هاشمي رفسنجاني: یمکن إصلاح العلاقات بین ایران والسعودیة

هاشمي رفسنجاني: یمکن إصلاح العلاقات بین ایران والسعودیة
الأربعاء ١٤ أكتوبر ٢٠١٥ - ٠٢:٣٦ بتوقيت غرينتش

قال ایة الله اکبر هاشمي رفسنجاني رئیس مجمع تشخیص مصلحة النظام ان من الممکن اصلاح العلاقات بین ایران والسعودیة بالکامل إن ارید ذلك، لکن لا یمکن إنجاز هذا من جانب واحد.

واضاف ایة الله هاشمي رفسنجانی في حوار اجرته معه «شفقنا» ان اصلاح العلاقات ممکن شریطة ان تکون الرغبة من الجانبین، لکن هذا الامر لا یتحقق مثلا أن کنا نحن جاهزین لکن لا تتوفر الظروف لدی الجانب الاخر او انهم لا یرغبون بذلك او نحن لا نرغب بذلك لاسباب سیاسیة او اقلیمیة. لکن یبدو لی ان الامر قابل للتحقق بالکامل.
واشار الی فرض حرب الثماني سنوات علی ایران ودعم دول جنوب الخلیج الفارسي لصدام في عدوانه علی ایران وتمویلهم هذا العدوان وقال انه بعد قبول ایران القرار 598 تولت حکومة جدیدة السلطة فی ایران “کنت أنا أرأسها. قلنا اننا لا نرید استعداء الاخرین ونود العمل مع العالم. فمال العالم سریعا نحونا، والعرب الذین کانوا قد مولوا صدام في عدوانه علی ایران، وکانوا خائفین من ان نخرج منتصرین من الحرب، توجهوا نحونا.
واضاف: کنا فی السنغال وعقدت لقاء مقتضبا مع الملک عبد الله الذي کان آنذاك ولیا للعهد في السعودیة، فذاب الکثیر من جلید العلاقات بین البلدین. والان الظروف والوضع لیسا باصعب من تلك الحقبة.
ومضی ایة الله هاشمي رفسنجاني في هذا الحوار یقول: ان وضعا جیدا لم یحدث فی السعودیة حالیا. اي ان السیاسة التي ینتهجها الحکام الجدد، لا تتسم بالعقلانیة. ومع ذلك فان الحرب لیست السبیل لمعالجة الامور. والسبیل یکمن في ان ندخل في محادثات وحوار بصورة منطقیة، ونطمئنهم بالا یتخوفوا منا، ومن اننا لسنا نوویین عسکریین، ولا نرید استخدام سلاحنا ضد أحد.
وتابع یقول: اعتقد اننا ان نخوض القضیة بصورة صحیحة، نستطیع معالجة قضایانا مع العرب ببساطة. وعلیهم ان یخوضوا القضیة بصورة صحیحة ایضا.
وشدد بالقول '“نحن ووفقا للمبادئ الدینیة والاسلامیة والقرآن وتوجیهات الائمة (ع) مکلفون بتعزیز العلاقات في العالم الاسلامي. وان اردنا فعل ذلك فاننا قادرون، لکن ثمة اناسا متطرفین یقولون شیئا اخر”.
واشار ایة الله هاشمي رفسنجاني الی زیارته الی السعودیة ابان عهد الملك عبد الله للمشارکة في المؤتمر الاسلامي العالمي قائلا : انهم دعوني بعد القاء کلمتي الی لقاء مع الملك عبدالله وحضر اللقاء مستشاروه. اتفقنا حینها علی تشکیل سبع لجان مشترکة بین ایران والسعودیة. واحدی هذه اللجان، هی لجنة علمائیة تتولی دراسة الخلاف في العالم الاسلامي وایجاد التفاهم اللازم من ناحیة القضایا الدینیة. وهذه القضیة تشکل حاجة في الوقت الحاضر ایضا. یجب ان یکون هناك مکان مرجع لتسویة الخلافات. وان تم تاصیل هذه القضیة في العالم الاسلامي، فان ذلك یکتسي اهمیة بالغة.
