كيف سيكون رد حزب الله على اعتداء القنيطرة؟

كيف سيكون رد حزب الله على اعتداء القنيطرة؟
الإثنين ١٩ يناير ٢٠١٥ - ٠٧:٣٦ بتوقيت غرينتش

كيف سيكون رد حزب الله على اعتداء القنيطرة؟، عنوان وحيد طغى على افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم، ففيما وصف بعضها الاعتداء بأنه "استفزازي" ونقطة تحول في الصراع المفتوح بين "اسرائيل" والمقاومة، ذهب البعض الآخر الى الحسم بحتمية الرد واخذ يبحث في طبيعته المحتملة وتوقيته.

فتحت عنوان :" ما بعد الاعتداء ليس كما قبله.. و"إسرائيل" تتحسب - معادلة شهداء القنيطرة: أكبر من رد وأقل من حرب"، كتبت صحيفة "السفير" تقول:"إن ما حصل في القنيطرة أمس سيكون بالتأكيد نقطة تحول في الصراع المفتوح بين حزب الله و"إسرائيل"، مشيرة الى سقوط ستة مقاومين في حزب الله، من بينهم جهاد إبن الشهيد عماد مغنية، في غارة إسرائيلية استهدفت موكبهم في منطقة القنيطرة السورية، الواقعة ضمن مثلث الحدود المعقدة والملتهبة بين لبنان وفلسطين المحتلة وسوريا.
وقالت الصحيفة انها "مواجهة مباشرة غير مسبوقة على الأرض السورية، بين المقاومة وما تمثله، والعدو الاسرائيلي وما يمثله.. من دون وسطاء أو وكلاء".
واضافت الصحيفة :"لم تعد مشاركة «إسرائيل» في الحرب السورية ضد محور المقاومة مجرد اتهام أو افتراض، وما جرى في القنيطرة ليس سوى دليل إضافي على الانزياح الطبيعي للصراع الحاصل داخل سوريا في اتجاه هويته الأصلية، بعدما طبعته لفترة من الزمن «الأسماء الحركية»".
وتابعت :"صحيح ان الثمن الذي دفعه الحزب بفعل الاعتداء الإسرائيلي كبير، لكن من شأن هذا الاعتداء أن يساعد الحزب كثيراً في تثبيت الصورة الحقيقية للصراع الدائر في سوريا، باعتباره صراعاً مع "إسرائيل" ومشروعها".
واكدت الصحيفة الى انه :"لا التباس بعد اليوم في طبيعة المواجهة التي يخوضها حزب الله في سوريا، بعدما تأكد بالعين المجردة أن «إسرائيل» أصبحت جزءاً عضوياً من المعسكر الساعي الى تغيير دور دمشق وموقعها الإستراتيجي، تمهيداً للإطباق على المقاومة في لبنان، وما ترمز اليه في المعادلة الإقليمية".
ورأت "السفير" ان "إسرائيل" لم تعد تكتفي بتقديم الدعم العسكري واللوجستي لـ «جبهة النصرة» عبر الحدود مع الجولان، ولم تعد تكتفي بشن غارات «مضبوطة الإيقاع» على مواقع سورية او على إمدادات مفترضة لحزب الله في لبنان، كما كان يحصل في السابق.. هذه المرة أراد العدو ان يوجه رسالة قاسية بـ «البريد السريع» الى الحزب، وربما أبعد من ذلك".
وخلصت الصحيفة الى ان "ما كرسه هذا الاعتداء هو ان «الحدود الشمالية» أصبحت تمتد من الناقورة في الجنوب الى القنيطرة في الجولان، باعتراف إعلام العدو ذاته، الأمر الذي يعني ان الهامش الجغرافي لتحرك المقاومة أصبح أوسع، في وقت يحاول العدو تضييقه عبر سعيه الى تغيير قواعد الاشتباك، وتعطيل مفاعيل المعادلات «الكاسرة للتوازن» (تبعاً للتوصيف الإسرائيلي)، والتي أرساها السيد حسن نصرالله في مقابلته التلفزيونية الاخيرة".

