أكرم الكعبي: الأميركيون والدواعش وجهان لعملة واحدة

أكرم الكعبي: الأميركيون والدواعش وجهان لعملة واحدة
الأربعاء ٣٠ سبتمبر ٢٠١٥ - ١١:٤٢ بتوقيت غرينتش

يمثّل الشيخ أكرم الكعبي جيلاً كاملاً من المناضلين العراقيين، الذين واصلوا كفاحهم ضد نظام صدام بحربهم ضد الاحتلال الأميركي، هذا التاريخ أخفاه الإعلام العربي، وخاصة الوسائل الخليجية التي طمست أفعال الكثير من فصائل المقاومة، ونسبت عمليات البعض الى البعض الآخر، ومهّدت للحروب الطائفية التي تشعل اليوم منطقتنا.

ونشرت صحيفة "الاخبار" اللبنانية مقابلة أجرتها مع المناضل العراقي اكرم الكعبي قالت فيها: لا بد من البدء عبر تصحيح التاريخ، وتقديم الرواية الحقيقية لما جرى في العراق، والتعريف بشخصيات لم يبرزها الإعلام العربي، ولكنها تركت جرحاً غائراً في ذاكرة الأميركيين الغزاة، وشاركت بكلّ ما تملك في تحرير العراق، وضحّت بكلّ شيء لأجل هذه الغاية أبطال قصة الشيخ أكرم، وشركائه ورفاقه في حركة «النجباء».

وفي رواية الكعبي عن مقارعته ورفاقه الاحتلال الاميركي يقول للصحيفة: "منذ بداية دخول الاحتلال الأميركي الى العراق انبرى قسم من المجاهدين - ممن كانوا يقارعون نظام صدام القمعي - لمقاومة الاحتلال عسكريا، وكنا في وقتها على شكل مجاميع جهادية تربطنا علاقات وطيدة وتعاون وتنسيق.

اول عملية لمجوعتنا كانت استهداف تسعة جنود بريطانيين في البصرة. استمرت عملياتنا على هذا المنوال عدة أشهر حتى اعتقلتني القوات الاميركية في كربلاء؛ بقيت ستة اشهر في المعتقل حتى اندلاع انتفاضة النجف الاولى ضد الاميركان (ربيع 2004) حيث تولى اخوتي في الخط الجهادي تهريبي من سجن الاحتلال بطريقة لافتة، بعد خروجي من السجن ذهبت إلى النجف الأشرف حيث كنت مسؤول القوات في معركة النجف الثانية (صيف 2004) التي استمرت 28 يوماً لم تنجح فيها قوات الإحتلال من تحقيق أي تقدّم على قطاعاتنا ليضطرّوا بعد عجزهم لفتح باب التفاوض من خلال وسطاء، وقد اشترطنا عدم دخول قواتهم إلى مدينة النجف القديمة مقابل انسحابنا منها وتسليمها للقوات العراقية. وقد رضخوا لشروطنا وجرى تنفيذ الاتفاق".

وعن دور السفارة الاميركية بالعراق في الحيلولة دون تطوير سلاح الحشد الشعبي قال الكعبي: السفارة الأميركيّة اليوم تحمل راية محاربة الحشد عبر كل المستويات لا على مستوى التصنيع فحسب، وما سميتموه سكراب الحروب في التاجي هو بالحقيقة سلاح فعال للجيش العراقي قام الأميركيون بعيد الإحتلال وتفكيك الجيش العراقي بتجميعه في ما عُرِفَ بمقبرة التاجي وتدميره، والإخوة اليوم في ورشة التصنيع العسكري في البصرة يبحثون بين السكراب في مقبرة التاجي عسى أن يجدوا أجزاء نجت من التدمير لتجميعها واصلاحها والاستفادة منها في الجبهات.

