المعلم:أي حل سياسي لا ينتج عن الحوار بين السوريين لن يجدي

المعلم:أي حل سياسي لا ينتج عن الحوار بين السوريين لن يجدي
الجمعة ٢٤ يوليو ٢٠١٥ - ٠٢:٠٤ بتوقيت غرينتش

بدأت اليوم الجمعة أعمال المؤتمر الاعلامي الدولي لمواجهة الإرهاب التكفيري الذي تقيمه وزارة الإعلام في دار الاسد للثقافة والفنون بدمشق.

أكد نائب وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال الجلسة الأولى للمؤتمر على أن “أي حل سياسي لا ينتج عن الحوار بين السوريين ولا يضع مكافحة الإرهاب أولوية لن يكون مجديا”.

وقال.. “لهذا أدعو أبناء سوريا ممن حملوا السلاح في وجه الدولة للعودة إلى صفوف الجيش السوري والقوات المسلحة لنحارب معا الإرهاب الذي يستهدف جميع السوريين ووحدة وسيادة الجمهورية العربية السورية”.

واضاف أن الحاجة لإقامة تحالف إقليمي ضد الارهاب كبيرة وخاصة في ظل فشل التحالف الذي أقامته الولايات المتحدة الأميركية لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، لافتا إلى أن دول الجوار لم تنفذ قرارات مجلس الأمن في مكافحة الإرهاب لذلك فإن أي جهد لمكافحة هذه الظاهرة سيبقى غير فاعل في حال عدم تنفيذ تلك الدول القرارات الدولية.

ولفت المعلم خلال الجلسة الأولى وعنوانها ” التحالف الإقليمي والدولي في مواجهة الإرهاب” إلى أن “هناك حديثا كثيرا عن الاتفاق النووي الإيراني وأثره على الأزمة في سوريا وبدون شك لا يزال الاهتمام الدولي بالاتفاق بين إيران والدول الست منصبا على نتائج أو متسمات هذا الاتفاق على الأزمات في المنطقة وأبرزها الأزمة في سوريا”.

 إيران دخلت المسرح الدولي من أوسع أبوابه

وقال المعلم ..”هذا الاتفاق لا جدل بأنه اتفاق تاريخي كونه حقق للشعب الإيراني الشقيق مصالحه الحيوية وأبرزها الاعتراف بحق إيران بالاستخدامات السلمية للطاقة الذرية والاعتراف بأن إيران دولة إقليمية كبرى على المسرح السياسي كما وفر لإيران إمكانيات مادية للنمو الاقتصادي وبالتالي دخلت إيران المسرح الدولي من أوسع أبوابه وكلما كان حليفنا قويا نكون أقوياء”.

وأضاف المعلم .. إن “هناك من يعتقد في الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة أن هذا الاتفاق سيمكن الغرب من التأثير على المواقف الإيرانية تجاه الأزمة في سوريا وهناك من يعتقد العكس ونحن نرى أن مواقف إيران تجاه الأزمة في سوريا لن تتغير وأكبر دليل على ذلك جرى مؤخرا عندما ألقى سماحة الإمام السيد علي خامنئي قائد الثورة الإسلامية في إيران خطبة العيد وكذلك تصريحات كبار المسؤولين الإيرانيين التي أكدوا فيها مواصلة دعمهم لمحور المقاومة بل وذهب بعضهم للقول بأن هذا الدعم سوف يتضاعف بعد الاتفاق”.

 إيران ستستمر بدعم الشعب السوري

ولفت المعلم إلى أن إيران قدمت كل أشكال الدعم للشعب السوري في نضاله ضد الإرهاب قبل الاتفاق النووي وخلاله وبعده وستستمر بذلك لأن مكافحة الإرهاب مسؤولية دولية وأخلاقية.. موجها الشكر لاضطلاع إيران بمسؤولياتها وداعيا في الوقت ذاته دول العالم لأن تحذو حذوها دفاعا عن الحق والحرية والسلام.

وقال المعلم ..إن “هذا الاتفاق يشكل اعترافا واضحا بمكانة إيران وأهمية دورها المحوري على الساحتين الإقليمية والدولية وبالتالي هو في الواقع امتحان لجدية الغرب وبخاصة الولايات المتحدة للاستفادة من هذه الحقيقة في مكافحة الإرهاب والبحث عن حلول سياسية عادلة لأزمات المنطقة” مشددا على أن “الشعب السوري فقط هو من يملك زمام الأمر في حل الأزمة في سوريا ولذلك مهما توهم الغرب بأن ما جرى يؤثر على الأزمة فإذا لم يكن هذا التأثير إيجابيا فلن يستطيع أحد في الدنيا أن يؤثر إلا الشعب السوري”.