"السفير" : الرد على الاعتداء الإسرائيلي "حتمي"
الى ذلك، نقلت صحيفة "السفير" عن أوساط قريبة من حزب الله، تقديرها بأن الرد «حتمي» على الاعتداء الإسرائيلي، مشيرة الى ان «الحزب لن يتصرف بانفعال وإرباك وهو سيأخذ الوقت الذي يراه مناسباً لتحديد الخطوة الآتية بهدوء وحزم، وهذا ما عكسه البيان الصادر ليل أمس عن الحزب والذي اكتفى بنعي الشهداء، تاركاً باب التأويل مفتوحاً».
وأشارت الأوساط الى أنه «إذا كانت المقاومة قد ردت على استشهاد أحد مقاوميها في عدلون بعميلة نوعية في شبعا، فإن استهداف ستة من كوادرها وعناصرها في القنيطرة سيلقى رداً موجعاً وغير نمطي بحجم الاستهداف، لكنه على الأرجح سيكون مضبوطاً تحت سقف عدم الاندفاع الى حرب شاملة، مع الاستعداد لأسوأ السيناريوهات في حال تهورت "إسرائيل" وقررت خوض مغامرة غير محسوبة.. ما بعد حافة الهاوية».

"الاخبار" : المقاومة سترد على الاعتداء الاسرائيلي وردّها سيكون موصوفاً
من جهتها، رأت صحيفة "الاخبار" في افتتاحيتها أن المقاومة سترد على الاعتداء الاسرائيلي في القنيطرة، مشيرة الى ان ردّها سيكون موصوفاً أيضاً. وسيشهد العدو وجنوده وشعبه على رد واضح، لا حاجة لأحد للبحث عن شكله وكيفيته وتوقيته ومكانه.
واشارت الصحيفة الى أن "الأسئلة الرئيسية التي واكبت عدوان أمس، ركزت على الأسباب التي وقفت خلف هذه المغامرة الإسرائيلية: هل هي في سياق دعم العدو للمجموعات المسلحة المناهضة للحكومة السورية؟ هل هي في سياق توجيه رسالة الى حزب الله لكي يحدّ من انخراطه في معركة الدفاع عن الخيار السياسي الذي تمثله الحكومة السورية؟ هل هي في سياق مواجهة ذات بعد استراتيجي بين "إسرائيل" وحزب الله بعدما بات الجميع يتصرف على أساس وحدة الجبهة الشمالية بين لبنان وسوريا من جهة، وبين العدو من جهة ثانية؟، هل هي في سياق انفعال "إسرائيلي" مرتبط بالانتخابات الداخلية، أو الحوار الأميركي ــ الإيراني، أو بغية إدخال عناصر جديدة تعيد "إسرائيل" الى المشهد الإقليمي الذي تديره الولايات المتحدة مباشرة؟.
وخلصت الصحيفة الى انه :"سيكون أمام الجميع، وخصوصاً أمام قيادة المقاومة، ما تحتاج إليه من وقت لرسم الإطار المنطقي لما جرى أمس بالقرب من الجولان، وهو الإطار الضروري لرسم إطار الرد المطلوب، ولوضع سياق له، يناسب حتماً، مصلحة محور المقاومة قبل أي شيء آخر".

