السعودية وتركيا والمهمة المستحيلة

السعودية وتركيا والمهمة المستحيلة
الإثنين ٠٦ يوليو ٢٠١٥ - ٠٧:٢١ بتوقيت غرينتش

الدور الجبان والمخزي ، الذي تضطلع به السعودية وتركيا ازاء ما يجري في اليمن وسوريا ، سيبقى عالقا في اذهان الشعبين اليمني والسوري جيلا بعد جيل ، لما تسببه من كوارث ومأساة ، حولت اليمن وسوريا ساحتين يصول ويجول فيهما الموت والخراب.

السعودية وتركيا وعوضا ان يكونا عاملي استقرار لجاريهما اليمن وسوريا ، كانا ومازالا عاملي فتنة وقتل ودمار ، ، ولم يتورعا حتى عن استقدام كل مجرمي وارهابي العالم من التكفيريين ،وفتح حدودهما لنقلهم الى اليمن وسوريا ومدهم بالسلاح والمال وكل اسباب الدعم ، لنشر الحقد والفوضى ، تنفيذا لاجندة اسيادهم ، الذين يرون في اليمن الجديد وسوريا خطرين كامنين يمكن ان يهددا المشروع الصهيوامريكي الهادف الى تقسيم المنطقة وتشريد شعوبها.

لم نقصد ان نتحدث بلغة عاطفية عندما وصفنا الدور السعودي والتركي في اليمن وسوريا ، بالجبان ، فالجُبن هي اكثر الاوصاف دقة لهذا الدور ، فلا السعودية ولا تركيا ، حاربا بجيشهما في اليمن وسوريا ، بل اختفا وراء جيوش من التكفيريين من امثال “داعش” و القاعدة وباقي الجماعات الاخرى ، عاثت وتعيث فسادا ودمارا في اليمن وسوريا ، وتلقى كل الدعم من الجيشين السعودي والتركي في الخفاء والعلن.

ففي هذه الايام يدخل العدوان السعودي على اليمن شهره الرابع ، ولم يتبق في اليمن هدفا عسكريا ولا مدنيا لم تسقط عليه صواريخ الحقد السعودية ، بل ان بعض الاهداف قصفت عشرات المرات خلال الاشهر الثلاثة الماضية ، وقتلت هذه الصواريخ اكثر من 3000 يمني جلهم من الاطفال والنساء ، ودمرت كل البنى التحتية لليمن ، واوصلت الاوضاع في هذا البلد الى حافة المجاعة ، ولكن رغم ذلك لم يتجرأ السعوديون ان يرسلوا جنديا واحدا لمواجهة اليمنيين على الارض ، الامر الذي يؤكد صحة ما ذهبنا اليه من وصفهم بالجبن .

ما يؤكد حالة الخوف والهلع لدى الجيش السعودي ، محاولاته المستمية لتجنيد شذاذ الافاق من القاعدة و “داعش” وعصابات الاصلاح العميلة والانفصاليين ، مدهم بكل ما يطلبون من سلاح وعتاد ومال ، والزج بهم الى ساحة القتال مع غطاء جوي ، بهدف تحقيق ولو انتصار وهمي على الارض ، يمكن ان يحفظ ماء وجه السعودية ، الذي تبخر منذ اليوم الاول للعدوان ، دون ادنى مبالاة بنتائج مثل هذا الدعم الذي سينتهي في صالح نجاحه الى تقسيم اليمن واطلاق يد التكفيريين مثل القاعدة و “داعش” كما هو الحال في محافظة حضرموت.

هذا الجار السيىء لا يماثله في المنطقة الا الجار التركي ، الذي يمارس ذات الدور الجبان في سوريا ولكن بطريقة اخرى ، حيث يتربص الجيش التركي الدوائر بالجار السوري ، منتظرا ان يصل الجيش السوري الى حالة من الضعف كي ينقض على الاراضي السورية ، وهو ما تؤكده تصريحات السلطان العثماني الجديد رجب اردوغان ، الذي يعتقد ان جيوش التكفيريين الذين ارسلهم الى سوريا ، خلال السنوات الاربع الماضية ، حققوا له اهدافه في اضعاف الجيش السوري وانهاكه ، وما بات منه الا ان يرسل جنوده الى شمال سوريا ، لتحقيق حلمه القديم في ضم تلك المناطق ومنها حلب الى امبراطوريته العثمانية الجديدة ، والاسراع في اسقاط الحكومة السورية وتجزئة سوريا ، خدمة لاسياده في تل ابيبب.

لسنا هنا في وارد الرد على هذيان اردوغان وحلمه في اضعاف الجيش السوري وما حققه الافاقون من المجرمين الذين دس بهم داخل سوريا ، فهي لا تستحق الرد فلا الوضع التركي ولا الوضع السوري ولا الوضع الاقليمي ولا الوضع الدولي ، وقبل كل هذا وذاك ، ولا وضع الجيش التركي ، يسمح له بتمرير خطته الغبية في سوريا.

من الواضح جدا ان الهدف الرئيسي لجاري السوء لليمن وسوريا ، هو تقسيم هذين البلدين العربيين ، مستعينين بالتكفيريين المجرمين لتحقيق ، خدمة لاسيادهما في تل ابيب و واشنطن ، الامر الذي يكثف وصف العار والخزي لدور السعودية وتركيا ومهمتهما المستحيلة في اليمن وسوريا ، فلا خزي ولا عار اكبر من تواطؤ دولة تدعي انها “زعيمة العالم السني” وتحتضن الحرمين الشريفين ، ودولة تدعي انها وريثة الامبراطورية العثمانية وتنافس الاولى على زعامة “العالم السني” ، مع اعداء الامة من الصهاينة والمستكبرين ، لتجزئة وتقسيم البلدان الاسلامية.

بغض النظر عما تفعل السعودية وتركيا ، وعمن يقف وراءهما ويحرضهما ، وبغض النظر عن كل ما يخطط له ضد اليمن وسوريا ، فان النصر لن يكون الا حليف الشعبين اليمني والسوري ، فالتجربة التاريخية اثبتت ان الشعوب التي تتكل على نفسها بعد الله ، لن تهزم ، وما دخول العدوان السعودي على اليمن شهره الرابع ، دون ان يحقق اي هدف من اهدافه الا تعزيز شوكة التكفيريين من القاعدة و “داعش” وعصابات الاصلاح ، وقتل النساء والاطفال ، وما تردد وضعف اردوغان في ارسال جيشه الذي كان ومازال يقف وراء التكفيريين من القاعدة و “داعش” خوفا من مواجهة الجيش السوري على الارض ، الا دليلا على هزيمة الاشرار والتكفيريين ومن وراءهم الجبناء ، وهم يجرون اذيال الخزي والعار.

*نبيل لطيف/ شفقنا