الحاجة لإقامة تحالف إقليمي ودولي لمكافحة الإرهاب أكيدة

وحول الحديث الجاري عن تحالف إقليمي لمكافحة الإرهاب قال المعلم.. “أولا لا بد من توجيه الشكر لفخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي كان في مقدمة قادة العالم الذين عملوا من أجل بناء تحالف إقليمي ودولي حقيقي لمكافحة الارهاب.. الحاجة لإقامة هذا التحالف أكيدة وخاصة إذا نظرنا إلى فشل التحالف الذي بنته الولايات المتحدة في مكافحة إرهاب “داعش” ولقد مر عام على إنشاء التحالف الدولي دون أن يكون لذلك أثر حقيقي بل على العكس انتشر إرهاب “داعش” أكثر لأسباب عدة وللوقوف على بعضها لا بد من تحليل حقيقة الاستراتيجية الأميركية تجاه بلدان المنطقة وخاصة سوريا والعراق.. فهل تنوي الولايات المتحدة فعلا القضاء على داعش أم استخدامها لتحقيق أهدافها الاستراتيجية”.

 أي جهد لمكافحة الإرهاب غير فاعل ما لم تلتزم دول الجوار بتنفيذ قرارات مجلس الأمن

وأكد المعلم أنه “لا بد من الإشارة إلى أن دول الجوار المعروفة بتآمرها على الشعب السوري والمسؤولة عن سفك دمائه لم تنفذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وما زالت مستمرة في تمويل وتسليح وتدريب وتهريب الإرهابيين إلى داخل الأراضي السورية ولذلك فإن أي جهد لمكافحة الإرهاب سيبقى غير فاعل ما لم تلتزم هذه الدول بتنفيذ قرارات مجلس الأمن”.

وأضاف المعلم.. “إن الجيش العربي السوري والدفاع الوطني والمقاومة الوطنية اللبنانية هم من يتصدى فعلا للإرهاب المتمثل بتنظيم داعش وجبهة النصرة وأحرار الشام وغيرها من الكيانات المرتبطة بالقاعدة”.

وتابع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين إنه “مما سبق أستطيع الاستنتاج أن فرص إقامة تحالف إقليمي لمكافحة الإرهاب في القريب العاجل تحتاج إلى معجزة ولكن على المدى المتوسط فإن الضرورات الأمنية التي فرضها واقع انتشار الإرهاب ومخططات الإرهابيين المعلنة وبدء ارتداد الإرهاب على داعميه سيحتم على دول الجوار البحث مع الحكومة السورية عن إقامة هذا التحالف”.

وتساءل المعلم .. ” من الآن إلى حين إقامة هذا التحالف.. كم من الضحايا يجب أن يسقط من أبناء هذه البلدان حتى تصل إلى مراجعة صادقة لأخطاء سياساتها تجاه الشعب السوري” مضيفا ” إن إقامة هذا التحالف لن يعيد شهداء سوريا الأبرار إلى ذويهم.. لكن تضحيات الشهداء ودماءهم وصمود شعبنا وبطولات جيشنا هو الذي سيجبر الآخرين على إقامة مثل هذا التحالف باعتباره السبيل الناجح لمكافحة الإرهاب”.

لدى الحكومة السورية أفكاراً بناءة لحل سياسي شامل
وفي موضوع الحل السياسي للأزمة في سوريا أكد المعلم أن “لدى الحكومة السورية أفكارا بناءة لحل سياسي شامل يسهم في رسم مستقبل سوريا” مضيفا “لكننا لا نتحدث عن هذه الأفكار حتى لا يفسر البعض بأننا نحاول فرضها بل نترك ذلك للحوار بين السوريين.. الحوار الذي بدأ في موسكو دون إملاءات خارجية ونحن نوءكد بأننا ملتزمون بتنفيذ مخرجات هذا الحوار وما زلنا نعتقد بأن الذهاب إلى جنيف 3 سابق لأوانه ما لم يتوصل السوريون فيما بينهم إلى معالجة قضاياهم وعلى هذا الأساس رحبنا في موسكو باحتمال عقد موسكو 3 من أجل التحضير الجيد لموءتمر جنيف”.

كلمات دليلية :