هادي يسعى الى تشكيل جيش في جنوب اليمن

هادي يسعى الى تشكيل جيش في جنوب اليمن
الثلاثاء ٠٧ أبريل ٢٠١٥ - ١٠:١٤ بتوقيت غرينتش

يُنتظر أن يعلن عبد ربه منصور هادي تشكيل قيادة جديدة للجيش تنطلق من الجنوب، وذلك بعد إصداره قرارات جمهورية، من مقر إقامته في الرياض، أقال بموجبها أربعة من قيادات الجيش اليمني، مع تزايد الحديث عن قرب بدء عملية برية.

يأتي ذلك، في ضوء عدم وضوح إستراتيجية الحرب التي يقودها "التحالف" السعودي في اليمن، خصوصاً في وقت تخلّت فيه معظم وحدات الجيش عن "الشرعية"، والتحقت بجماعة "أنصار الله".

وفي وقت لم تُفصح باكستان عن نوع الدعم الذي ستقدمه إلى السعودية في الحرب، اجتمع برلمانها، يوم أمس، لمناقشة ما قال وزير الدفاع إنه طلبٌ من الرياض بالحصول على طائرات عسكرية وسفن حربيّة وجنود، فيما أكّدت موسكو أنّها تتشاور مع الرياض بهدف "إخراج الوضع من المرحلة العسكرية والانتقال إلى المفاوضات"، وعلى خط طهران ـ مسقط تتواصل المساعي للتوصل إلى حل في اليمن.

وذكر مصدر يمني أنّ هادي سيعلن تشكيل قيادة جديدة للجيش تنطلق من آخر معاقل "الشرعية" في الجنوب، حيث تخوض "اللجان الشعبية" التابعة لـ "أنصار الله" ووحدات الجيش معارك عنيفة مع الميليشيات التي تتلقّى دعماً عسكرياً من قوّات "التحالف".

وبصفته "القائد الأعلى للقوات المسلحة"، أصدر هادي "قرارات جمهورية"، قضت بإقالة العميد الركن عبد الله ضبعان من قيادة "اللواء 33 مدرع" في محافظة الضالع، والعميد الركن علي أحمد الحياني من قيادة "اللواء 117" في محافظة أبين، والعميد الركن خالد علي الجائفي من قيادة "اللواء 26 مشاة" في محافظة حضرموت، والعميد عبد الرحمن الصباري من قيادة "اللواء 17" في باب المندب، وأحالهم على القضاء العسكري بتهمة "إخلالهم بواجباتهم الوطنية".

وفيما ألمح المصدر، وهو مقرب من هادي، إلى قرب بدء "حرب برية في اليمن"، قالت مصادر أخرى إنّ مؤيّدي "الرئيس" بدأوا باستدعاء ضبّاط الجيش المتقاعدين والمسرحين للمساعدة في مواجهة الحوثيين، وهو ما يؤشّر على قرب انطلاق عملية برية.

وتجدر الإشارة إلى أنّ مستشار هادي، ياسين مكّاوي، كان قد أعلن في تصريحات تلفزيونية أنّ "الأيام المقبلة ستحمل مفاجآت وتطورات عسكرية كبيرة".

ولكن العميد المتقاعد توفيق حسن، حذَّر من "غياب دور القوات الحكومية وهادي على الأرض"، معرباً عن اعتقاده أنّ هذا "ينذر بفشل نتائج غارات عاصفة الحزم التي تتطلّب تحركاً على الأرض للسيطرة على المواقع التي تستهدفها الغارات".

على صعيد عمليات الإغاثة، تواجه اللجنة الدولة للصليب الأحمر "مشاكل لوجستيّة" لإيصال المساعدات الطبية إلى اليمن، وقالت متحدثة باسم اللجنة "لدينا التصاريح لإرسال طائرة شحن محملة بالمواد الطبية"، لكن هناك مشكلة الهبوط في مطار صنعاء "حيث يتراجع عدد الطائرات التي يمكن أن تحط".

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر و"يونيسيف" تعتزمان إرسال طائرات مساعدات إلى اليمن اليوم، لكن هذا تأجل لأنهما كانتا تنتظران موافقة "التحالف" وتحاولان الحصول على طائرات مستعدة للتوجه إلى اليمن.

