عراقجي:الاختبارات الصاروخية الايرانية لاتنتهك اتفاق فيينا

عراقجي:الاختبارات الصاروخية الايرانية لاتنتهك اتفاق فيينا
الأحد ٢٦ يوليو ٢٠١٥ - ٠٦:٠٠ بتوقيت غرينتش

طهران ( العالم ) – 26-7-2015- قال مساعد وزيرالخارجية الايراني في الشؤون القانونية والدولية عباس عراقجي ان الاختبارات الصاروحية القصيرة المدى التي تجريها الجمهورية الاسلامية الايرانية لاتنتهك اتفاق فيينا المبرم بين طهران ومجموعة 5+1 .

وقال عراقجي في تصريح ادلى به مساء الاحد لقناة " العالم " عبر برنامج " من طهران "، حول الموضوع المرتبط بالصواريخ الايرانية الذي يشير اليه قرار مجلس الامن الدولي، قال: ان القرار في البند المتعلق بالموضوع الصاروخي يستخدم عبارة ليس فيها الزام قطعي او قانوني لايران، ويريد من ايران فقط ان لاتقوم بالنشاطات المرتبطة بالصواريخ البالستية القادرة على حمل الرؤوس النووية وان هذا الامر قائم اصلا بشكل طبيعي.

واضاف: ان الصواريخ التي تنتجها الجمهورية الاسلامية الايرانية لم تصمم لحمل الرؤوس النووية ولذلك انها خارجة بشكل كامل عن صلاحيات القرار الجديد لمجلس الامن وعلى هذا الاساس ليس هناك اي داع للقلق .

واضاف عراقجي: ان نص القرار السابق (1929) الذي صدر قبل عدة اعوام يشير الى صواريخ قادرة على حمل اي سلاح، بحيث يمكن ان يقال انه يشمل كلا النوعين من الصواريخ، الا ان القرار الجديد ينص بشكل واضح على الصواريخ القادرة على حمل الاسلحة النووية ،وهذا من الواضح ان صواريخنا لم تصمم على حمل الرؤوس النووية.. مؤكدا: ان جميع الانظمة الصاورخية وجميع الصواريخ التي تمتلكها ايران خارجة عن نطاق صلاحيات القرار الجديد لمجلس الامن وليس هناك داع للقلق .


وتابع: حتى اذا قامت ايران باختبار صواريخ متوسطة المدى فهذا على احسن الاحوال يعتبر انتهاكا للقرار وليس انتهاكا لاتفاق فيينا مؤكدا ان موضوع اتفاق فيينا منفصل عن قرار مجلس الامن، بحيث لم يتطريق اتفاق فيينا الى الموضوع الصاروخي والقيود التسليحية وهذه الحالات ذكرت فقط في القرار.

وحول قضية تفتيش المراكز الحساسة والعسكرية قال عراقجي: ان هذه القضية سويت وهناك فهم مشترك جيد بين ايران الوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذا المجال.

واضاف: ان موضوع تفتيش المراكز العسكرية او الوصول اليها قد طرح في شقين، الشق الاول، القضايا المرتبطة بالماضي الذي يعرف خطأً بـ"بي ام دي" او الابعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الايراني، وفي هذا المجال وفي اليوم الذي ابرم اتفاق فيينا ابرمت ايضا خريطة طريق وتفاهم جديد بين ايران والوكالة.

واضاف: وفقا للترتيبات المرتبطة بتسوية قضايا الماضي، فقد اتفق الطرفان حول هذا الموضوع وطرح في الاتفاق موضوع الوصول الى المراكز العسكرية  وقد عولج الموضوع بشكل كامل وليس هناك اي شيء يدعو للقلق.. وفي المستقبل ستنفذ ايران البرتوكول الاضافي وكل ما جاء في البرتوكول حول المراكز غير النووية سيطبق في اطار المعايير الدولية.

الطرفان ربحا في الاتفاق
وصرح عراقجي: منذا البداية كانت هذه اللعبة لعبة الربح – ربح وقد فاز الطرفان خلالها.. الطرفان كانت لهما مطالب بحيث وصلا اليها الى حد ما من خلال تقديم امتيازات الى بعضهما البعض.. مؤكدا: ان طلب الطرف المقابل كان يتمثل في الاطمئنان بعدم وجود سلاح نووي في ايران في المستقبل.

