الوهابي أحمد الأسير يشبه سفاحي "داعش" بصحابة النبي(ص)

الوهابي أحمد الأسير يشبه سفاحي
الثلاثاء ١٩ مايو ٢٠١٥ - ٠٨:٣١ بتوقيت غرينتش

صحيح ان "داعش" الارهابية قتلت الالاف وشردت الملايين من الشيعة والعلويين والمسيحيين والايزيديين والاكراد وباقي الاقليات المذهبية والدينية والقومية في المنطقة، الا ان خطرها على الجماعة على السنة في المستقبل، اكبر بكثير من خطرها على غيرهم اليوم، لسبب بسيط وهو ان الممارسات الهمجية لهذه الجماعة، والتي خرجت عن كل ماهو مألوف، ستجير باسم السنة.

صحيح ان رفع "داعش" راية الدفاع عن السنة ، كذبة كبيرة ، يعرفها السنة قبل غيرهم ، ولكن للاسف الشديد ان جيوشا من دعاة الوهابية السلفية ، تنفخ ليل نهار في هذه الكذبة حتى صدقها بعض السذج من السنة ، لاسيما عندما يتم تشويه الحقائق فيما يجري في العراق وسوريا ، حيث يتم اظهار"داعش" كأنها حامي السنة امام  "الابادة الجماعية"!! التي يتعرضون لها على ايدي "الشيعة والعلويين"!!.

ان كذبة "داعش" حول الدفاع عن السنة، تفضحها جرائمها بحق السنة في مصر وليبيا وتونس والجزائر ومالي ونيجيريا والدول الاخرى ، حيث لا وجود للشيعة ولا العلويين في هذه الدول ، بينما حفلات الدم والذبح والتفجيرات والاغتيالات والقتل تجري على قدم وساق ، وهو مايؤكد الطبيعة الدموية لهذه الجماعة والاجندات المفضوحة التي تنفذها ، والتي  تصب من الالف الى الياء في صالح اعداء الامة الاسلامية وفي مقدمتهم "اسرائيل".

آخر ما ترشح عن العقول المتخلفة والمتعفنة للسلفية الوهابية ، التي تحولت الى اداة قذرة بيد الصهيونية العالمية لتشويه صورة الاسلام والمسلمين والاساءة الى رموزهم وفي مقدمتها نبي الاسلام العظيم محمد بن عبدالله (صلى الله عليه واله) وصحابته الاجلاء (رضوان الله عليهم )، كان الهذيان الذي ترشح عن الداعية الوهابي السلفي الارهابي الملطخة يديه حتى المرفقين بدماء الجيش والشباب اللبناني ، الهارب من وجه العدالة  المدعو احمد الاسير ، الذي وصل به الحقد الاعمى والجهل المطبق الى ان يشبه متوحشي "داعش" بصحابة رسول (صلى الله عليه وآله) ، وهذا الادعاء الاخرق الاثم يأتي في اطار دفاعه عن المدافعين عن السنة!!.

فقد غرّد هذا المجرم على حسابه الشخصي في موقع "تويتر"، بمناسبة دخول "داعش" الى مدينة الرمادي في محافظة الأنبارغربي العراق قائلا: "شهادة لله، قولوا في مجاهدي الدولة الإسلامية ما شئتم، فوالله لا تذكّرني دماؤهم الزكيّة إلا بدماء الصحابة الكرام .. إنما ثار مجاهدو الدولة الإسلامية لله ثم نصرة لأهل السنة".

وعن القتال الدائر بين "داعش" وبين باقي الزمر التكفيرية مثل "جبهة النصرة" ، على المغانم والمناصب يقول الأسير: "لستُ أهلا لأحكم بين المجاهدين في خلافهم. اختلف الصحابة فيما بينهم ثم ألّف الله بين قلوبهم، فأرجو الله أن يؤلّف بين المجاهدين جميعا"

من المؤكد وامام هذا الغثيان للكارثة المعروفة ب"احمد الاسير" ، سيتبادر  للقارىء الكريم هذا السؤال ، كما تبادر لي وانا اقرأ وقاحة هذا المعتوه ، وهو : هل هذا الرجل جاهل ومتعصب وغبي يقول ويتصرف وفق ما تمليه عليه وهابيته المتخلفة ، ام انه عميل وخائن يعمل وفق اجندة مدروسة للاساءة الى الاسلام ونبيه الكريم (صلى الله عليه وآله) والمسلمين اجمعين وفي مقدمتهم السنة؟.

اعتقد وقبل الاجابة على هذا السؤال لابد من التأكيد على ان من الخطأ حصر هذيان وحقد وكفر واساءة الوهابية  للاسلام ونبي الاسلام (صلى الله عليه وآله) وصحابة النبي (صلى الله عليه وآله) والمسلمين ، بتخلف الوهابية ، كما بدا واضحا من اقوال المجرم الاسير مثلا ، فهذا المذهب ، كما هو معروف تاريخيا ، انتشر في جزيرة العرب بفضل الدعم الذي حصل عليه من المستعمر البريطاني ، الذي كان يعرف ان هذا المذهب سيكون معولا لهدم الاسلام ، الذي راى فيه هذا المستعمر الخطر الوحيد امام هيمنته على المنطقة مستقبلا ، كما سيكون ظهيرا مخلصا للصهيونية التي زرعها المستعمر البريطاني في فلسطين ، لذلك يمكن القول ان امثال الاسير وان كانوا متخلفين جهلة ، الا انهم ادوات في غاية الخطورة بيد الغرب والصهيونية العالمية.

