نيويورك تايمز: الحوثيون لن يهزموا عسكرياً

نيويورك تايمز: الحوثيون لن يهزموا عسكرياً
الأحد ١٢ أبريل ٢٠١٥ - ٠٨:٠٥ بتوقيت غرينتش

وصفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية التدخل العسكري الذي تقوده المملكة العربية السعودية المعروف بـ “عاصفة الحزم” في اليمن بالمشؤوم، حيث إنه يهدد بتحويل الصراع من مجرد تنافس .. إلى صراع إقليمي أوسع نطاقا يشمل ايران.

وأوضحت الصحيفة في افتتاحياتها أن ذلك التدخل من الممكن أن يدمر أي أمل في إرساء الاستقرار داخل اليمن وحتى قبل أن تبدأ السعودية وحلفاؤها في قصف معاقل الحوثيين هناك، كانت اليمن تمر بأزمة شديدة، فيما حذر زيد رعد الحسين المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة من الانهيار التام في اليمن.

وأضافت: كان ينبغي على السعودية بدلا من قصف الحوثيين، استخدام سلطتها ونفوذها للبدء في مفاوضات دبلوماسية تقدم حلا أفضل لذلك الصراع بدلا من أن تقحم نفسها في تدخل عسكري ضد الحوثيين المدعومين من ايران، التي امتد نفوذها في 3 عواصم عربية هي بيروت ودمشق وبغداد، خشية أن تفعل طهران الشيء نفسه داخل اليمن.

وأشارت بأن احتمالية التوصل لاتفاق بين الولايات المتحدة والقوى العظمى مع إيران بخصوص برنامجها النووي أثارت قلق السعودية والدول السنية بشكل أكبر، ما دفعها للحديث علنا وبشكل غير مسؤول حول تطوير برامجها النووية الخاصة، وانضم السعوديون أيضا لدول أخرى لتشكيل تحالف عسكري، لمجابهة المتشددين الإسلاميين وطهران حسب تعبير الصحيفة.

وقالت أن اليمن مثلت مشكلة على مدار عقود، وأصبحت التهديدات داخلها تتزايد وتغدو أكثر تعقيدا، وعلى مدار الأعوام الماضية، كان تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية باليمن أحد أفرع التنظيم الأم اكثر نشاطا وأكثرها دموية، وعلى عكس التنظيم فإن الحوثيين هم السكان الأصليون للبلاد ولن يهزموا عسكريا أو على الأقل لن يدمروا البلاد.
وأوضحت بأن الحوثيين حاربوا على مدار ست سنوات في صراعات أهلية منذ عام 2004 ولا يزالوا صامدين على الأرض، وربما يكون قد آل القصف السعودي لنتيجة مأساوية؛ فإحدى الغارات حصدت أرواح 40 شخصا في أحد مخيمات النازحين باليمن.

واكدت أنه سيكون خطأ كارثيًا للسعودية والدول الأخرى أن تسمح بأن تكون الحرب الأهلية حافزاً لحرب طائفية أوسع نطاقا بين السنة والشيعة الأكبر بالمنطقة، لذا يتعين على الرئيس باراك أوباما الضغط على القيادة السعودية في ذلك الصدد، فباعتبار واشنطن أحد حلفاء السعودية، ينبغي أن تستخدم نفوذها لتشجيع جميع الأطراف على العمل من أجل التوصل إلى حل سياسي.