إستراتيجية أردوغان تقود تركيا نحو الحرب

إستراتيجية أردوغان تقود تركيا نحو الحرب
الأحد ٠٩ أغسطس ٢٠١٥ - ٠٢:٥٩ بتوقيت غرينتش

صَّعَد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الضغوط على الحزب الكردي الرئيسي في بلاده، محذرًا من احتمالية انهيار عملية السلام، وإمكانية مواجهة الأعضاء الأكراد في البرلمان إجراءات قانونية عن صلات مزعومة لهم بالإرهاب. وتصاعد القتال بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني على مدار الأسبوع الماضي بعد وقف لإطلاق النار دام أكثر من عامين، ما يحمل في طياته خروج جهود التصدي لـ (داعش) التي تعتبرها الولايات المتحدة التهديد الإقليمي الرئيسي لمسارها.

وكتب الاعلامي حسين مرتضى في موقعه: في هذا السياق، قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إن الرئيس التركي رجب طيب “أردوغان” يواجه احتجاجات منذ  نحو عامين، وسط حملة شرسة من الشرطة ضد المتظاهرين، واتهامات بأنهم خونة وجواسيس، مضيفة أن “أردوغان” يقوم بحملة تطهير لمعارضيه في الشرطة والقضاء.

وتشير الصحيفة إلى أن “أردوغان” تعرض لهزيمة انتخابية لاذعة في يونيو الماضي، مما كلفه خسارة الأغلبية البرلمانية المطلقة، وأطاحت بأحلام إقامة نظام رئاسي تنفيذي، مما دفع الأتراك للتساؤل عن ردة فعله.

وتوضح الصحيفة أن الآن العديد من الأتراك لديهم الجواب، وهو “الحرب الجديدة”، حيث تستأنف تركيا حربها ضد حزب العمال الكردستاني، فيرى المحللون أن حزب العدالة والتنمية يرغب في استعادة أغلبيته البرلمانية من خلال انتخابات جديدة.

ونقلت الصحيفة عن محللين بأن “أردوغان” يرغب في تدعم فرصه والفوز في الانتخابات الجديدة، من خلال مناشدة القوميين الأتراك والذين يعارضون تقرير مصير الأقلية الكردية، موضحة أن بعد ضربه للأكراد، قد توقفت عملية السلام القائمة معهم منذ عام 2013.

من جانبه، يقول سوات كينكليو غلو (عضو سابق في البرلمان التركي، والمدير التنفيذي لمركز الاتصالات الإستراتيجية في أنقرة): ”الحرب ضد الأكراد تستخدم كأداة عكسية لهزيمته في الانتخابات، والآن يرغب في إقامة انتخابات مبكرة، والتي ممكن أن تعقد في نوفمبر”، مضيفا: ”هذه الانتخابات ستكون مؤشرا على الاتجاه الذي سيذهب إليه الشعب التركي”.

ويلفت إلى أنه حال تم إجراء انتخابات مبكرة، فإن حزب “أردوغان” سيعمل جاهدا على استعادة الأغلبية البرلمانية، حيث يقول “هنري باركي” مدير برنامج الشرق الأوسط في  مركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين والخبير في الشؤون التركية: ”أعتقد أن أردوغان ذاهب لانتخابات مبكرة، وحين تكون هناك أزمة، فإن الشعب يذهب تحت الراية وليس الزعيم، وأردوغان يلعب هنا على هذا الوتر، وهو مصلحته الخاصة”.