واضاف: من خلال المرونة التي ابدتها الجمهورية الاسلامية الايرانية في قبول بعض القيود او قبول بعض عمليات المراقبة، فقد اعطينا للطرف المقابل هذه الثقة، ولذلك فقد حقق الطرف المقابل مطلبه المتمثل بكسب الثقة بالبرنامج النووي الايراني السلمي، وفي المقابل فان طلب ايران كان يتمثل في مواصلة برنامجها النووي السلمي يعترف به مجلس الامن الدولي واعطاء شرعية له، مما حدث هذا الامر بالفعل.

وصرح عراقجي: ان القرار الاخير الذي اصدره مجلس الامن يعترف لاول مرة في تاريح المجلس بعملية تخصيب اليورانيوم في بلد نامي ويطالب جميع الدول بالتعاون معه.

وتابع: كما ان مطالبنا كانت تتمثل ايضا في الغاء جميع حالات الحظر، مما تحقق هذا الامر بحيث سيرفع جميع الحظر الاقتصادي والمالي في اليوم الذي يطبق فيه الاتفاق. كما الغيت  جميع القرارات الستة السابقة للمجلس، ولذلك فاننا وصلنا الى مبتغانا، كما ان الطرف الاخر وصل ايضا الى مبتغاه.. مؤكدا: ان الطرفين هما الفائزان وقدما تنازلات وحصلا على امتيازات، وهذا الاتفاق بامكانه ان يتحول الى نموذج لتسوية القضايا الاخرى على المستويين الاقليمي والدولي بحيث يمكن التوصل الى تفاهم عبر الحوار.

اتفاق فيينا ملزم لجميع الدول
وقال عراقجي: ان تطبيق اتفاق فيينا الذي ايده مجلس الامن ملزم لجميع الدول من ناحية القانون الدولي، الا انه في اميركا ووفقا لقوانينها الداخلية فان القوانين الداخلية لها افضلية بالنسبة للقوانين الدولية، ولذلك يجب ان تمضي القوانين الداخلية لهذا البلد مسيرها ويعلن الكونغرس رايه في هذا المجال.. كما ان في ايران ايضا يجب ان تسير العملية القانونية وبعد سير هذه العملية والمصادقة عليها بشكل نهائي سيكون تطبيقها ملزما للحكومة الايرانية.. واظن ان تستغرق هذه العملية شهرين او شهرين ونصف، مؤكدا: لو تكون العملية القانونية في جميع الدول ايجابية فستبدا المرحلة اللاحقة وان الاتفاق سيقترب من تطبيقه.

الرد السلبي للكونغرس سيكون خطا كبيرا
وحول احتمال رفض الكونغرس الاميركي للاتفاق، قال عراقجي: يجب ان نرى هل سيحدث هذا ام لا، وبعد ذلك سنقرر.. الا انه من البديهي سيكون هذا الامر خطا كبيرا يرتكبه الكونغرس، وسيتم التشكيك في المصداقية الدولية للحكومة الاميركية، ومن المسلم به سيقضي على مشروعية الحظر القائم.. ولكن رغم هذا فاننا نفضل ان نصبر ونرى كيف سيكون القرار النهائي للكونغرس، كما يجب ان نصبر ان تسير العملية القانونية في ايران.

وحول عملية دراسة الاتفاق في مجلس الشورى الاسلامي، قال عراقجي: ان المجلس يقوم بدراسة الاتفاق بشكل دقيق وبحساسية بالغة، بحيث عقد لحد الان جلسات متعددة.. كما ان (وزير الخارجية) الدكتور محمد جواد ظريف و(رئيس منظة الطاقة الذرية) الدكتور علي اكبر صالحي، قد حضرا الجلسة الاولى للمجلس وقدما ايضاحات كاملة حول الاتفاق.

وحول دخول مفتشين اميركيين الى ايران، قال عراقجي: اننا لم ولن نقبل ابدا بحضور مفتشين اميركيين بين مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما ان اتفاق فيينا ينص على ان الوكالة يجب ان تقدم مفتشين من بين الدول التي لها علاقات دبلوماسية مع ايران ولذلك فليس هناك امكانية لحضور مفتشين اميركيين.

