دماء شهداء القنيطرة ترسم معالم مرحلة جديدة

دماء شهداء القنيطرة ترسم معالم مرحلة جديدة
الثلاثاء ٢٠ يناير ٢٠١٥ - ٠٨:٥٦ بتوقيت غرينتش

كان للدماء الزكية التي أريقت لقيادات من حزب الله بينهم ابن الشهيد القائد عماد مغنية ، بقصف صاروخي نفذته مروحية اسرائيلية على سيارات كانت تقلهم في منطقة القنيطرة السورية ، مفعولا سحريا على عقل ووجدان الانسان العربي والمسلم ، الذي اهتزت بوصلته خلال السنوات الاربع الماضية ، تحت ضغط المؤامرة الكبرى التي تستهدف منطقة الشرق الاوسط والتي يقف وراءها التحالف الصهيوامريكي العربي الرجعي، وبفعل الإعلام الخليجي والعربي الممول خليجيا.

 

الشعب اللبناني يشيع جثمان الشهيد جهاد مغنية

الدماء الزكية لقيادات حزب الله ، أعادت وبمفعول سحري بوصلة الانسان العربي والمسلم الى طبيعتها الاولى ، فاذا بها تشير مرة أخرى وبدقة الى فلسطين باعتبارها القضية الاولى للمسلمين في العالم أجمع ، والى "اسرائيل" باعتبارها العدو الرئيسي والحقيقي والوحيد للأمتين العربية والاسلامية.

من المفاعيل السحرية للدماء الزكية لشهداء حزب الله في القنيطرة ، والذي أثبتت قيادته وفي حالة نادرة بين حركات المقاومة في العالم على مر التاريخ ، انها لاتفرق بين فلذات أكبادها وبين باقي المقاتلين الآخرين :

-أفشلت أكذوبة التحالف الصهيوامريكي العربي الرجعي ، لإظهار ما يجري في سوريا على أنه صراع بين "السنة والشيعة".

-أفشلت جهودا ضخمة بذلها هذا التحالف ، على مدى أربع سنوات ، لاظهار المجموعات التكفيرية في سوريا على أنها مجاميع "ثورية" تحارب من أجل الحرية والديمقراطية.

-افشلت المحاولات اليائسة والبائسة للتحالف المذكور لاظهار حزب الله كحزب طائفي أو ميليشا.

-كشفت أن الصراع الدائر في سوريا هو صراع بين محور المقاومة وبين عملاء "اسرائيل" وامريكا والرجعية العربية.

-كشفت عن وجود مؤامرة كبرى تتعرض لها سوريا لتجزئتها وضرب محور المقاومة.

-كشفت عن حجم التعاون بين المجموعات التكفيرية و"اسرائيل".

-كشفت وعرت حقيقة المجموعات التكفيرية.

-كشفت عن حجم التواطؤ العربي الرسمي مع "اسرائيل" ضد محور المقاومة.

-كشفت عن الدور المخزي للاعلام الخليجي لاسيما السعودي والقطري وخاصة قناتي "العربية" و"الجزيرة" واخواتهما ، في تشويه صورة المقاومة والاساءة الى شهدائها ومسيرتها.

-كشفت عن الدور الطائفي الفاضح لهذا الاعلام في تسويق التكفيريين والطائفيين على انهم "معارضة مسلحة" و "ثوار" و"مقاتلون يدافعون عن السنة".

-كشفت عن ان هذا الاعلام هو إعلام طائفي حاقد مهمته بث الفتن والفوضى في العالم العربي خدمة لـ"اسرائيل".

-كشفت ولأول مرة عن ان "اسرائيل" تخشى العرب ، وانها في حالة ترقب من رد فعل  حزب الله على جريمتها النكراء ، بينما "اسرائيل" هذه كانت لا تحسب أي حساب لردود افعال الحكومات العربية مجتمعة، ازاء جرائمها ضد العرب على مدى اكثر من نصف قرن.

-كشفت للعالم ان دماء العرب اصبحت غالية ، وعلى "اسرائيل" ان تفكر كثيرا اذا ما أرادت إراقة هذا الدم.

الملفت ان الجامعة العربية ، التي اقامت الدنيا ولم تقعدها ، بسبب الهجوم الارهابي ضد مجلة "شارلي ايبدو" الفرنسية ، وبدلا من ان تندد بالعدوان الاسرائيلي على القنيطرة ، لاذت بالصمت ، الا انها دعت امريكا والناتو الى اقامة منطقة حظر جوي على سوريا لحماية "الثوار" و"المعارضة المعتدلة" و"الجيش الحر" !! ، وهو إجراء يتماهى بالكامل مع اهداف "اسرائيل" في سوريا.

البعض يعتقد ان تراجع التكفيريين داخل سوريا ، وبوادر هزيمة المشروع الصهيوامريكي العربي الرجعي ضد محور المقاومة، وتراجع حظوظ شعبية رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قبيل الانتخابات الاسرائيلية ، وما قيل عن احتمال توصل ايران ومجموعة 5+1 الى صيغة ما للتفاهم على تسوية الملف النووي الايراني ورفع الحظر المفروض على ايران ، والهزة العنيفة التي احدثتها التصريحات الاخيرة للامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله ، في الداخل الاسرائيلي ، و.. هي التي دفعت نتنياهو، الى ارتكاب جريمة القنيطرة ، بهدف إرباك الاوضاع وخلط الاوراق، ظنا منه ان بالامكان تغيير موازين القوى على الارض في سوريا ولبنان والمنطقة لصالح "اسرائيل" ومحور الانبطاح العربي، بينما الحقائق على الارض كشفت أن دماء قادة حزب الله التي أريقت في القنيطرة سترسم معالم مرحلة جديدة ، لم تخطر على بال نتنياهو ولا على بال حماته من الامريكيين والرجعية العربية ، وابرز هذه المعالم عودة القضية الفلسطينية وبقوة الى المشهد السياسي، بوصفها القضية الاولى للمسلمين ، بعد ان حاول التحالف الصهيوامريكي العربي الرجعي تغيبها ، وراء دخان الحروب الطائفية التي اشعلها هذا التحالف في المنطقة.

بقلم:ماجد حاتمي-شفقنا