ان ظهور امثال المجرم الهارب احمد الاسير في لبنان لم يكن من باب الصدفة ، بل ان ظهورهم  وانتشارهم جاء انتقاما للمقاومة الاسلامية المتمثلة  بحزب الله ، التي اذلت "اسرائيل" وفرضت عليها معادلة الرعب ، وكسرت اسطورة الجيش الذي لا يقهر ، فكان لابد من طعن المقاومة بالظهر من خلال هذه الخناجر المسمومة امثال الاسير وغيره في لبنان.  . فالاسير ملاحق من قبل القضاء اللبناني ، لزعامته عصابة  تكفيرية اجرامية ، عكرت صفو مدينة صيدا اللبنانية وعرضت السلم الاهلي في لبنان للخطر ، وقتلت العديد من الضباط والجنود اللبنانيين والمواطنين الابرياء ، تحت ذريعة الدفاع عن السنة في لبنان ، وتمكن بعد جريمته النكراء في صيدا من الهروب ومازال متخفيا ، الا ان يظهر بين وقت واخر في تسجيلات صوتية وعبر تغريدات ، يهدد الجيش اللبناني ويحرض على الفتنة بين اللبنانيين بخطاب وهابي طائفي بغيض.

اما  حقيقة ما جرى في الرمادي  وقصة "الدماء الزكية لداعش" التي سالت في الرمادي والتي شبهها الاسير ب"دماء صحابة النبي (صلى الله عليه وآله) " ، فكشف عنها الشيخ احمد عبدالله البيلاوي احد شيوخ الانبار ، في مقابلة مع فضائية سعودية ، بوصفه شهود عيان على ما جرى في الرمادي عند دخول "داعش" اليها ، وهو من اهلها واعرف الناس بها من المجرم الهارب احمد الاسير ، والرجل سني ايضا و"ليس مطعونا في شهادته"!! ، قال الشيخ البيلاوي في تلك المقابلة : ان "داعش" هجمت على الرمادي ب17 الى 20 سيارة مفخخة ، انفجرت في اوقات متقاربة ، فاثارت حالة من الفوضى والارتباك بين الجنود وقوات الشرطة العراقية في المدينة ، ومن ثم دخل مقاتلو "داعش" الى المدينة وارتكبوا مجازر وحشية ضد الاهالي ، فقاموا بذبح المئات من الاطفال والنساء والشيوخ في الشوارع ، لخلق حالة من الذعر والخوف بين الناس ، مما دفع اكثر من 20 الف من اهالي المدينة الى مغادرتها ، وطلب الشيخ البيلاوي  من قوات الحشد الشعبي ( وهم بالمناسبة شيعة ) ان يتوجهوا الى الرمادي لتحريرها وانقاذ اهلها (السنة ) من "داعش" (التي تدعي الدفاع عن السنة)  ، التي اوصاها المجرم الاسير خيرا بأهلها!!.

يتفق جميع المحللين السياسيين العراقيين على ان "داعش" نجحت في السيطرة على الرمادي بعد الخيانة التي ارتكبتها بعض الاحزاب والشخصيات السياسية المنسوبة على السنة والى محافظة الانبار ، والمتمثلة بالحرب النفسية الظالمة التي شنوها على قوات الحشد الشعبي واتهامها بممارسة افعال طائفية لدى تحريرها تكريت ، وهو ما دفع هذه القوات الى وقف هجومها والانسحاب من المنطقة.

هذه كانت لمحة بسيطة عما جرى في الرمادي من فظاعات على يد "الدواعش" المجرمين ، ولكن خطر "داعش" على السنة اكبر من هذا بكثير ، فالخطر الحقيقي ل"داعش" والجماعات التي تطبل لها ، يكمن في تهديد السنة كمذهب، ترى ماذا يمكن ان يرسم الانسان السني البسيط من صورة لصحابة النبي (صلى الله عليه وآله) ، عندما يؤكد هذا الاسير الوهابي ان افعال "الدواعش" هي ذات افعال الصحابة ؟، كيف سينظر هذا السني البسيط الى الدين بشكل عام والى مذهبه بشكل خاص؟، كيف يمكن ان يكون هؤلاء "الدواعش" هم صحابة النبي (صلى الله عليه وآله) بينما لم يتركوا جريمة او منكر ضد الاسلام والانسان والحياة والطبيعة والحضارة والعقل ، الا وارتكبوها وابشع صورها؟ ، وماذا سيكون حكم هذا الانسان على مذهبه عندما يكون شخص مثل الاسير داعية له؟.

اخيرا ومن اجل وقف هذه الجريمة الكبرى التي تستهدف السنة كمذهب على يد "الدواعش" والوهابية ومشايخها ودعاتها ، على النخب السنية من علماء دين ومفكرين واعلاميين وفنانيين ، ان يشكلوا جبهة واحدة ضد المعسكر الظلامي  المؤلف من "داعش" وحماته ، ويعلنوا جهارا نهارا ومرارا وتكرارا ، ان ما تفعله "داعش" في العراق وسوريا ولبنان ومصر وليبيا واليمن وتونس والجزائر ونيجيريا ومالي وباقي البلدان الاخرى ، لا علاقة له بالسنة ، بل هدفه القضاء على السنة ، وان يفضحوا الجهات التي تدعم وتمول "داعش" والمجموعات التكفيرية  بالاموال والسلاح  ، وتغذيها بالافكار الهدامة وفي مقدمتها الوهابية ، وذلك قبل فوات الاوان.

سامح مظهر - شفقنا