رحلة المعاناة للمهاجرين السوريين..

"ابنتي لم تمت بقصف أو ببرميل متفجر.. بل في تركيا وعلى سرير"

الجمعة ٢٨ أغسطس ٢٠١٥ - ٠٣:٤٥ بتوقيت غرينتش

دمشق (العالم) 2015.08.2 ـ على طريق طويلة يكتب المهاجرون السوريون فصلاً جديداً من مأساتهم حيث يقطعون مئات الكيلومترات من صربيا إلى دول الاتحاد الأوروبي.. يمشيها هؤلاء صغاراً وكباراً. فمنهم من يتكأ على عصاه ومنهم من يحمل طفله.. وكلهم أمل في العثور على حياة جديدة بعد أن نجوا من الموت مرتين.. الأولى في الحرب الدائرة في بلدهم، والثانية برحلة الموت التي عبروا فيها البحر إلى أوروبا.

ويقول أحد اللاجئين من على متن قطار يقلهم إلى المجهول "لا أعرف إلى أين يأخذنا هذا القطار.. أنا مثل الذي يغمض عينيه ويتحرك.. هل يمكنه التحرك؟ أريد الذهاب إلى بلد.. أريد فقط الحصول على حياة جيدة!"
وأن تكون لاجئاً في تركيا لا يحق لك العلاج حتى وإن كان هذا العلاج سينقذك من الموت.. وهذا ماحصل مع شابة سورية منع عنها العلاج وهي على فراش الموت.
وتقول الأم الثكلى بابنتها أن "المشكلة أن بنتي ما ماتت بالقصف أو ببرميل متفجر أو كيماوي.. بنتي ماتت في تركيا على سرير.. كان في إمكانهم إنقاذها.. حتى الدكتور المشرف عليها قال نحن ورقة يلعب علينا!"
على أن النجاة من الموت في البحر لاتعني النجاة منه في البر.. فعلى جانب الطريق السريع بولاية بركن لاند بالقرب من الحدود النمساوية مع سلوفاكيا والنروج عثر على عشرات الجثث لمهاجرين في شاحنة.. وقالت الشرطة إنها لم تتمكن من تحديد رقم الضحايا بسبب تعفنها.
وتعد ليبيا بوابة الهجرة إلى أوروبا والرحلة إلى الموت.. فعلى سواحلها لقي 30 مهاجراً على الأقل مصرعهم؛ وجرى إنقاذ العشرات إثر غرق زورق كان يحمل على متنه نحو 200 مهاجر قبالة سواحل مدينة زوارة.
وعبرت المستشارة الألمانية أنغلا ميركل عن صدمتها للعثور على الجثث بالنمسا، داعية إلى العمل بجد وبسرعة لإيجاد حلول لأزمة المهاجرين.. موضحة أن دول البلقان الغربية تواجه تحديات كبيرة مع تدفقهم.
08.28      FA