"البناء" : هل دخلت المنطقة النفق المظلم الذي يؤدّي إلى حرب شاملة؟
بدورها، سألت صحيفة "البناء" هل دخلت المنطقة النفق المظلم الذي يؤدّي إلى حرب شاملة، أم هي عملية اللعب على حافة الهاوية تلجأ إليها «إسرائيل» في محاولة لتغيير قواعد اللعبة التي أخرجتها من بين اللاعبين الكبار، أم هو الجواب على كلام قائد المقاومة السيد حسن نصرالله، بأنّ اللعبة انتهت في المنطقة، بالقول بالنار إنّ اللعبة لم تنته، أم هي مجرّد حملة انتخابية يخوضها بنيامين نتنياهو بمغامرة أو مقامرة بعدما تيقن من خسارته الانتخابات فيخوضها على طريقة شمشون، وفقاً لمعادلة عليّ وعلى أعدائي يا ربّ، أم هي بداية بديل العجز «الإسرائيلي» بين الفشل العسكري والسياسي في خوض خيارات الحرب والسلم، بنقل المواجهة من الجبهة اللبنانية مع المقاومة حيث موازين الردع تضع خيار الحرب الشاملة حتمية لا مفرّ منها، إلى الجبهة السورية حيث وجود الجيش السوري والمقاومة محكوم باعتبارات الحرب الدائرة مع الإرهاب، وبالاعتبارات والأولويات التي تفرضها تلك الحرب، وبالتوقيت الذي يراعي شروط الفوز بها؟.
ونقلت الصحيفة عن مصادر المتابعين والمعنيين في لبنان وسورية، والذين يعبّرون عن الاستقراء السريع لما جرى على مستوى سورية والمقاومة قولهم بأن العملية «الإسرائيلية» التي استهدفت المقاومين من حزب الله في منطقة القنيطرة وأدت إلى استشهاد ستة منهم، خليط من كلّ ما ذكر في آن واحد.
كما نقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية تأكيدها بأن «الحدثين في الجنوب (رمي قنابل دخانية على الجيش اللبناني) والجولان (استهداف مروحية لمجاهدي المقاومة) مرتبطان ويشكلان سلوكاً عدوانياً واستفزازياً، قد تكون «إسرائيل» أرادت منهما استدراج واختبار رد فعل محور المقاومة عموماً وحزب الله خصوصاً، لا سيما أن العمليتين في الجنوب والقنيطرة، تأتيان بعد كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والذي أظهر فيه عن قدرات جديدة للمقاومة أربكت العدو وأثرت على معنويات جيشه ومستوطنيه».
وقالت المصادر: «يبدو أن إسرائيل تعمدت في العدوانين أن يكون عدوانها شاملاً الجيش اللبناني في الجنوب، والمقاومة والجيش السوري في القنيطرة».

"النهار" : الانظار تتركز على الطريقة التي سيرد بها حزب الله على غارة القنيطرة
وفي السياق عينه، سألت صحيفة "النهار" الى أين تتجه الاحداث في سوريا والمنطقة؟، ورأت ان هذا هو السؤال الابرز منذ الاعلان عن استشهاد ستة من كوادر حزب الله بينهم جهاد مغنية نجل القائد العسكري الشهيد في الحزب عماد مغنية في غارة "اسرائيلية" شنتها مروحية على قافلة كانوا ضمنها بمحافظة القنيطرة قرب مرتفعات الجولان السورية المحتلة أمس.
واشارت الصحيفة الى ان الغارة الجوية جاءت بعد تأكيد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مقابلة مع قناة "الميادين" الخميس، ان الغارات "الاسرائيلية" على أهداف عدة في سوريا خلال السنوات الاخيرة، هي "استهداف لمحور المقاومة" والرد عليها "أمر مفتوح" و"قد يحصل في أي وقت".
واشارت الصحيفة الى انه "في وقت تتركز فيه الانظار على الطريقة التي سيرد بها حزب الله وعلى التوقيت الذي سيختاره، شكلت الغارة الاسرائيلية أخطر ضربة توجهها "اسرائيل" الى الحزب في سوريا لما ستتركه من تداعيات عسكرية على الارض قد تدفع بالازمة السورية المستمرة منذ نحو أربع سنوات، الى انفجار اقليمي شامل يعيد خلط الاوراق في منطقة الشرق الاوسط برمتها".
واضافت الصحيفة :"لا يمكن فصل الغارة الاسرائيلية عن سياق الاحداث الاقليمية الجارية. فقد اختارت "اسرائيل" التوقيت وقت كان مفاوضون من ايران ومجموعة دول 5+1 يعاودون الجلوس معاً في محاولة للتوصل الى اتفاق على البرنامج النووي الايراني، تؤكد معلومات من واشنطن ان كلاً من اميركا وايران يريدان انجازه ضمناً في اذار عوض الموعد المستهدف في الاول من تموز. كما أتت الغارة قبل شهرين تقريباً من موعد الانتخابات الاسرائيلية العامة التي يسعى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من خلالها الى الفوز بولاية رابعة، فيما لا يخفي الاخير معارضته لأي اتفاق نووي مع ايران".

