تجاوز الشعب التونسي الهاجس السياسي، وتراجعت حظوظ حركة النهضة الإسلامية في السلطة وبقي الهاجس الأمني مخيما على البلاد ويمثل مع الوضع الاقتصادي التحدي الاكبر للحكام الجدد.
وفي الذكرى الرابعة لانطلاق ما يعرف ب "ثورة الياسمين" تشهد تونس صعوبات لكنها ما تزال الوجه المشرق لما سمي بـ"الربيع العربي" في الوقت الذي غرقت فيه دول عربية أخرى في حمامات الدماء وفوضى الاقتتال .
خلال السنوات الأربع وأواخر العام ألفين وعشرة انطلقت التظاهرات التونسية بعد إحراق البائع المتجول محمد البوعزيزي نفسه احتجاجاً على اهانته من قبل الشرطة، سرعان ما اتخذت التظاهرات منحى سياسياً سقط خلالها قرابة ثلائمئة وخمسين قتيلا ً، حيث فر بعدها الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي إلى السعودية لتشكل حكومة انتقالية برئاسة محمد الغنوشي وليتسلم الباجي قائد السبسي رئاسة الوزارة، فيما عاد راشد الغنوشي من المنفى كرئيس لحركة النهضة لتلعب دوراً سياسياً مهماً في تونس، ولتفوز بالانتخابات التشريعية أواخر ألفين وأحد عشر.
عين المنصف المرزوقي رئيساً لتونس إلا أن منتصف العام ألفين واثني عشر شهد احتجاجات عدة لتشهد تونس بعدها اغتيالات لمعارضين هما شكري بلعيد ومحمد البراهمي، ما أدى إلى استقالة الحكومة وتعيين علي العريض رئيساً للوزراء.
لم تتجاوز تونس أزمتها السياسية الناجمة عن الاغتيالات إلا بعد التوقيع على دستور جديد في أوائل العام الفين وأربعة عشر حيث تم تشكيل حكومة تكنوقراط بقيادة مهدي جمعة، حيث تخلى الإسلاميون عن السلطة للتحضير للانتخابات التي تفوقت فيها حركة نداء تونس برئاسة السبسي، ليتنافس هو وكل من الرئيس السابق المنصف المرزوقي على رئاسة البلاد.
وحول هذا الموضوع قال عضو مجلس شورى حركة النهضة صادق الصفيري: "ان الاهداف التي يتطلع اليها التونسيون فيها اهداف عاجلة واهداف آجلة، لايمكن ان تتحقق بين ليلة وضحاها".
واضاف الصفيري في لقاء خاص مع قناة العالم الاخبارية: "الاهداف العاجلة هي الحرية فالتنظم وحرية التعبير وحرية ابداء الراي، هذا كله تحقق للتونسيين، وتستطيعون مشاهدة ذلك عبر وسائل الاعلام التونسية...".
02:00 - 01/15 - IMH