صلة اليهود بالقدس خرافة !

صلة اليهود بالقدس خرافة !
السبت ٠٤ يوليو ٢٠١٥ - ٠٨:٥٥ بتوقيت غرينتش

ليس هناك ما يشير أو يؤكد صلة اليهود بالقدس كما تدعي الصهيونية التي تدعم خرافات ما يقوله التوراتيون . خبر صحيفة ( الجيروساليم بوست ) الذي نشرته مؤخرا لا يعجب اسرائيل وان كان مصدره جريدة لها مصداقية .والخبر بلا شك محبط لاسرائيل والرواية التوراتية الذي تتعلق بالقدس والاجابة عن سؤال شغل علماء الاثار حول « اليهود والقدس « وصلتها بالرواية التوراتية . فقد حاولت اسرائيل مواصلة خداعها للرأي العام العالمي منذ وجودها «كدولة « عام 1948 كما فعلت قبل ذلك لاستجلاب يهود العالم لفلسطين بشتى وسائل الدعاية والاعلام والاموال الصهيونية في الغرب لخلق تاريخ ديني واجتماعي وعمراني مزوّر يوثّق حقهم في المدينة المقدسة . ولكن أبحاث علماء الاثار الجادة خلال سنوات طويلة طويلة ومنذ الستينيات من القرن الماضي تفضح أوهام وأساطير اليهودية والصهيونية التي مازالت تحاول تزوير التاريخ .

يدعي التوراتيون اليهود والاساطير الصهيونية بأن القدس كانت عاصمة «لمملكة داوود الموحدة «المزعومة قبل ثلاثة آلاف سنة , وقام سليمان ابن داوود ببناء « الهيكل « في القدس وهو الذي» حكم امبراطورية «تمتد من مصر حتى الفرات . هذه الاسطورة تناقلها اليهود التوراتيون وصدقوها وظلوا يبكون على حائط البراق الذي يشكل سور الحرم الشريف و الذي يسمونه « حائط المبكى» ويدعون أنه جزء من هذا الخيال الجامح علهم يعيدون الهيكل الخيالي المبني تحته. . ولم يكتف اليهود بذلك فهم يريدون ارجاع عهدهم التليد الذي لم يكن يوما حقيقة كما أثبت علماء الاثار والأنثروبولوجيا الذين ينقبون عن الاثار في القدس بشكل متواصل ليتحققوا من هذا الادعاء ويوثقونه , وبعضهم بتكليف من الدولة .
وفي دراسة جادة نشرت على الفيس بوك خلال عام 2010 للدكتور فرج الله أحمد تحت عنوان « نتائج التنقيبات « يبيّن فيها فشل العلماء من ايجاد أية مؤشرات علمية . وتشير الدراسات التي أجريت منذ 1967 زيف الادعاءات بما فيها بعثة خاصة من علماء الصهاينة , كلفت من قبل اسحاق رابين ,لاعداد تقرير عن نتائج الابحاث منذ 1948 .ومدى تطابقها مع روايات التوراة . واهتم نتنياهو بشكل خاص بمتابعة نتائج الابحاث , حيث قدم التقرير له , وليطلع على أقوال المؤرخ الامريكي ( توماس طومسون) الذي دقق في» التنقيبات « الاسرائيلية التي أجريت في فلسطين . ووجد الباحث أن ( لجنة منع هدم آثار الهيكل ) قدمت التماسا أمام المحكمة العليا في الكيان الصهيوني لايقاف الاعمال التي تقوم بها ادارة الاوقاف الاسلامية , خوفا على الهيكل , وكانت اللجنة ادعت كشف قطع أثرية تعود للهيكل المزعوم . ويقول طومسون إن « اسرائيل التي يقدمها العهد القديم تقف على تباين حاد مع اسرائيل التي نعرفها من العمل الاثاري الميداني « . ومن علماء الاثار المعروفين أيضا الذين فضحوا محاولة اسرائيل تزوير التاريخ ,كيت وايدلام رئيس قسم اللاهوت بجامعة شفيلد في بريطانيا ما وثقه في كتابه المعنون « اختلاف اسرائيل القديمة – اسكات التاريخ الفلسطيني « . ووجد عالم آثار آخر أن الحائط الجنوبي للمسجد الاقصى بناء اسلامي ولا يوجد أسفله أية آثار يهودية تتعلق بالهيكل . ولم يجد بيجال شيلوح ما يشير الى مدينة داوود .
اليوم يطلع علينا فنكلشتاين الملقب ب»أبو الاثار « في اسرائيل , برأي علمي « لم يعثر علماء الاثار اليهود على شواهد تاريخية او اثرية تدعم بعض القصص الواردة في التوراة ...» ويؤكد فنكلشتاين أن سليمان ابن داوود باني الهيكل المزعوم مشكوك فيه أيضا . مثل هذا الرأي الاخير الذي لا تريده وسائل الاعلام الصهيونية أن ينتشر على أوسع نطاق , هوبعض من دراسات كثيرة تفضح نوايا اسرائيل المتواصلة بتهويد القدس وخلخلة اساسات الاقصى لتهدمه كما تحلم وكما تملي عليها خرافات التوراة.
وبالرغم من كل هذه الدراسات والابحاث التي تفضح اسرائيل وهي من علماء يهود يقطنون اسرائيل , ها هي اليوم توسع تسلطها واستعمارها كل يوم داخل القدس القديمة وخارج السور . تقوم اليوم بهدم أماكن في سلوان وادي حلوة , ولتستمر في حفرياتها من سلوان الى البراق . ولا يهتم نتنياهو بأية دراسات حتى وان كانت من أطراف يهودية . اسرائيل ماضية في تهويد ما تبقى من مدينة القدس لتحقق خرافاتها . ويتزامن نشر رأي عالم الاثار الابرز , مع تصميم اسرائيل للمضي في بناء 1600 وحدة استيطانية في القدس الشرقية ضاربة بعرض الحائط بكل من يرفض هذا الاستعمار الذي يحتل الارض ويتمسك بالخرافات ويزور التاريخ .

كلمات دليلية :