وقال جنتي خلال الجلسة الافتتاحية لـ"المؤتمر الاعلامي الدولي لمواجهة الارهاب التكفيري" الذي بدأ أعماله اليوم الجمعة في العاصمة السورية دمشق: "هذا المؤتمر يشكل فرصة للتفكير والتعلم ومد الجسور مع اصحاب الرأي وللاطلاع على تجاربهم القيمة بهدف التوصل الى مقاربات ثقافية واجتماعية والبحث عن حلول لإيقاف ظاهرة التطرف والعنف المشؤومة التي زرعتها التيارات التكفيرية".
واضاف: "اليوم تشهد الجغرافيا ذاتها ظروفا تجرب من خلالها مرة أخرى ذلك الجزء من ماضيها الذي كان مظلما ومليئا بالصراعات إذ يقف اليوم بوجهها تياران الاول الصليبيون الجدد والثاني التكفيريون ناقصو العقل والمعرفة من اتباع العصبيات".
وشدد جنتي على أنه "مهما كانت جذور الفكر المتطرف اليوم فإنه لم يغير هويته على مدى التاريخ ولكن حدود تأثيراته واستقطابه التي كانت تنحصر بالأمس بحلقات صغيرة أصبحت اليوم واسعة مترامية الأطراف".
واوضح "أن التكفيريين يعملون كأداة بيد مختلف أجهزة الأمن والاستخبارات التي تستهدف مجمل مساحة العالم الإسلامي وخاصة دول المقاومة كسوريا والعراق ويحاولون القضاء على اساس الهوية واصول الثقافة والحضارة التاريخية الظاهرة لتلك المناطق".
وتابع جنتي: "إن هؤلاء التكفيريين يعادون التاريخ والإرث الحضاري ويهدمون الأماكن الدينية والتاريخية ويدمرون كل ما يرتبط بالتجارب التاريخية للبشرية ولمنطقتهم… اذ لا مكانة للأخلاق في رؤية هؤلاء".
واشار الى ان "المنطقة كانت قبل هؤلاء التكفيريين تواجه فكرا مماثلا مليئا بالعنف ومحاولات الهيمنة هو الفكر الصهيوني الذي ارتكب مجازر ضد الإنسانية بحق الشعوب في الشرق الاوسط ومنها دير ياسين وصبرا وشاتيلا وحرق المسجد الاقصى المبارك بنار العصبية البغيضة".
واكد انه رغم هذه الجرائم وتشويه الحقائق بقيت بعض الخيارات الحية الأصيلة في العالم الإسلامي حكومات ومجتمعات تواجه هذه الظاهرة الخبيثة خلال تلك الفترة رافعة راية المقاومة لتحقق جزءا من تاريخ المقاومة ضد المحتل مؤكدة حرية الشعوب وكرامتها.
وشدد الوزير على أنه "كما أن محتلي القدس لم يتمكنوا عبر الجرائم التي ارتكبوها على مدى السنين بحق الشعب الفلسطيني من القضاء علي قضيته"، فلن يتمكن هؤلاء التكفيريون القتله من الوصول الى اهدافهم وكذلك لن تتمكن جماعة "داعش" وامثالها من "جبهة النصرة" وسائر الجماعات التي تحمل الفكر التكفيري وعبر العنف في سوريا والعراق من القضاء على الحرية والثقافة والحضارة الرحمانية النابعة من المبادئ الاسلامية".
ودعا جنتي للاهتمام بالمسؤوليات الجسام التي ينبغي تحمل أعبائها والتي تفرض في إطار مبدأ المصير المشترك التحرك لإنقاذ العالم الإسلامي والمنطقة من الوضع المأساوي الراهن، اعتبر أن المهمة الصعبة الأخري هي "أن نمحو تلك الصورة التي يحاول الفكر الإرهابي أن يرسمها ويقدمها عن الإسلام للمجتمعات غير المسلمة وخارج المنطقة وذلك باستخدام المنطق والبرهان".
وختم الوزير جنتي معربًا عن ثقته "بتحقيق النصر على الصهاينة والإرهابيين والتكفيريين قريبا بفضل القيادة الحكيمة والشجاعة لسورية وصمود شعبها وجيشها ودعم جبهة المقاومة لها".