هل القواعد الأمريكية في قطر أنزل بها الله يا قرضاوي؟

هل القواعد الأمريكية في قطر أنزل بها الله يا قرضاوي؟
الخميس ١٥ أكتوبر ٢٠١٥ - ٠٦:١٠ بتوقيت غرينتش

في رد على فتاوى الشيخ يوسف القرضاوي، المصري سابقا والقطري لاحقا، والهادفة لاشعال الفتن بين المصريين، وتحريض بعضهم ضد بعض، والتي اعادت للاذهان فتاويه التي دمر فيها ليبيا وحرق الاخضر واليابس هناك على منبر قناة “الجزيرة” القطرية سيئة الصيت، وجعلها دولة فاشلة، ومرتعا خصبا للارهابيين، بعدما اجاز الاستعانة ب”كفار حلف الناتو”، على قصف ليبيا والجيش الليبي والمعسكرات والمطارات الليبية، وافتى بقتل القذافي، دعا مفتي مصر السابق الشيخ على جمعة، القرضاوي الى الكف عن التدخل في شؤون مصر، بعد ان “باع الجنسية المصرية” بثمن بخس من اجل الحصول على الجنسية القطرية.

القرضاوي، الذي يحل ويحرم، عبر فتاوى سياسية جاهزة ومعلبة وعند الطلب، تدخل الناتو في هذا البلد، ويحرم تدخله في بلد اخر، ويحل ثورة شعبية هنا، ويحرمها هناك، ويُدخل الامير او الملك الفلاني في زمرة عباد الرحمن، ومن ثم الجنة، ويُخرج الرئيس او الزعيم الفلاني، من الملة والدين ، ويدفع به الى جهنم، والملفت ان كل هذه الفتاوى المتناقضة والمثيرة للسخرية، يسعى القرضاوي ومن ورائه اتحاده العالمي لعلماء المسلمين ومنبره الاثير قناة “الجزيرة” القطرية، احاطتها بهالة من القدسية، وكأنها مما انزل الله، والعياذ بالله، وليست من افرازات هوى النفس الامارة، والطمع والجشع، وحب الدنيا والشهرة.

الشيخ على جمعة وفي رده على التدخل السافر والفتنوي للقرضاوي في الشان المصري، ذكره بأن ما يترشح عنه، ليست فتاوى يريد بها وجه الله، ويدافع بها عن الشعوب العربية والاسلامية، في وجه المستعمرين والغاصبين والمستبدين والانظمة الفاسدة، بل هي فتن يريد بها ارضاء اسياده في المشايخ والامارات الخليجية المتخلفة، وكذلك اسياد اسياده في الناتو وفي تل ابيب وواشنطن، حيث سأل الشيخ على جمعة، القرضاوي قائلا: “هل القواعد الأمريكية في قطر أنزل بها الله؟ هل الحكومة بتاعتك (القطرية) اللي انت بعت نفسك لها خيانة للشعب المصري، وتركت بلدك من أجلها هي ما أنزل الله؟”.

تساؤل الشيخ علي جمعة، كان في غاية الذكاء وينطلق من معرفة بالمسؤولية الدينية التي يتحملها علماء الدين، في مناصرة المستضعفين، ومناهضة المستكبرين، عبر قول كلمة الحق، في كل مكان وزمان، وكما قال النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله): “اعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر”، وهذه الكلمة هي التي اراد بها الشيخ على جمعة فضح القرضاوي ومن على شاكلته من علماء السوء و وعاظ السلاطين، الذين باعوا دينهم واخرتهم، من اجل ارضاء اسيادهم، ومن اجل حفنة من الدولارات النفطية القذرة، وتعريتهم امام الشعوب العربية والاسلامية.

فاذا كان ما انزل الله، هو الذي دفع القرضاوي الى ان يقول “كلمة الحق” ويفتي بتدخل الناتو في ليبيا وقتل القذافي لاستبداد وفساد النظام، وهو الذي افتى بتدخل الناتو وامريكا وكل العالم في سوريا، بل حرض ابناء الشعب السوري على بعضه البعض انطلاقا من خلفيات مذهبية بغيضة، وكفّر ومازال الحكومة العراقية التي جاءت عبر انتخابات و وسائل ديمقراطية، لم تشهدها قطر ولا المشايخ والممالك الخليجية في الماضي، ولا نعتقد ان تشهدها في المستقبل المنظور، وهذا التكفير جاء ايضا انطلاقا من خلفيات مذهبية كريهة، ايد الثورة التونسية، ولكن شنه حربا هوجاء ضد الثورة البحرينية والشعب البحريني، انطلاقا من ذات الخلفيات الطائفية والحزبية الضيقة، التي باتت صفة تميزه وعلامة تدل عليه، اما موقفه من اليمن فحدث ولا حرج، فلا يرى للشعب اليمني من حق سوى ما تتفضل عليه السعودية، شقيقة قطر الكبرى، الا اننا لا نرى من اثر لفتاوى ومواقف القرضاوي “الشرعية والثورية”، ازاء الانظمة الاستبدادية والدكتاتورية والمتخلفة والقبلية والعائلية، التي تعود الى الاف السنين، كالانظمة القطرية والسعودية، التي يسبح بمدها ليل نهار، ويدعو لقادتها بطول العمر والخير ودوام العافية والصحة، كما لا نرى اي اثر لهذه الفتاوى “الشرعية الثورية” ازاء التواجد الامريكي غير الشرعي في المنطقة الخليجية، والقواعد العسكرية الامريكية المزروعة في ارض المشايخ والامارات التي يرفل القرضاوي في خيرها، مثل قاعدة العديد و قاعدة السيلية اللتان لاتبعدان سوى كيلومترات من بيت القرضاوي في قطر، بل الرجل اعمى اخرس اطرش، ازاء العلاقات التي باتت علنية بين انظمة الدول الخليجية وفي مقدمتها قطر والسعودية، فهو لا يرى ولا يسمع، بما يجري من فساد ومحسوبية وشراء الذمم، في هذه الانظمة الرجعية المتخلفة، الا انه يرى وبدقة الفساد والطائفية في العراق وسوريا واليمن، والتي تبعد عنه الاف الكيلومترات، فنراه يفتي بما انزل عليه الشيطان في الثانية، بينما يخرسه ذات الشيطان في الاولى.

ان الدماء الطاهرة التي اريقت على يد التكفیريين من “الدواعش” والقاعدة في العراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان، وفي كل مكان في العالم، هي التي فضحت شيخ الفتنة الاكبر عالم السوء و وعاظ السلاطين الذليل القرضاوي، قبل ان يأتيه الموت، كما ان هذه الدماء هي التي فضحت الاعلام الخليجي الصهيوني، وعلى راسه القناة الطائفية الفتنوية “الجزيرة” القطرية، التي لم يعد يشاهدها من العرب سوى الموتورين والطائفيين والمتخلفين والاميين، بعد ان تحولت الى بوق للتكفيريين من “الدواعش” والقاعدة، ونعود ونكرر ما قاله الشيخ علي جمعة للقرضاوي: هل القواعد الأمريكية في قطر أنزل بها الله يا قرضاوي؟، وهل قطر تحررت من حكم الاسرة الواحدة، او من الهيمنة الامريكية و “الاسرائيلية”، حتى تطالبي بالديمقراطية والتحرر من الاستعمار للاخرين يا “جزيرة” الفتنة.

* نبيل لطيف ـ شفقنا

كلمات دليلية :