الانتفاضة المباركة التي استمرت خمسة اعوام، وان اعتقاله هذه المرة سيكون له أثر عكسي، وان الثورة القائمة ستتلاشى وتنتهي. وما ابعده عن الحقيقة والصواب. فما ان اعتقل سماحة الشيخ حتى تصاعد الحراك الثوري في كافة مناطق البحرين، واصبح الخليفيون محاصرين بقرار سيطاردهم حتى يسقط حكمهم بعون الله تعالى. ثوار البحرين اصبحوا محكومين بمعادلة اخرى: فكلما ازداد القمع ازداد موقفهم رسوخا، وتصاعد حراكهم وتلاشى خوفهم. لقد بلغ الوضع في البلاد مستوى غير مسبوق من القمع والاضطهاد والاستبداد، واصبح المواطن يشعر بالضيم والالم والاستضعاف، الامر الذي دفع الكثير من شبابه لتحدي فرق الموت الخليفية وقوات المرتزقة الاجنبية، بالخروج في التظاهر والاحتجاج. وقد امعن الطاغية وعصابته في استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين وفي مقدمة ذلك الاستخدام الكثيف للغازات الكيماوية ومسيلات الدموع. وبالاضافة لذلك حول القضاء الى اداة قمع اجرامية، فامره باصدار الاحكام القاسية بحق ابطال البلاد، مستخدما "الاعترافات" المسحوبة تحت التعذيب. واصدر احكام الاعدام بسبب وبدونه، فكأن حياة البشر الذين كرمهم الله لا تساوي شيئا.
هذا الطاغية ولغ في دماء المؤمنين بعد ان طوع القانون لما يريد. ثم دفعته "عبقريته" لاكتشاف سلاح آخر، يتمثل بسحب جنسية المعارضين. وليس مستبعدا ان يسحب جنسية الشيخ علي سلمان، ليتفرغ الى رموز الشعب المعتقلة ليطبق القرار عليهم كذلك. الهدف افراغ البلاد من الاصوات المعارضة والقادة الروحيين والسياسيين والميدانيين، واستبدالهم بالمرتزقة والمجنسين الذين استقدمهم من اصقاع الارض ضمن مشروع الابادة الذي مارسه منذ صعوده الى الحكم بعد موت والده في 1999.
واكدت حركة احرار البحرين الاسلامية في ختام بيانها ان : شعب البحرين يودع العام الحالي على انغام الثورة والسجن والتعذيب والاعدام، ويستقبل عاما جديدا بآمال عريضة وروح ثورية ليس لها نظير. انه يتطلع لحسم الموقف لغير صالح الاستبداد ويعمل لانهاء الاحتلال مستفيدا من تجارب الآخرين خصوصا في مجال المقاومة المدنية. سيواصل الشعب ثباته على خط الثورة في العام الجديد، بعون الله تعالى، وسيصبر على الشدائد والمحن، ولن يهين او يستكين حتى يتحقق النصر الالهي الموعود، ولا مبدل لوعد الله، انه لا يخلف الميعاد.