عبد الباري عطوان: كارثة منى اهمال على اعلى المستويات

عبد الباري عطوان: كارثة منى اهمال على اعلى المستويات
السبت ٢٦ سبتمبر ٢٠١٥ - ٠٧:١٩ بتوقيت غرينتش

قال الكاتب عبد الباري عطوان، رئيس تحرير موقع "رأي اليوم"، إن المئات من الحجاج الذين أزهقت أرواحهم، يوم عيد الأضحى، ومثلهم العديد من المصابين بجروح، بالقرب من مكان رمي الجمرات في المشاعر المقدسة، سقطوا بسبب ما سماه "عمل إرهابي أكثر خطورة، وهو سوء الإدارة والتنظيم والإهمال".

وانتقد عطوان، في مقال له تفاعلا مع الحادث المفجع بمكة المكرمة، بشدة تدبير السلطات السعودية لشؤون الحج، وأورد بأن تكرار مثل هذه الكوارث برهان أكيد على انعدام كفاءة المشرفين على تنظيم موسم الحج، من أعلى قمة الهرم السعودي، وحتى أصغر جندي مرور".
ورفض الكاتب تحميل الحجاج مسؤولية الكارثة، من خلال اتهامهم بالجهل، أو عدم الانضباط، أو الحديث عن انعدام كفاءة المسؤولين في الأجهزة الأمنية، مبرزا أن ذلك يعتبر "إهانة" لا تقل خطورة عن الكارثة نفسها، فمثل هذه الأعذار والتبريرات جعلت مثيلاتها تتكرر كل بضعة أعوام وسط حالة من اللامبالاة وانعدام الضمير".
ولفت إلى أن مواسم الحج تحولت إلى هاجس ومصدر قلق، وخوف للحجاج وذويهم بسبب تكرار هذه الكوارث، وغياب أي ضمان حقيقي بعودة هؤلاء أو بعضهم سالمين إلى بلدانهم بعد أداء فريضتهم"، مشيرا إلى أن المشكلة ليست في وجود الجسور من عدمها، وإنما في سوء الإدارة، وغياب التخطيط والتنفيذ".
وفند عطوان التبريرات التي جاءت على لسان مسؤولين سعوديين إزاء الكارثة التي وقعت أمس، والتي تمحورت حول نقطة جوهرية تقول بعدم امتلاك السلطات السعودية الخبرة اللازمة في إدارة الحشود، في ظل تدفق أكثر من مليوني حاج على المشاعر، ورمي الجمرات دفعة واحدة.
ووصف تلك التبريرات بأنها "حالة إنكار" غير مسبوقة، وتبريرات غير مقبولة، وغير مقنعة في الوقت نفسه"، قبل أن يتساءل قائلا "إذا كانت السلطات السعودية، وبعد أكثر من ثمانين عاما من الإشراف على مواسم الحج، لا تملك خبرة كافية في إدارة الحشود، فمن يمتلكها إذا".
وزاد متسائلا "لماذا لم تستقدم السعودية الخبراء المسلمين والأجانب للقيام بهذه المهمة، وهي التي تملك جيشا منهم في مختلف المجالات الأخرى، علاوة على أن هؤلاء الحجاج وزوار الأماكن المقدسة يدرون دخلا سنويا على الخزينة السعودية يقدر 8.5 مليار دولا، حسب البيانات الرسمية"
وعزا الكاتب ما حدث في الديار المقدسة إلى الإهمال، واللامبالاة، وغياب الإدارة الرشيدة، والغطرسة، وانعدام المحاسبة، والتحقيقات الشفافة، وكنس هذه المآسي تحت سجادة العجز والإنكار"، مبررا ذلك بأن "المسؤولين عنها في غالب الأحيان هم من أمراء الأسرة الحاكمة، بشكل مباشر أو غير مباشر" .