اختطاف 4 من «القسّام».. «داعش» والقاهرة تحت المجهر

اختطاف 4 من «القسّام».. «داعش» والقاهرة تحت المجهر
الجمعة ٢١ أغسطس ٢٠١٥ - ١١:٥١ بتوقيت غرينتش

حادثة أمنية خطيرة تعرضت لها حافلة مسافرين فلسطينيين كانوا على قيد الترحيل الإجباري من غزة إلى القاهرة. أصابع الاتهام توزعت بين السلطات المصرية و«ولاية سيناء»، فيما لم تغب الأيدي والأعين الإسرائيلية عن المشهد. لا شك أن اختراقاً داخل «القسام»، تلته «متابعة أمنية» من داخل معبر رفح، أديا إلى هذه العملية.

 وبحسب الاخبار اللبنانية، فقد اختطف مسلحون ملثمون فجر أمس أربعة شبان فلسطينييين في شمال سيناء، بعد خروجهم من معبر رفح بحافلات الترحيل في طريقهم إلى مطار القاهرة. تعددت الروايات حول الجهة المسؤولة عن عملية الخطف وسط شكوك كبيرة، بسبب السماح لحافلات المرحلين بالعبور ليلاً في الوقت الذي يكون فيه حظر التجوال قد بدأ في مناطق شمال سيناء، وهو أمر غير معتاد، لأنه عادة يجبر المرحلون على النوم في صالات المعبر غير المجهزة لهذا الأمر حتى يحل صباح اليوم التالي ويغادروا إلى القاهرة، برفقة مندوب من السفارة الفلسطينية في مصر، وأحياناً بوجود ضباط مصريين بالزي المدني.

وهذه الحافلات ينقل فيها الذين يمنعون من دخول مصر ويقتصر على مرافقتهم، بعد سحب جوازات السفر منهم، إلى مطار القاهرة حصراً ليغادروا البلاد فوراً.

«حركة المقاومة الإسلامية ــ حماس»، التي تنقل مصادر متقاطعة أن اثنين على الأقل من الأربعة المخطوفين هم من عناصر ذراعها العسكرية «كتائب القسام»، سارعت إلى تحميل السلطات المصرية المسؤولية عن الخطف بطريقة غير مباشرة. وقالت في بيان رسمي أمس، إن «اختطاف أربعة من المواطنين في سيناء حدث خطير لا يمكن تجاوزه، فللمرة الأولى تكسر كل الأعراف الدبلوماسية والأمنية للدولة المصرية.. يبدو أنه انقلابٌ أمني وخروجٌ على التقاليد». وطالبت بـ«سرعة ضبط هذه العناصر وإعادة المختطفين، حتى لا يؤثر ذلك في العلاقات الفلسطينية ــ المصرية في الوقت الذي يسعى فيه الطرفان إلى توطيد هذه العلاقة».

في المقابل، نفى المصريون ذلك، واتهموا «أنصار بيت المقدس (حالياً ولاية سيناء)» باختطاف الفلسطينيين الأربعة. وقد انقسمت المصادر القبلية في شمال سيناء إلى شطرين: الأول يتهم الدولة بالوقوف وراء الأمر على ما نقلت وسائل إعلامية تابعة لـ«حماس»، والثاني ينسب القضية جملة وتفصيلا إلى «ولاية سيناء».

ولكن ما لا يمكن الاختلاف عليه أن العملية «أمنية» قبل كل شيء، واعتمد فيها على معلومات مسربة من غزة أولاً، وإدارة المعبر ثانياً. وقد أعلنت، في وقت لاحق، بعض الحسابات على «تويتر» المسؤولية عن الخطف نسبة إلى «ولاية سيناء»، لكن ذلك لم يؤكد حتى وقت كتابة هذا التقرير. في هذا الوقت، دخلت "إسرائيل" على الخط، وذكر موقع «واللا» المقرب من جيش العدو، أن «الأجهزة الأمنية المصرية هي التي اختطفت الفلسطينيين الأربعة بعدما تبين أنهم من الكوادر البارزة في الكوماندوز البحري التابع لحماس، وكانوا في طريقهم لتلقي تدريب مكثف في إيران على مهاجمة "إسرائيل" عبر البحر»!