الخلافات الايرانية الاميركية عميقة
وحول مستقبل العلاقات الايرانية الاميركية، قال عراقجي: في هذا المجال لست متفائلا، ومما لاشك فيه كانت احدى القضايا والخلافات بين ايران واميركا هي القضية النووية، بحيث ستسوى بشكل ما، الا ان القضايا الموجودة بيننا وبين اميركا ليست فقط هذه القضية، وان البلدين لهما خلافات تاريخية وجدية وعميقة للغاية لايمكن تسويتها بهذه السهولة، مؤكدا: لنا خلافات اساسية مع اميركا في القضايا الاقليمية والمرتبطة بنظام الهيمنة والعديد من القضايا الاخرى، وانا شخصيا لا ارى افقا قريبا لاقامة العلاقات بين ايران واميركا.

التعاون مع 5+1 في النشاطات النووية الايرانية
وحول مستقبل العلاقات والتعاون بين ايران ومجموعة 5+1، قال عراقجي: في ثلاثة مجالات سيكون لنا تعاون  جيد مع روسيا والصين خلال الاشهر القادمة، المجال الاول، في مفاعل اراك بحيث من خلال التعاون مع الصين وبقية الدول الاعضاء في مجموعة 5+1 الراغبة سنبحث ونقرر في تحديث هذا المفاعل.

واضاف: في اطار مشاركة دولية سيتحول مفاعل اراك للماء الثقيل الى مفاعل اكثر حداثة، مما سينتج بلوتونيوم اقل وله اخطار اقل وسيتم هذا الامر من خلال التعاون بين ايران والصين وبقية الدول الاعضاء في مجموعة 5+1 الراغبة بالتعاون في هذا المجال.

وصرح: خلال الاشهر القليلة القادمة سنتعاون مع روسيا في موضوع انتاج الايزوتوب الدائم واستيراد اليورانيوم المخصب.

واشار عراقجي الى ان انتاج الايزوتوب الدائم سيتم في موقع "فردو" ووفقا لاتفاق فيينا، وسيتحول موقع فردو الى مركز نووي فيزيائي وتقني، وقال: ان الايزوتوب الدائم له استخدامات كثيرة في المجال الطبي، وان عددا من اجهزة الطرد المركزي في فردو ستخصص لهذا الامر وسيتم التعاون بين روسيا وايران في هذا المجال.

وتابع عراقجي: وفقا لاتفاق فيينا، فقد اعترف بايران باعتبارها دولة مصدرة للمواد المخصبة، ونحن ازاء تسلم اليورانيوم الطبيعي سنصدر اليورانيوم المخصب، بحيث جرت مباحثات مع روسيا لاجراء هذه المعاملة.

تنمية التعاون مع اوروبا
وحول تنافس كبار المسؤولين في الدول الاوروبية لزيارة ايران قال عراقجي: ليس باستطاعتي القول بانه ستقام علاقات اعتيادية وطبيعية مع هذه الدول، الا انه اذا سويت احدى القضايا والمشاكل الرئيسية وهي القضية النووية، فمن الطبيعي ان يفتح الطريق امام تعاون جديد وصفحة جديدة من العلاقات بين ايران والدول الاوروبية، ومن اليقين سنشهد مزيدا من التبادلات الاقتصادية والسياسية  بين ايران وهذه الدول.

واضاف: هذا ليس بمعنى تسوية جميع المشاكل بيننا.. نحن لانزال لدينا خلافات مع الدول الاوروبية بشان قضايا مختلفة، الا اننا نسعى ان نحل هذه القضايا عبر الطرق السياسية، كما ان التعاون الاقتصادي سينمو في ظل الغاء الحظر.

وحول المواقف المتطرفة لبعض الدول مثل فرنسا في المفاوضات النووية مع ايران، قال عراقجي: نحن في تنظيم علاقاتنا مع الدول الاخرى سناخذ عدة عوامل واسباب بعين الاعتبار، بحيث ان ماضي التعاون ونوع المشاركة في القضايا المختلفة والخلافات او المشاركة او المشتركات في القضايا الاقليمية والدولية والقضايا الثنائية كلها عوامل تنظم علاقاتنا مع دولة ما، مؤكدا: كانت لدينا علاقات متذبذبة مع فرنسا، وعلى اي حال كانت لدينا مشاكل وتعاون ايضا مع فرنسا في الماضي.

واضاف: طبعا باعتبارنا مسوؤلين بوزارة الخارجية نرحب بتنمية التعاون والمشاورات مع جميع الدول التي لنا علاقات معها، الا اننا سنطرح هواجسنا خلال هذه الزيارات.