واضاف ان اللجنة الثانیة هي لجنة ثنائیة للقضایا الحکومیة والشعبیة. وان تکون هناك ایضا لجان منفصلة لکل من العراق وسوریة ولبنان وافغانستان والبلدان الاخری التي تعاني من الخلافات المذهبیة.
واکد ایة الله هاشمي رفسنجاني ان هذا الحل مازال ذا معنی في الوقت الحاضر ایضا.
وعن تنامي التطرف والارهاب قال ایة الله هاشمي رفسنجاني، ان قضیة الارهاب ارتبطت الیوم بالقضایا العقائدیة . فالارهاب في بلدنا ضعیف. لکنه موجود في المنطقة. ان الذین یمارسون الان الارهاب باسم الاسلام هم الوهابیون بشکل رئیسي. انهم یقدمون تعریفا اخر عن الاسلام لاسیما داعش الذي یعتبر الشیعة بانهم کفار. وطبعا طالبان کانوا ومازالوا کذلك. ورغم ان الارهاب کان اقلیمیا لکنه اصبح الان عالمیا. والمادة الرئیسیة للارهاب هي استیاء الجیل الشاب الذي یعاني من مشاکل جمة لاسیما الفقراء والذین لا یساهمون في السلطة ولا یملکون شیئا. وطبعا الامر هکذا في منطقتنا لکن لیس کذلك في العالم. فان کان لدیهم کلام یریدون قوله، فیقولونه وبوسعهم ابداء احتجاجهم. لکن هذا الشئ محدود وضیق في هذه المنطقة. وعندما یبلغ السیل الزبی، فاخر حل یلجاون الیه هو السلاح فیحملون السلاح لیثأرون.
واکد قائلا انه یجب السیطرة علی فیروس التطرف لانه ینمي ویربي الارهاب. ان الارهاب تحول الیوم الی خطر کبیر یطال المجتمعات، وحتی ثمة احتمال ان یتحول هذا الارهاب الی حرب عالمیة من نوع الارهاب.
ومضی یقول: ان المشکلة الاخری التی افرزها الارهاب، هي اننا کنا في الماضي نواجه ضلعین، یسببان مشاکل للشعوب، اي الاستبداد والاخر الاستعمار. فالاستعمار والاستبداد یمکن ان یکونا بجانب احدهما الاخر بحیث یکون المستبد في خدمة الاجانب وان یتصدیا کلاهما للشعوب. لکن الارهاب تحول الیوم الی ضلع ثالث، وهذا العنصر الثالث لا یسمح باستئصال جذور الاستبداد. علی سبیل المثال، الشعب في مصر قام بثورة وتجمع فی میدان التحریر، وغیّر نظام الحکم. لکن الارهاب جاء وجعل الناس یندمون. فانتشر التدهور الامني.
وفي لیبیا، الامر کذلك، فقد کان القذافي مستبدا ویمارس الغطرسة ضد الشعب وکان یتصرف کیفما یشاء، فقضوا علی القذافي، لکن جاء الارهابیون وجعلوا الجمیع یندمون. فندم الثوار والذین ازالوا القذافي علی السواء، وتحولت لیبیا الیوم الی معقل للارهاب. فجمیع الارهابیین یوصلون انفسهم الی هناك ویستقرون في مدینة ویتحصلون علی ثروة طائلة من بیع النفط والمصادر اللیبیة. ویقومون الیوم بتغذیة سوریة والعراق وافغانستان من هناك. ونیجیریا اصبحت الیوم مرجعا للارهابیین بسبب وجود بوکوحرام. انظروا الی الصومال، انهم مسلمون یقومون بهذه الافاعیل. ولسنوات لا توجد حکومة هناك. لقد تحول الارهاب الی خطر کبیر. والمؤسف ان حربتهم الرئیسیة هي الدین. وهناك غیر المتدینین بینهم ایضا. یجب علینا ان نحل القضیة من خلال التناغم بین الشیعة والسنة. یجب ان نثق باحدنا الاخر حتی نمضي قدما الی الامام، وان کان صناع القرار، عقلاء فاننا سنکون قادرین علی ذلك.