يوم القدس......... رباط إلى يوم الدين

يوم القدس......... رباط إلى يوم الدين
السبت ٠٤ يوليو ٢٠١٥ - ٠٩:٢٢ بتوقيت غرينتش

اعتبر يوم السابع من آب عام 1979، يوماً تاريخياً أعلن فيه سماحة آية الله العظمى السيد روح الله الخميني يوم القدس العالمي، حيث جاء الإعلان بعد ستة أشهر من عودته إلى إيران وبعد أربعة أشهر من قيام الجمهورية الإسلامية أي في تموز من العام 1979 م مما يؤكد على مدى حضور هذه القضية، وعلى حيّز الأولوية الذي شغلته في فكر الإمام .

وأكد سماحة الإمام الخميني ( قدس سره) على موقع الجهاد من أجل القدس، في تحديد معالم المعركة بين المستضعفين والمستكبرين، وهو ما تتكشف معانيه في يوم القدس، الذي اعتبره، يوما يجب أن تتحدد فيه مصائر الشعوب المستضعفة، يوما يجب أن تعلن فيه الشعوب المستضعفة عن وجودها في مقابل المستكبرين، مؤكدةً دعوته إلى جميع المسلمين في العالم العربي والعالم الإسلامي باعتبار آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، يوما للقدس، التي يمكن أن تكون مصيرية للشعب الفلسطيني بفرض قراراته وتحديد وجهته المستقبلية اتجاه فلسطين والقدس. وأن تعلن الهيئات والمؤسسات الدينية العالمية، للمسلمين دفاعهم عن الحقوق القانونية للشعب الفلسطيني.
جاءت هذه الدعوة للقيام بخطوات أكثر عملية تجاه القدس الإسلامية، لتتحول الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، إلى يوم عالمي للقدس، وكما بين سماحة آية الله العظمى الإمام الخميني ( قدس سره) بقوله:
"على الشعوب الإسلامية أن تفكر بإنقاذ فلسطين وان تعلن للعالم عن غضبها واستنكارها للممارسات التساومية الاستسلامية للحكام العملاء والخونة الذين ضيّعوا آمال وجماهير مسلمي الأرض المحتلة".
وكما قال:"إذا أردتم أن تنقذوا فلسطين فعلى الشعوب أن تثور بنفسها وتدفع حكوماتها لمواجهة "إسرائيل".
ومن هذا المنطلق دعا إلى  ثورة شعوب المسلمين التي عانت من ظلم أمريكا وغيرها، وعليه فإن يوم القدس سيكون مميزا بين المنافقين والملتزمين فالملتزمون يعتبرونه يوما للقدس والمنافقون يعتبرونه يوما لإقامة العلاقات مع القوى الكبرى خلف الكواليس والذين هم أصدقاء لإسرائيل ، ويجب التظاهر ضدهم، نعم إن يوم القدس هو محطة ومناسبة لتجميع المستضعفين وتوحيد كلمتهم بما يمكن ان يؤسس لحزب المستضعفين.
بعد إعطاء كل هذه الأبعاد الحقيقية ليوم القدس شدد الخميني قدس سره على ضرورة إحياء هذا يوم القدس، الذي جعل له شعائر خاصة تعبر عن حقيقة الإحياء، فليس الأمر مجرد رفضٍ للصهيونية ولهيمنتها ولتسلطها وليس هو مجرد النكران القلبي للظلم الناتج عن احتلال القدس، ومشروع تهويدها، إنما الأمر يتعدى ذلك إلى التحرك والنزول إلى الشارع والتعبير العملي عن الاستنكار والرفض للصهيونية وللاستكبار.
*محمد عبد الفتاح

كلمات دليلية :