وحول العراق والتطورات العسكرية أكد الكعبي ان "العمليات مستمرة في في عدة محاور، بينها بيجي والانبار والفلوجة لكن للإسف الإعلام العربي والغربي يسير وفق منهج رفع معنويات العدو وتثبيط الصديق، بينما البعض يركز على النقاط المهمة إعلامياً كبيجي والفلوجة ويهمل النقاط المهمة عسكرياً، علماً أن في المعركة تكتيكات وإستراتجيات مجموعها يصب في نتيجة واحدة وهي تحرير العراق بالكامل والإعلان عن الإنتصار الكبير، فليس من المنطقي تحرير بيجي بالكامل وإهمال مناطق حيوية وإستراتيجية كانت قواتنا مشغولة بها خلال هذه الفترة، لكنها بعيدة عن أضواء الإعلام، كجزيرة سامراء، الخط الاستراتيجي للنفط، الصقلاوية، المدينة السياحية وغيرها الكثير، علماَ أن دائرة المعركة بدأت تضيق على العدو بعدما كان مسيطراً على مناطق شاسعة في العراق كديالى، الموصل، صلاح الدين، الانبار وحزام بغداد. وخلال هذه الفترة حصلت عمليات مهمة لقطع طرق الإمداد والدّعم وإحكام تطويق بيجي والفلوجة استعداداً لإقتحامها وتطهيرها من دنس داعش.
مخطط تحرير بيجي، التي تعد البوابة ونقطة الإنطلاق الأولى للدخول إلى الموصل تسير وفق ما هو مرسوم لها من برامج بصورة ممتازة من غير تلكؤ. ولا بد من الإشارة لكون بيجي لم تتحرر بالكامل سابقاً مسجّلا تحفّظي على ما روّج في بعض الإعلام من كونها تحرّرت بالكامل! إذ كان هدفنا فرض حصار والإقتراب من الأحياء التي يتمركز ويتحصن فيها العدو لفك الحصار عن قواتنا المحاصرة في مصفى بيجي وهذا ما تحقّق، فقد فُك الحصار وفُصلت منطقة الصينية والشرقاط والحويجة عن بيجي، وفُرض طوق كامل على المدينة، وجرى تحرير قسم من الاحياء في بيجي نفسها. أمّا حالياّ، فقد بدأت الاستعدادت الكبيرة لتحرير بيجي بالكامل بقوة ومعونة من الله تعالى.
بالنسبة إلى موضوع الفلوجة فتدخل الأميركيين في الأنبار هو العائق الأساسي في تأخّر العمليات.

وحول المزاعم عن تنسيق، ضمني، ومساكنة عسكرية بين الحركة والمستشارين الأميركيين أكد الكعبي كذب هذه المزاعم، مشددا على ان "الأميركيين والدواعش وجهان لعملة واحدة، ونرفض أي تعاون أو عمل مشترك معهم لكونهم لم يجلبوا لعراقنا غير الدّمار والخراب".

مجاهد من العراق

اكرم الكعبي مع السيد حسن نصر الله

ولد الشيخ أكرم الكعبي عام 1977، وهو تتلمذ في العلوم الشرعية على يد الشهيد السيد محمد صادق الصدر. أكمل، في حوزة النجف الأشرف، «المقدمات والسطوح» وحضر البحث الخارج، وكان امام مدينة المسيّب الفراتية الواقعة جنوب بغداد. تنقّل الشيخ أكرم بين سجون «الأحكام الخاصة» في عهد صدّام حسين، قبل أن ينخرط في المقاومة اثر الغزو الأميركي. كانت له مسؤوليات قيادية في «جيش المهدي» خلال معركة النجف الثانية (2004)، ثم تابع دورات في العلوم العسكرية والادارة الاستراتيجية قبل أن يشارك في تأسيس المقاومة الاسلامية - عصائب أهل الحق، التي صار أميناً عاماً لها خلال اعتقال رفيق دربه وصديقه، الشيخ قيس الخزعلي. عاد الشيخ الكعبي لمتابعة علومه الدينية مبتعداً عن العمل العسكري المباشر حتى انطلاق أحداث سوريا عام 2011، حيث كان في مقدمة المقاتلين في حركته الوليدة، «حركة حزب الله النجباء».