"الجمهورية" : إعتداء القنيطرة يُنذر بمواجهة بين «حزب الله» وإسرائيل
من جانبها، اعتبرت صحيفة "الجمهورية" انه "بين الاعتداء "الاسرائيلي" على الجيش في الجنوب واستهداف مروحية اسرائيلية مجموعة من قادة حزب الله ومجاهديه في القنيطرة، بَدا انّ الحدود من الناقورة حتى الجولان السوري باتت مفتوحة من اليوم على كل الاحتمالات، خصوصاً مع اعلان "اسرائيل" انتهاء ما سمّته «السنوات الطيبة» على حدود لبنان الجنوبية مع الاراضي الفلسطينية التي تحتلها، فكأنها تريد تسجيل اعتراضها على الاتفاق النووي
«الحاصل حتماً» في رأي المراقبين، بين ايران والدول الست بإشعال هذه الجبهة، فيما هي تعيش داخلياً ترددات المواقف الاخيرة للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله التي لم يستبعد فيها الرد على هجماتها على الحزب داخل الاراضي السورية، والدخول الى الجليل.
وفي هذا الاطار، نقلت الصحيفة عن وزير الشباب والرياضة العميد عبد المطلب حنّاوي قوله إنّ "الغارة الإسرائيلية على القنيطرة هي اعتداء جديد على اراض عربية وتدخّل سافِر في الأزمة السورية. كذلك كشفت حجم التنسيق بينه وبين «جبهة النصرة» التي تواصل عملياتها العسكرية في المنطقة المواجهة للجولان المحتلّ". واضاف: "انا كعسكري سابق لا أراها سوى عملية تمهيدية لتسهيل سيطرة المسلحين التابعين لـ «إسرائيل» على تلك المنطقة".

"اللواء" : الاعتداء "الاسرائيلي" الخطير في القنيطرة أحدث واقعاً أمنياً وعسكرياً وسياسياً جديداً
الى ذلك، اشارت صحيفة "اللواء" الى ان الاعتداء "الاسرائيلي" الخطير في القنيطرة، أحدث واقعاً أمنياً وعسكرياً وسياسياً، أخذت معالمه بالظهور، مع الساعات الأولى لبيان حزب الله،  متوقفة عند ما ذهبت اليه القناة العاشرة في التلفزيون "الاسرائيلي" والتي قالت إن «السنوات الطيبة ل "إسرائيل" على الحدود الشمالية انتهت»، وأن حزب الله «يستعد لنقل الحرب إلى أراضي العدو»، وأنه «اكتسب في قتاله في سوريا خبرة قتالية وثقة بالنفس، وهو يعرف كيف يحتل قرية وكيف يحتل بلدة»، في إشارة إلى ما كان أعلنه الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله قبل ثلاثة أيام، من أنه «قد يأتي يوم تطلب فيه قيادة المقاومة من المقاتلين تحرير الجليل».
وفيما سألت الصحيفة "كيف سيتصرّف حزب الله؟"، نقلت عن من اسمتهم خبراء ومحللين استراتيجيين، قولهم إن العملية تأتي بعد المقاربة العلنية لما يمكن عليه أن يكون موقف حزب الله فيما لو استمر القصف الاسرائيلي المتكرر على أهداف في سوريا، حيث اعتبر السيد نصر الله أن هذا القصف هو خرق كبير، مشيراً إلى أن ضرب أي هدف في سوريا هو استهداف لكل محور المقاومة، وليس فقط استهدافاً لسوريا.