ما الذي جاء بالطيار المغربي ليموت على جبال اليمن؟

ما الذي جاء بالطيار المغربي ليموت على جبال اليمن؟
الثلاثاء ١٢ مايو ٢٠١٥ - ٠٦:١٨ بتوقيت غرينتش

"ذلك الطيار المغربي قاتل في المكان الخطأ وخسر حياته في المعركة الخطأ واستقر به المقام في المكان الخطأ حيث لن يغني عنه محمد السادس و لا سلمان شيئا"، بهذه الكلمات عاتب القيادي في حركة أنصار الله اليمنية محمد البخيتي، قائد طائرة إف 16 المغربية، اسقطت الحركة طائرته في محافظة صعدة شمال غرب اليمن، ولم يتمكن من القفز من طائرته فمات على جبال صعدة.

الطيار المغربي، الذي لم يتجاوز ال 26 عاما كما قيل ، لم يكن يمارس رياضة التحليق عندما اسقطت طائرته على جبال صعدة ، بل كان في مهمة قتالية هدفها قصف اهالي صعدة بصواريخ لا تميز بين طفل وامراة ورجل ، وقد تكون غارته الاخيرة التي مات فيها  ، هي الخمسين او المئة ، خلال نحو خمسين يوما من العدوان السعودي على الشعب اليمني ، وقد تكون صواريخه التي كان يطلقها من السماء على رؤوس اليمنيين ، قتلت العشرات وجرحت المئات وهدمت اعدادا كبيرة من البيوت والمساجد والمدارس والمستشفيات والاسواق ومحطات الكهرباء والماء والوقود ، وقد تكون اصوات انفجارات صواريخه قد افزعت الاطفال وجعلتهم يصرخون ويبكون على جثث امهاتهم التي مزقتها الصواريخ ، وقد يكون بعض الاطفال ماتوا فزعا من صوت ازيز طائرته وانفجار صواريخه.
الطيار المغربي الذي مات في صعدة، كان في مهمة تتلخص بقتل اشقائه في العروبة والاسلام، بل هؤلاء الاشقاء هم اصل العروبة، واكثر الناس مساهمة في نشر الاسلام الذي وصل الى المغرب وتشرف به اجداد هذا الطيار، دون ان يشكل هؤلاء الاشقاء الفقراء اي تهديد لا لبلده ، التي تبعد عن اليمن الاف الكيلومترات ، ولا لاي بلد اخر، يستحقون لاجله الموت.
كنا نتمنى ان يموت الطيار المغربي في فلسطين دفاعا عن القدس وعن المقدسات الاسلامية ، التي تنتهك كل يوم على يد الصهاينة المجرمين ، ودفاعا عن غزة واهلها المحاصرين منذ سنين ، والذين ذاقوا مرارة القصف الوحشي الصهيوني اكثر من مرة.
كنا نتمنى ان يموت هذا الطيار المسكين، الذي جندته حكومته لتنفيذ اقذر مهمة يمكن ان يقوم بها طيار عربي مسلم ، الا وهي قصف أصل العروبة واحفاد من نشر الاسلام في كل بقاع الارض، على ارض بلاده المحتلة، على ارض سبتة ومليلة وجزر الخالدات والجزر الجعفرية، التي تحتلها اسبانيا منذ عقود دون ان تجرأ حكومة بلده ارسال طائرة شراعية للطيران فوقها.
رغم اننا لم نكن نتمنى الموت للطيار المغربي، الا اننا لا نتمنى اضعاف ذلك ان يموت ابناء اليمن على يد مثل هذا الطيار وغيره ممن غرر بهم او دفعوا دفعا ليرتكبوا مثل هذه الجرائم البشعة ضد ابناء الشعب اليمني الاصيل والابي، في مقابل خمسة مليارات دولار حصل عليها الملك المغربي من السعودية والامارات وقطر والكويت.
من العار ان تستغل الدول العربية الرجعية المتخمة بالثروة والحقد وعلى راسها السعودية وقطر، فقر وحاجة العرب للمال، ليؤلبوا بعضهم على بعض ، وليقتل الشقيق شقيقه ، كما فعلت هذه الدول عندما دفعت المغربيين والمصريين والاردنيين والسودانيين ، لقتل اشقائهم اليمنيين، وليس هناك من عار اكبر من هذا العار.
هناك من يبرر قتل العرب لاشقائهم في اليمن الى حملة التضليل المكثفة التي تقودها السعودية ، والتي جعلت من عدوانها على اليمن ، دفاعا عن مكة والمدينة ، ولكن مثل هذا التبرير لا يمكن ان يكون سببا مقنعا ، فاذا كانت الوهابية تستغل جهل وامية بعض المسلمين في بعض الدول الاسلامية ، لتصوير انصارالله والشعب اليمني ، على انهم يخططون للزحف نحو مكة والمدينة ، ويريدون بهما شرا ، لحثهم للمشاركة في عدوانهم على اليمن ، الا ان هذه الحملة التضليلية لا يمكن ان تنطلي على الطيار المغربي او الشعب المغربي او باقي الشعب العربية.
أخيرا وفي كلا الحالتين ، حالة القتل بسبب الجهل ، وحالة القتل بسبب المال ، لا يمكن وصف دور الحكومات العربية من غير الخليجية ، في قتل الشعب اليمني العربي الاصيل ، الا بالقذر.

*جعفر صادق - شفقنا