مساع لإعادة القضية الفلسطينية إلى مناهج التدريس في تونس

الخميس ٢٨ مايو ٢٠١٥ - ٠٤:٠٤ بتوقيت غرينتش

تونس (العالم) 2015.05.28 ـ تتوالى في تونس دعوات عدد من القوى السياسية لإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية في المناهج الدراسية بعد عقود من تهميشها خلال حكم زين العابدين بن علي. وتهدف المبادرة إلى توعية الجيل الجديد بمركزية القضية الفلسطينية وارتباطها بالهوية العربية والإسلامية والحد من محاولات طمسها.

هذا ولم تعد التحركات المناهضة لمحاولات التغلغل الصهيوني بتونس، تختزل لوحدها المعركة ضد التطبيع.. فمع تنامي الوعي في وجدان التونسيين بثقافة المقاومة تتجه الفعاليات الوطنية نحو المطالبة بإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية ضمن برامج التعليم.

وأكد عضو كتلة الجبهة الشعبية في البرلمان التونسي النائب أيمن العلوي في حديث لمراسلنا على ضرورة إعادة الدور المحوري والمركزي للقضية الفلسطينية إلى لمناهج التربوية في تونس "حتى تربى هذه الأجيال على معاناة الشعب الفلسطيني وعلى أهمية هذه القضية."

وتأتي المبادرة بالتزامن مع الاستشارة التي أطلقتها الحكومة التونسية لإعادة هيكلة منظومة التعليم الابتدائي والثانوي والتي كانت محل انتقادات حادة من المختصين وقوى المعارضة بالبرلمان نتيجة الأبعاد التغريبية في المقررات المدرسية التي أرساها النظام السابق.

وفي حديث لمراسلنا لفت المؤرخ والأستاذ في الجامعة التونسية مراد اليعقوبي إلى ضرورة التركيز على ما أسماه "التوجه التفاوضي في حال القضية الفلسطينية"، وأضاف أنه: ليس من حق أحد أن يفرض علينا رؤية معينة، ولابد على الأقل من طرح كل الرؤى والحديث عن المقاومة.

ويتطلب تكريس القضية الفلسطينية ضمن البرامج البيداغوجية (طرق التدريس) حسب الخبراء ربطها بمحاور الهوية والتاريخ والثقافة العربيية والإسلامية.. خطوة قد تمثل اختباراً لاستقلالية المنظومة التربوية الوطنية في مواجهة المناهج المسقطة وإملاءات الدوائر الغربية التي تعمد على تغيب هذه المفاهيم.

ونوه عضو الائتلاف التونسي لمناهضة التطبيع والصهيونية محمد كمال الغربي أن هذا المسعى يصطدم بإرادة دولية من أجل إفراغ المحتويات المضمونية التربوية في تونس ومحو كل صلة لها بالقضية الفلسطينة.

هذا ويعتمد بناء جيل جديد متمسك بثوابته الوطنية ومسؤولياته التاريخية تجاه فلسطين على إعادة الاعتبار إلى مفهوم الهوية والمقاومة والانتماء العربي والإسلامي إلى برامج التعليم في تونس بعد عقود من التهميش والتمييع، اعتماداً على أن بناء المواقف يرتكز إلى بناء العقول.
05.28     FA