هل غيّرت "داعش" من إستراتيجيتها بتجنيد المغاربة وتسليحهم؟

هل غيّرت
الإثنين ٢١ سبتمبر ٢٠١٥ - ٠٨:٣٦ بتوقيت غرينتش

أظْهرت عمليّة تفكيك المغرب، قبل أيام لـ"خليّة الصويرة" الإرهابيّة المتصلة بجماعة "داعش"، الإستراتيجية الجديدة التي شرعت الأخيرة في تنفيذها بغرض استقطاب وتجنيد مغاربة للالتحاق بصفوفها في سوريا والعراق، وهي الخطة التي تشترط تنفيذ عمل إرهابي فوق التراب المغربي، قبل الرحيل نحو معسكرات جماعة أبي بكر البغدادي.

وبحسب "هسبرس" كان المكتب المركزي للأبحاث القضائية قد أعلن تفكيك خلية إرهابية مُشكّلة من خمسة أفراد بمدينة الصويرة، اختاروا اسم "جند الخلافة"، إسوة بجماعة متطرّفة تتّخذ نفس الاسم وتتواجدُ بالجزائر، حيث ثبتت صلتها بجماعة "داعش"، وكانوا في مرحلة تخطيط لتنفيذ أعمال تخريبية بالمغرب، تتبعها مرحلة الالتحاق بسوريا أو العراق، قصد تلقّي تدريبات عسكرية هناك.

ويأتي هذا المعطى، ليشير إلى تحول في مخططات الجماعة المتطرفة لتنفيذ عمليات إرهابية في عدد من الدول، التي تصفها بالمرتدة والكافرة، وهي المخططات التي كانت تعتمد تجنيد موالين لـ"داعش" من المشبعين بالفكر المتشدد، عبر مواقع إلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، لتجهيز من تسميهم الجماعة "الذئاب المنفردة"، إلا أن "داعش" عدلت في تكتيكها العسكري، بتحريض مجنديها بتنفيذ عمليات إرهابية في بلدانهم ثم مغادرتها صوب معسكرات سوريا أو العراق.

وتوقف رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، عبد الرحيم المنار اسليمي، عند هذه التحولات الإستراتيجية الجديدة، الحاصلة في شروط استقطاب وتجنيد المغاربة للالتحاق بـ"داعش"، موضحا أن الأخير لم يعد يقبل بالتحاق الإرهابي "الإعدادي" وإنما الإرهابي "المنفذ" لعملية إرهابية فوق أراضي دولته، "هذا يفسر ظاهرة تواتر الكشف عن أسلحة متطورة لدى الخلايا المعلن عن تفكيكها في الشهور الأخيرة داخل المغرب".

وأورد اسليمي، في تصريح لـ"هسبريس"، أن قيادات "داعش" باتت تفرض "شروطا تحفيزية إرهابية" في المنطقة المغاربية لصنع خلايا محلية، من ضمنها "القدرة على التنفيذ قبل الالتحاق وأن وجهة الالتحاق لم تعد هي سوريا والعراق بالضرورة وإنما الجنوب الجزائري وليبيا"، مضيفا أن الجماعة تجمع في العراق وسوريا، وفق آخر المعلومات الاستخباراتية، قرابة 70 ألف مقاتل ضمنها 20 ألف أجنبي و50 ألف حاضن محلي في العراق وسوريا.

أما عن قضية تهريب السلاح من الجزائر، فرآها اسليمي تحيل إلى أن طرق ممرات نقل السلاح باتت تخترق كل التراب الجزائري، مردفا أن الجنوب الجزائري تحول إلى سوق لتهريب وبيع الأسلحة "لانتشار خلايا إرهابية تابعة للقاعدة وداعش"، موضحا أكثر أن الجزائر باتت تجمع سلاح القذافي وسلاحها "الذي هو أضعاف سلاح القذافي"، على أن تقارير المخابرات العالمية تطرح تخوفا في إمكانية سقوط مخازن الأسلحة الجزائرية في يد التنظيمات الإرهابية.

وخلص المحلل المغربي إلى أن الحدود المغربية الجزائرية باتت خطرا كبيرا على الأمن القومي المغربي "لإمكانيات تسرب السلاح والإرهابيين.. فالجزائر دولة مخترقة ومفتوحة أمام التنظيمات الإرهابية والصراع الداخلي بين حكام الجزائر يُسهل تحرك الجماعات الإرهابية"، بحسب تعبيره، محذرا في الوقت ذاته من كون غياب فرض التأشيرة على التونسيين والجزائريين "يرفع من سقف المخاطر على المغرب".

يذكر، ان جماعة "داعش" الارهابية صناعة اميركية صهيونية، وتتبنى الفكر الوهابي التكفيري المتطرف الذي تروج له دول اقليمية تسعى لتمرير اجندة اقليمية ودولية تهدف تجزئة المنطقة بعد تدميرها.