قطر توقف فريقا لبي بي سي لمتابعتهم احوال العمال المزرية

قطر توقف فريقا لبي بي سي لمتابعتهم احوال العمال المزرية
الأربعاء ٢٠ مايو ٢٠١٥ - ٠٦:٥٥ بتوقيت غرينتش

أوقفت السلطات القطرية لأكثر من 24 ساعة فريقا تابعا لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي دُعي للاطلاع على الأحوال المعيشية للعمال في مواقع البناء الخاصة باستضافة كأس العالم لكرة القدم في العام 2022.

وقال مارك لوبل، مراسل بي بي سي ومقره دبي، إنه اعتقل وثلاثة من زملائه في العاصمة الدوحة أثناء محاولتهم تصوير مجموعة من العمال النيباليين بداية الشهر الحالي، بحسب وكالة فرانس برس.

وهذه المرة الثانية خلال أسابيع التي تعتقل فيها السلطات القطرية صحافيين يعملون على تقارير حول الأحوال المعيشية للعمال المهاجرين. وفي مارس/آذار، احتجز مراسل لمحطة ألمانية وزملاء له أثناء تصويرهم في منطقة في الدوحة يعيش فيها الكثير من العمال.

ويأتي احتجاز الصحافيين في وقت تطلق فيه قطر حملة علاقات عامة للرد على انتقادات دولية لها حول سياستها تجاه العمال الأجانب.

وقال لوبل: انه تم احتجازه مع زملائه الثلاثة أكثر من 24 ساعة ليمضوا بذلك ليلتين في السجن، ومُنع لاحقا من مغادرة البلاد لحوالي أسبوع، مشيراً الى انه تمت مصادرة معداتهم وحاجياتهم ولم يستعيدوها حتى الآن.

واوضح، "فجأة أحاطت بعربتنا ثماني سيارات بيضاء اللون ووجهتنا إلى طريق جانبي. فتشنا 12 رجل أمن في الطريق وصرخوا في وجهنا حين حاولنا الكلام. أخذوا معداتنا والأقراص الصلبة وذهبوا بنا إلى مقراتهم".

وتابع "في وقت لاحق، في مركز الشرطة الرئيس في المدينة، استجوب عناصر الاستخبارات كلا منا بشكل منفصل، أنا والمصور والمترجم والسائق. وطريقة الاستجواب كانت عدائية".

هذا وقد انتقدت بي بي سي في بيان الاجراء القطري، وقالت: ان "وجود فريقها في قطر لم يكن سرا وكانوا يعملون على موضوع صحافي مناسب تماما"، نافية مزاعم سيف آل ثاني مسؤول المكتب الاعلامي للحكومة القطرية بقيام الطاقم الصحافي بانتهاك القوانين القطرية و"الدخول الى مخيم للعمال ليلاً من دون انتظار برنامج الجولة التي تقيمها الحكومة".

وأضاف بيان بي بي سي أن "السلطات القطرية قدمت مجموعة من المزاعم المتضاربة لتبرير الاحتجاز، وجميعها ينفيها الفريق"، مشيرة إلى أنها "تحث السلطات القطرية على تقديم شرح كامل وعلى إعادة المعدات المصادرة".

وبدوره كتب الباحث في منظمة "هيومن رايتس ووتش" نيكولاس ماك غيهاس على حسابه على تويتر إن اعتقال صحافيي البي بي سي له أثر "سيء جدا" على حملة "العلاقات العامة" التي تقوم بها قطر.

وأعلنت الحكومة القطرية خلال ألاسابيع الماضية أنها تسعى لتحسين الأحوال المعيشية للعمال المهاجرين، إذ أنها وضعت نظاما لحمايتهم لضمان تسلمهم أجورهم في الوقت المناسب كما أنها تبني أحياء سكنية لهم.

وقالت أيضا أنها ستنهي قريبا نظام الكفالة الذي ينص على أن يكون هناك كفيل قطري لأي عامل أجنبي، الأمر الذي يصفه منتقدون بأنه يشبه العبودية.

ومن جهتها بعثت حملة "فيفا جديدة اليوم" (نيو فيفا ناو)، الداعية الى تغيير جذري في الاتحاد الدولي لكرة القدم، رسائل إلى ثماني شركات راعية للفيفا وهي أديداس، وغازبروم، وهيونداي، وكيا وبادويزر وكوكا كولا وفيزا، تحثها فيها على التحدث عن أوضاع العمال في قطر.

وقال النائب البريطاني داميان كولينز، الداعم للحملة، "أيادي الفيفا ملطخة بالدماء، كما تلك الشركات الراعية لها طالما غضت النظر عما يحصل هناك" في قطر.

وأضاف: "لو أن أبقار شركة مكدونالدز كانت تربى في مثل هذه الظروف لرفضتم أكل البرغر الذي تصنعه".