فيما يخصص ميزانية سرية..

كيف ينفق أردوغان بإسراف على قصره؟

كيف ينفق أردوغان بإسراف على قصره؟
الأحد ٢٩ مارس ٢٠١٥ - ٠٧:٢٥ بتوقيت غرينتش

يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان النهل من ميزانية الدولة لتوفير أموال جديدة تُصرف على شؤونه الخاصة داخل القصر الرئاسي الجديد المثير للجدل.

وفقا لموقع "ميدل است" سعى أردوغان الذي اشتهر قصره الجديد (القصر الأبيض) بأنه رمز للبذخ والإسراف إلى تخصيص ميزانية سرية للمصاريف التي تنفق داخل القصر لتسهيل الإنفاق دون مساءلة أو محاسبة.

وشهد البرلمان التركي الذي أقرّ حزمة قوانين الأمن الداخلي طلبا مفاجئا قدمته حكومة حزب العدالة والتنمية. حيث طلبت استحداث ميزانية سرية جديدة وإقرار مادة قانونية جديدة تمكّن رئيس الجمهورية من استخدام صندوق الميزانية المخصصة للمصاريف بالقصر وتمت الموافقة في البرلمان على هذا الطلب.

وجاء في مبرر الطلب "وضع الميزانية المخصصة لمصاريف الدولة في ميزانية رئاسة الجمهورية ليتم استخدامها من أجل الدولة في خدمات المخابرات والدفاع السرية والأمن القومي للدولة ومصالحها العليا، ومتطلبات هيبة الدولة والأهداف السياسية والاجتماعية والثقافية والخدمات الطارئة".

وقال مراقبون ان أردوغان يبتكر حيلة جديدة ليغدق باسراف على حياته الشخصية وشؤونه العائلية من الاموال العامة وذلك بالتظاهر ان الاموال ستكون مخصصة للدفاع عن الأمن القومي في حين ان الهدف الرئيسي هو المصاريف الخاصة لا غير.

واصبح أردوغان موضع تندر وازدراء من قبل نشطاء أتراك على مواقع التواصل الاجتماعي لسعيه الدائم بإظهار شخصه في مراتب السلاطين.

وهذا الأمر يعني أن رئيس الجمهورية أردوغان سيستخدم صلاحيات رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو المتعلقة بالميزانية المخصصة لمصاريف الدولة.

وفي السياق ذاته أوضح حزبا المعارضة الرئيسيان الشعب الجمهوري والحركة القومية أن هذا الطلب مخالف لما ينص عليه الدستور. كما لفتا إلى أن وزير الداخلية صباح الدين أوزتُورك ليس نائبا بالبرلمان وأن التعديل القانوني مخالف للائحة الداخلية.

واعترض أوكطاي فورال نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الحركة القومية قائلا "يا للعجب! هل رئيس الجمهورية رجل مخابرات أو يعمل بجهاز المخابرات يا سادة". كما أفادت أحزاب المعارضة بأن هذا التعديل القانوني من شانه تغيير نظام الدولة.

وعلق متابعون أن أردوغان يتجاهل الدستور التركي بتدخله الواضح في صلاحيات رئيس الحكومة وهي رسالة مبطنة من أردوغان لكافة الطيف السياسي بأنه الرجل الاول في البلاد وكل القرارات يتخذها بنفسه دون تدخل من أحد.

ويواجه الرئيس ارىوغان الذي كان رئيسا للحكومة بين 2003 و2014 قبل انتخابه للمنصب الاعلى في الدولة، انتقادات لمواقفه المتشددة والتعسفية وكذلك لـ"جنون العظمة" الذي يميز تصرفاته.

واثار الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عاصفة من الانتقادات بسبب القصر الرئاسي الفخم الذي يريده ان يكون رمزا "لتركيا الجديدة" التي يقودها في حين يعتبره معارضوه دليلا على اصابته بجنون العظمة.

ويقع "القصر الابيض" او "اك سراي" بالتركية الذي يحل محل القصر الرئاسي التاريخي على تلال انقرة وسط ضاحية بعيدة للعاصمة. ويضم القصر الجديد الذي يجمع بين طرازي العمارة العثماني والسلجوقي الجديد (اول سلالة تركية حاكمة بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر) نحو الف غرفة ويحتل مساحة 200 الف متر مربع.