وعلى المستوى الديبلوماسي، أعلن وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف أنّ السعودية طلبت من باكستان جنوداً وطائرات لعملياتها في اليمن، لكنّه أكد أنّ بلاده لا تزال تبحث، حتى الساعة، عن حلّ "سلمي" للأزمة في اليمن.

وأعاد مجلس الوزراء السعودي برئاسة الملك سلمان التأكيد أن "المملكة لا تدعو إلى الحرب، وعاصفة الحزم جاءت لإغاثة بلد جار وشعب مكلوم وقيادة شرعية استنجدت لوقف العبث بأمن ومقدرات اليمن والحفاظ على شرعتيه ووحدته وسيادته".

أما في موسكو، فأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن "خيبة أمل" بلاده، "لأنّ هذه العملية بدأت من دون مشاورات في مجلس الأمن الدولي". ودعا أطراف النزاع كافة إلى وقف أعمال العنف و"الجلوس إلى طاولة المفاوضات". وقال "على الحوثيين أن يوقفوا عملياتهم في جنوب اليمن (...) ويجب أن يكون وقف إطلاق النار غير مشروط. وعلى التحالف أن يوقف غاراته الجوية"، مشيراً إلى ارتفاع عدد الضحايا من المدنيين وكذلك تضرّر المنشآت المدنية نتيجة هذا القصف.

وأكد لافروف أن بلاده تتشاور مع السعودية بهدف "إخراج الوضع من المرحلة العسكرية والانتقال إلى المفاوضات"، معرباً، في الوقت ذاته، عن استيائه من مماطلة مجلس الأمن الدولي في بحث مبادرة موسكو الخاصة بإعلان هدنة إنسانية في اليمن.

إلّا أنّ المتحدث باسم "التحالف" أحمد عسيري، قال: "لم نتلق أوامر لتعليق عملياتنا العسكرية لأهداف إنسانية، ونرحب بجميع المبادرات لتقديم المساعدات، غير أن الهدف الآن هو تأمين المدن اليمنية".

ووفقاً لوسائل إعلام إيرانية، طلبت طهران مساعدة مسقط في التوصل إلى وقف "فوري" لضربات التحالف، بعدما سلّم نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مسؤولين عُمانيين رسالة تؤكّد "ضرورة المساعدة في وقف الهجمات على اليمن فوراً، ومنع امتداد الحرب إلى المنطقة، مع التركيز على السبل السياسية" لإنهاء الأزمة.

ونصح عبد اللهيان السعودية بأن "تتعظ من مصير أميركا جرّاء تدخلاتها العسكرية في المنطقة، وأن توقف هجماتها على اليمن"، مؤكداً أنّ ايران  "تنشط بقوة من أجل الوقف الفوري للهجمات العسكرية والتركيز على الحل السياسي وإيصال المساعدات الإنسانية".

واتهمت إيران، عبر تقرير نشرته وكالة "فارس"، "حزب التجمع اليمني للإصلاح" (إخوان)، بتقديم المساعدة للسعودية عبر معلومات استخبارية وتنسيق يجري بين الطيران السعودي و12345"أعضاء في حزب الإصلاح".

وأضافت الوكالة أنّها حصلت على معلومات حول "تحرّك وتجهيز لمسلّحي الحزب في العاصمة صنعاء وبعض المحافظات التي تشهد تحركاً عسكرياً موالياً لهم، بالتنسيق مع قيادة التحالف لمهاجمة صنعاء وبعض المحافظات بشكل مباغت لإحداث حالة ارتباك في صفوف الجيش واللجان الشعبية، والسيطرة على المقار الحكومية".

من جانبه، أوضح المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين أنّ حلّ الأزمة في اليمن من خلال الحوار الذي يجمع كل الأطراف، هو أولوية بالنسبة إلى تركيا، مشيراً إلى أنّ بلاده تواصل جهودها بشكل مكثف في هذا الإطار.

وقال رئيس المكتب السياسي لجماعة "أنصار الله" صالح الصماد إنّ الحوثيين مستعدون لإجراء محادثات سلام إذا توقفت الضربات الجوية التي تقودها السعودية وأشرفت عليها أطراف "ليس لها مواقف عدائية"، مؤكداً أنّ اليمنيين يرفضون عودة هادي الذي فر إلى السعودية.

وفي اليوم الثاني عشر لعملية "الحزم" تركّزت المواجهات الدامية في جنوب اليمن، حيث قتل 141 شخصاً على الأقل، بينهم 53 في عدن.

السفير