وحول اثارة قضايا اخرى بين طهران والدول الغربية خلال المفاوضات النووية، قال عراقجي: موضوع المفاوضات بين ايران ومجموعة 5+1 كان مركزا على القضايا النووية ولم نتطرق مع المجموعة الى قضايا اقليمية، واننا لن نغير هذه السياسة الى ان يطبق اتفاق فيينا.

واضاف: لو اصبح الاتفاق النووي تجربة جيدة فهناك احتمال للتطرق الى القضايا الاخرى، ومن الطبيعي ان هذا الامر منوط بقرار كبار المسؤولين الايرانيين، الا انني اعتقد انه ليس هناك اي مانع لفتح باب المباحثات بين دول المنطقة.

وحول موقف ايران من تسوية ازمات مثل الازمة السورية واليمنية ومكافحة جماعة "داعش" الارهابية من خلال مشاركة دول العالم والمنطقة، قال عراقجي: يجب ان نرى هل سيطق الاتفاق النووي ام لا؟ وهل سيتحول الى تجربة جيدة ام لا؟ ومن الممكن ان ناخذ بعد هذه التجربة، تجارب اخرى بنظر الاعتبار يمكن ان تتضمن قضايا يعاني منها المجتمع الدولي خاصة القضايا المرتبطة بالتطرف والارهاب و"داعش".

الصهاينة واللوبي في الكونغرس الاميركي يعارضون الاتفاق
وقال عراقجي: يجب ان ناخذ جانب الحيطة والحذر، لان هناك اطرافا تعارض هذا الاتفاق ولاتريد ان ينجز، بحيث ان الكيان الصهيوني يقف على راس المعارضين للاتفاق والذي لايبغي شرق اوسط خال من التوتر ومتمتع بالسلام، ويطالب بمواصلة النزاعات والتوترات في المنطقة، ولن يرحب باي تحرك يسفر عن احلال الاستقرار والهدوء في المنطقة.. مؤكدا ان اطرافا في المنطقة خاصة الكيان الصهيوني واللوبيات في الكونغرس الاميركي يبذلون مساعيهم للحؤول دون تطبيق الاتفاق.

وحول وضع الرئيس الاميركي باراك اوباما لاخذ الموافقة من الكونغرس، قال عراقجي: اننا لن نتدخل في هذا المجال، ونحن نتوقع من الحكومة الاميركية ان تلتزم بالاتفاق الذي ابرمته مع ايران الى جانب خمس دول اخرى، ومن الطبيعي ان يجتاز الاتفاق مراحله القانونية في اميركا كما في ايران.

الاتفاق سيحسن الامن والاستقرار في المنطقة
وصرح عراقجي: ان هذا الاتفاق اثبت بان الحوار هو افضل وسيلة للتوصل الى تفاهم وايجاد حلول للمشاكل والمصائب التي تعاني منها المنطقة.. ومن هذا المنطلق بدا (وزير الخارجية) الدكتور محمد جواد ظريف زيارته الاقليمية، بحيث سينقل هذه الرسالة مفادها بانه بعد الاتفاق النووي، خلقت اجواء افضل في المنطقة لتسوية القضايا الاقليمية عبر الحوار بين دول المنطقة، ونحن نؤمن بان القضايا الاقليمية بامكانها وينبغي ان تحل من خلال مشاركة دول الاقليم وبعيدا عن التدخل الاجنبي.

ستزال هواجس السعودية والدول الاخرى
وحول هواجس السعودية من الاتفاق النووي، قال عراقجي: من الطبيعي ان تنظر بعض دول المنطقة الى الاتفاق النووي بنظرة فيها بعض الشكوك، الا ان هذه الهواجس ستزال قريبا باذن الله، وسترى هذه الدول ان السياسة الايرانية في المنطقة مبنية على المشاركة والتعاون بين دول الاقليم، بغية احلال السلام والاستقرار وحل المشاكل الاقليمية عبر الحوار.

وحول احتمال زيارة وزير الخارجية الايراني الى الرياض، قال عراقجي: امل ان تتوفر ظروف زيارة الدكتور ظريف الى السعودية في المرحلة اللاحقة.. نحن مددنا وسنمد ايدينا الى جميع الاطراف في المنطقة والتي نقبل بشرعيتها ووجودها، لاقامة علاقات ودية والتعاون والحوار ونسعى وراء تنمية العلاقات معها.
tt-26