كيف تفجرت العنصرية الصهيونية ضد الفلاشا؟

السبت ١٣ يونيو ٢٠١٥ - ٠٤:٣٢ بتوقيت غرينتش

*لم تعد ما تسمى أرض العسل تغري يهود العالم بالهجرة إلى فلسطين المحتلة فمن فيها حاليا بدأوا يحزمون الحقائب للعودة إلى بلدانهم الأصلية أو يفكرون بذلك. العنصرية والتمييز ثابت بدأ يترك تداعياته على الاستقرار وعلى شرائح واسعة من اليهود الشرقيين أو من أصحاب الجلدة السمراء كحال اليهود الأثيوبيين .

هذه ليست اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين، كما جرت العادة، إنما هي مواجهة بين الشرطة واليهود الأثيوبيين المعروفين باسم الفلاشة، خرجوا في مظاهرات ضد ما وصفوه بالتمييز الذي يتعرضون له في إسرائيل، الآلاف منهم نزلوا إلى الشارع في تل أبيب رافعين لافتات تندد بعنف الشرطة الإسرائيلية تجاههم وتطالب بالمساواة مع البقية في الكيان العبري.

التمييز العنصري ضد اليهود الفلاشا بدأ منذ استقدام أفواج منهم إلى فلسطين المحتلة على دفعتين سنة 1984 و1994 ويعيش حاليا أكثر من 135 ألفا منهم في ظل اضطهاد مشهود تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة.

من جهته الرئيس الإسرائيلي أروفن رفلي اعترف أن الدولة العبرية ارتكبت أخطاءً أدت إلى فتح جرح لدى الأقلية الإسرائيلية من أصل أثيوبي.

- فإلى أين سيؤدي هذا الجرح النازف في المجتمع الصهيوني كما يقول رئيس الكيان الإسرائيلي؟

- و كيف يمكن تفسير انقلاب الصورة هنا، عندما يدّع الكيان الإسرائيلي الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان وما يجري للأثيوبيين الفلاشة؟

*رئيس الموساد خائف على مستقبل إسرائيل، رئيس جهاز الموساد السابق اسمه شافيك كتب مقال يقول بأنه لأول مرة خائف على مستقبل إسرائيل، ويرى المشروع الصهيوني ينهار وإسرائيل نفسها تنهار، ويقول يا ترى سيرجع ثانية الإسرائيليين واليهود يتركوا فلسطين ويذهبوا أيضاً شتات مرة ثانية، وهم هناك ينتظروا نزول المسيح في آخر الزمان، هل يا ترى سينتهي المشروع الصهيوني وتنتهي إسرائيل تماماً. هذه تخوفات رئيس الموساد السابق الذي يقول لأول مرة في حياتي أشعر أن مستقبل إسرائيل في خطر.

شيئاً فشيئاً يتكشف الخلل في التركيبة البنيوية للخليطة الذي حاول قادة الاحتلال الإسرائيلي تصويرها كمجتمع قومي يتشارك التوجهات والأهداف نفسها.هذه المحاولات تجلت بالعمل على استقطاب اليهود من العالم تحت شعار العيش في كنف دولتهم اليهودية. كاتب وسياسي يهودي كبير في أميركا اسمه هنري سغمد من كبار قادة اليهود في أميركا يقول إن الفلسطينيين الذي كان عندهم شعور باليأس وعدم الأمان، نقلوا هذا الشعور للإسرائيليين، ويقول حالياً الإسرائيليين عندهم شعور بعدم الأمان وعندهم يأس من المستقبل، وحالياً في هجرة مضادة، كانوا زمان في الهجرة اليهودية إلى إسرائيل، والآن في الهجرة اليهودية من إسرائيل.

فالسؤال الان:

ـ ألهذا الحد وصلت الأمور في الكيان الإسرائيلي حيث الدعوات للعودة إلى البلدان الأصلية من جانب اليهود؟

الضيف:

سهيل الناطور - متابع للشأن الاسرائيلي